أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال الابراهيمي - الكتلة التاريخية في مواجهة النظام الاردني














المزيد.....

الكتلة التاريخية في مواجهة النظام الاردني


نضال الابراهيمي
(nedal alibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



" الثورة تعتبر مستحيلة ما لم يكن هناك حالة ثورية ، وليست كل حالة ثورية تقود إلى ثورة "
فلاديمير لينين

قد تلخص هذه المقولة وتشخص الحالة الثورية القائمة في العالم العربي فاغلب المجتمعات العربية مؤهلة للحالة الثورية ولكن هذه الحالة ليست من الحتم بمكان ان تتطور لتصبح ثورة والحالة الثورية في الاردن لا تخرج عن هذا السياق العام فالقوى الاجتماعية او الطبقية التي تقف عائق امام تطور الحالة الثورية ليست كلها صاحبة مصلحة في بقاء الاوضاع الحالية كما هي عليه وهو ما يدعو الى التساؤل لماذا التغير او الاصلاح او الثورة في الاردن امر اصبح مستعصي .

فلا زالت اشكال الصراع التاريخية من تأسيس امارة شرق الاردن الى الان قائمة هي ذاتها من حيث المضمون والذي يتغير شكلها وأدواتها فقط اين المشكلة او الخلل في هذه الدولة التي وصلت الى الى مرحلة " الدولة الفاشلة " حسب المقاييس العالمية لهذا المفهوم وهنا لا اجد ما استحضره إلا قانون وحدة وصراع المتناقضات الماركسي ومع ان هذا القانون لا يمكن اسقاطه بشكل الي أوتوماتيكي على الواقع الاجتماعي في اي مجتمع إلا انه يمكن الاستعانة بإطاره العام فليس بالضرورة ان يكو الصراع بين طبقتي البرجوازية والبروليتاريا حتى ينتج عنه انتصار احدهم على الاخر بشكل ثوري .
فالصراع الديني والقومي والاثني وانتصار احد طرفيه لا يمكن ان يكون ثورة طبقية تقدمية تذهب بالمجتمعات والدول الى المستقبل وبالعودة الى المجتمع والدولة الاردنية نتساءل من يصارع من ولأجل ماذا التكوين الرأسي للمجتمع الاردن اي من اعلى الى اسفل العمق يقول ان هذا المجتمع اصبح الان يتكون سلطة سياسية هي " الاسرة المالكة وعلى رأسها ملك " وبالأسفل منها ومتحالف معها طبقة يطلق عليها " برجوازية كمبرادورية " وهي طبقة خائنة لوطنها وعميلة للرأسمال الاجنبي يقوم وجودها الاجتماعي والسياسي على عملية اقتصادية هي سند وجودها وهي " السمسرة للرأسمال الاجنبي " من خلال تقديم الخدمات له وبيع مؤسسات الوطن والسمرة من خلف هذا البيع .

وهي بالأردن تتشكل من مجموعة من العائلات ذات الغنى الفاحش وبعض وجهاء وشيوخ العشائر الذين تشكل رأسمالهم وأملاكهم من وراثة العقارات والهبات او الفتات الذي يدفع لهم على شكل منح من قبل النظام ويضاف اليهم طبقة سياسية من رؤساء وزراء و وزراء واعيان ونواب وكبار موظفي الدولة ساهمت سلطتهم السياسية في الاستيلاء على اموال اجزاء من اموال الدولة والسمسرة في قضايا اقتصادية وسياسية .
اما المقابل لهذا الغول الاجتماعي الذي يملك سلطة المال والقرار السياسي وأجهزة القمع من جهاز امن ومخابرات فهم بقايا الطبقة الوسطى في الاردن التي تم تدميرها خلال العشرين عام الماضية والتي انفجرت شظايا متوسطة وصغيرة لتتحول الى برجوازية صغيرة تجارية وطفيلية وخدمية ومجموعات من المهمشين والعاطلين عن العمل والمتقاعدين .

وقد ثبت بالوجه القاطع ان التغير والإصلاح في الدولة الاردنية لم يقم ولن يقم به ملك الاردن ولا حكوماته ولا مؤسسات الدولة الاردنية التي يفترض ان تكون شرعية وهي ليست كذلك .
وان الحراك الاردني رغم احترامنا لانجازاته في الضغط على هذه الدولة للقيام ببعض التغيرات إلا انها غير كافية ولن تكون وان البديل الفعلي الان امام الحراك والمعارضة الحقيقية في الاردن هي التحالف الفعلي مع النقابات المهنية واستقطاب الطبقات و / او الفئات الغير فاعلة في الحراك مثال طبقة العمال وصغار التجار وفئات صغار الموظفين والمتقاعدين لبناء تحالف يكون كما اطلق عليه المفكر الايطالي انطونيو جرامشي ( الكتلة التاريخية ) وهو تحالف فئات الشعب التي تتناقض بعض مصالحها الجزئية ولكن تتقاطع مصالحها العامة والكبرى في اصلاح وقيام ثورة بيضاء في الدولة الاردنية لإصلاح مؤسساتها ونظامها السياسي والاقتصادي .
وذلك لن يكون بإصدار البيانات وبعض الاعتصامات والمظاهرات الصغيرة هنا وهناك وإنما الاجدى والأكثر فاعلية قيام (تحالف قوى التغير ) في الاردن التي جمع النقابات وتيارات الحراك والأحزاب الثورية الحقيقية ومؤسسات المجتمع المدني الغير مرتبطة بالنظام للقيام بإصلاح ( مؤسسة العرش ) اولا وتغير الدستور كاملا وحل المؤسسات السياسية الحالية لاستبدالها بمؤسسات منتخبة تمثل ارادة الشعب والتخلص من كامل الطبقة السياسة والاقتصادية الحالية افراد ومؤسسات ضمن برنامج توافقي لها.
ولن يكون ذلك ممكن إلا بعد قيام هذا التحالف واستخدامه لكل الادوات الديمقراطية في شل المفاصل السياسية والاقتصادية للنظام السياسي من خلال الاضرابات والاعتصامات طويلة الامد وغيرها من الوسائل الفاعلة التي تقوم على استراتيجية " حرب المواقع " التي سوف تجعل هذا النظام يرضخ لرغبة اغلبية الشعب بالتغير الحقيقي وهو ما يمكن ان يجعل الحالة الثورية الحراكية بالأردن في صيرورة فاعلة دائمة يمكن لها مواجهة النظام وأجهزته حتى لا يتمكن من اجهاض هذه الحالة الثورية من خلال وسائله وأدواته المختلفة التي تنجح احيانا في استقطاب الشارع الاردني ضد الحراك والحالة الثورية له باستخدام الخطاب الاقليمي والعاطفي والأمن والأمان الذي يوفره هذا النظام للدولة والشعب الاردني كما يدعي .



#نضال_الابراهيمي (هاشتاغ)       nedal_alibrahim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتلة التاريخية في مواجهة النظام الاردني


المزيد.....




- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح
- نيجيريا.. مسلحون يقتلون 56 شخصا في ولاية بينو وسط البلاد
- مصر.. المشدد 5 سنوات وغرامة في حق المقاول محمد علي بتهمة -غس ...
- ألمانيا.. مقتل شخصين بإطلاق للنار في بلدة شمالي فرانكفورت


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال الابراهيمي - الكتلة التاريخية في مواجهة النظام الاردني