منير الصعبي
الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 19:06
المحور:
الادب والفن
: نم يا ولدي
واحلم بفراشاتٍ ملونةٍ وعصافير
أحلم بيوم جديد
: لكن الطائرات ترعبني يا أبي
ألا تجد لنا مكانا أمناً
أو بيتاً على تلٍ بعيد
: بلى ... فاصبر للفجر
فالفجرُ ليس علينا ببعيد
هذه الغارة التسعون بعد المائة
ولم يعد بيننا وبين الفجر
سوى بضع شهيدٍ وشهيد
: نم يا ولدي...
فالغد سيكون طعمه في فمنا
كأسٌ من وجعٍ معتقٍ
وكثيراً من فطائر الزعتر البري
حيثما يسقط طفل شريد
: أنا لا أفهم يا أبي
لِمَ يقتلـون الأطفـال
لِمَ يكرهون البسمة على شفاه الصغار
: لان الطفل عندنـا
مشـروع وطـن تليد
يفقدهم أمل البقاء
ويرسم لنا في الأفق غدا سعيد
: طال الليل يا أبي
وهذا الانفجار يهز مفاصلي
وغزة تنفث غضبها دخانا
وتصهل كالخيل
في سبق يوم وعيد
: غزة تصلي الفجـر
وترسل ضوءها رعدا
الى القدس شديد
فهو الفيصل بين ليل حالك
وفجر جديد
فحينما تصبح المسافة
بين غزة والقدس على مرمى لهب
ستدق كنيسة يوم القيامة أجراسها
لتعلن عيدهـا المجيد
أرادونا أن نركع
ونعطي للهزيمة صك اعتراف
لكن وحدتنا فعلت نصرهـا الأكيـد
فأذقناهم كيف يكون الرعب
وأذقناهم الصديد
فنم يا ولدي
نم هنا على بيارتك
وأورق كل ما اشتهيت الحياة
شقائق نعمان
واصدح مع عصافيرك بالنشيد
*****
#منير_الصعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟