|
مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -3-
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 17:38
المحور:
المجتمع المدني
أصارِحَكُم القول ، انه بعد إطلاعي على قائمة المَدعوين الى المؤتمر الأول لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق .. تَحّمستُ للحضور والمُشاركة ، أنا الذي لا أطيق الإجتماعات والمؤتمرات .. وذلك لسببٍ بسيط : هو فرصة اللقاء المُباشر ، مع بعضٍ من الذين أنا مُعجب كثيراً بكتاباتهم .. آخذاً بنظر الإعتبار ، إحتمال ان لا تسنح الفُرصة ، للتعرف والتحدث ، مع الكثيرين ، لضيق الوقت .. ولكن الإلتقاء بواحدٍ أو إثنين منهم يكفيني . ومع إحترامي الشديد ، للمرامي النبيلة والمقاصد الإنسانية ، للمؤتمر ، بصورةٍ عامة ، وأهمية ما طُرح فيه من افكار ورؤى .. فأنني أعترف ، بأن أكثر ما دفعني الى المُشاركة ، ليسَ هو الإقامة في فندقٍ راقٍ ولا الطعام المُقّدَم ولا الإستماع الى محاضراتٍ بعضها مُمِل [ كما وردَ في بعض التعليقات المُتحاملة والإتهامات المُبطنة ، على مقالي الأول ، في الفيسبوك ] .. ولكن هو إستغلال فترات الإستراحة ، والجلوس مع الشخصيات الثقافية التي أحترمها كثيراً ، والتحدث اليهم وتبادل الآراء معهم . في الدقائق الأولى لوصولي ، تعرفتُ على الكاتب المُحترم " صفوت جلال الجباري " ، الذي سبقَ لي وقرأتُ الكثير من مقالاته ، وعلمتُ انه مع آخرين أسَسَ " الجمعية الكردية / الامازيغية " وشرح لي بإختصار أهدافها .. وبعدها بقليل ، إلتقيتُ بالكاتب الجميل " دانا جلال " الذي اُتابع مقالاته بإستمرار وأراه قريباً مني كثيراً ، تعرفتُ عليهِ دون وسيط ، من صورته على الأنترنيت ، وكذلك فعلَ هو ! .. كنتُ أعتمد على ذاكرتي والصور المنشورة مع الكتابات في الانترنيت .. لكن عندما إكتشفتُ ان السيد الذي أتحدث معه ، هو " عقيل الناصري " الذي أقرأ له بإستمرار ، فأنهُ لم يكُن يشبه الصورة المطبوعة في ذهني ، عنهُ .. هذا السيد ذو الشعر الأبيض ، المملوء بالحيوية والنشاط ، دائم الحركة هنا وهناك ، المُبتسم على طول الخَط والمُهتم بالجميع بروحهِ الشبابية الرائعة .. كَمْ جميلٌ إندفاع هذا الرجُل وتفانيهِ . طالما تابعتُ القاضي " زهير كاظم عبود " على شاشة فضائية الفيحاء خاصةً ، في السنوات السابقة ، وقرأتُ بعضاً من كُتبه القيمة والكثير من مقالاته.. فإزدادَ إعجابي به ، بعدَ التعرف عليه عن كثب وملاحظة تواضعه الجَم ، وأخبرته بأن صديقي الأيزيدي المهندس في دهوك ، من أشد المُعجبين بكتاباته ولا سيما كتابه الأخير . لا اُخفي إعجابي الشديد ، بِكُل كتابات " فارس كمال نظمي " ، الذي سبق وإلتقيتُ به لدقائق معدودة ، في مؤتمرٍ للبيئةِ في دهوك قبلَ أسابيع .. فأسعدني التعرف عليه أكثر هنا في مؤتمر السليمانية .. وأهداني كتاباً من كُتبه .. وكُتيباً او ديواناً صغيراً ، يَضُم " تفاجأتُ بذلك " بعض أشعارهِ ! . هذا العبقري في " علم النفس " .. شاعرٌ أيضاً . رأيتُ " عبد المُنعم الأعسم " قادماً ، فنهضتُ لمصافحتهِ .. وعرَفتهُ بنفسي .. فتَّذكَرَ فوراً ، بأنني أرسلتُ مقالاً قبل أشهر الى جريدة التيار الديمقراطي ، وان ذلك المقال سببَ بعض الإشكالات في حينها .. وأعطاني العدد الاخير من الجريدة . الغريب أنني شعرتُ بالألفة مع الأعسم وكأنني أعرفه منذ زمن بعيد . وكان قريباً جداً لِما رسمتهُ ، عنهُ ، في مخيلتي : واثقاً ، بسيطاً متواضعاً ، مرحاً مبتسماً ، قريباً الى القلب . انا من المتابعين لِكُل كتابات " رشيد الخيون " .. والمعجبين بإسلوبه الفذ ، في مزاوجة التراث مع الحاضر .. ونظرته النقدية للواقع الاجتماعي . أخبرتهُ بذلك مُباشرةً ، بعد تعارفنا .. وكانتْ محاضرته او مشاركته في اليوم الاول للمؤتمر ، من الفقرات الممتعة والمفيدة .. إذ كّثفَ آراءه العامة في العشرين دقيقة المُخصصة له . كنتُ جالساً على مقعدٍ ، أثناء الإستراحة .. مُقابل رجُلَين تتوسطهما أمرأة .. مندمجين في الحديث .. ثم قَدم آخر ذو شعرٍ أبيض بالكامل ، وسّلَم على " العجوز " الذي كان جالساً قبالتي .. وجلسَ على مقعدٍ قريب .. وسرعان ما سمعتُ الرجل ذو الشعر الأبيض ، يسأل الذي بجانبهِ مُشيراً إلَي : أليسَ هذا امين يونس ؟ إنتبهتً ونظرتُ تجاهه ، وسألتهُ فوراً : ألستَ الدكتور صادق ؟ فقام وتصافحنا طويلاً .. انه " صادق البلادي " الذي اُتابع كل كتاباته ، والذي يقوم بدورهِ كما يبدو ، بقراءة مقالاتي .. وسعدتُ فعلاً بملاقاة هذا الانسان الطيب والكاتب الرائع ، وإكتشفتُ ان لنا صديقاً مُشتركاً ، وهو إستاذ في جامعة دهوك . غادرتْ المرأة التي كانتْ جالسة بجانب العجوز قبالتي .. فسألَني " العجوز " : من أينَ أتيتَ أيها السيد ؟ قلت : من دهوك وانا كاتب . مّد لي يده وقال : أنا " صلاح نيازي " أتشرف بمعرفتك . سألني : أين تكتب في العادة ؟ قلت : في الحوار المتمدن . قال : زوجتي أيضاً تكتب في نفس الموقع .. هل سمعتَ بها .. أسمها " سميرة المانع " ؟ نعم وانا مُعجبٌ بكتاباتها بالفعل . قال ضاحكاً : أنتَ معجب بكتاباتها ، أم انت معجب بها ، لأنها جميلة ؟! أجبتهُ : الإثنينِ معاً . تذكرتُ ان في مكتبتي كتابَين على الأقل ل " صلاح نيازي " ، لكن لم تسعفني الذاكرة بإسترجاع العناوين .. تركَ نيازي ، لديَ إنطباعاً قوياً .. فهو لايشبه أحداً من الحاضرين .. فهو أكبر الجميع عُمراً كما يظهر .. لكنه كالمغناطيس يجُركَ جراً الى الحديث ، والإستماع الى كلماته التي ينتقيها بِدقة .. ولكن بسهولةٍ ويُسر .. والإستمتاع بالإستماع .. وسرعان ما تنسى ، انك أمامَ قامةٍ ثقافية عملاقة .. وتنساق الى الحديث ، وكأنكما صديقان قديمان .. أعتقدُ انه من أندَر الموجودين واكثرهم تأثيراً في النفس !. يبدو ان إعتقادي ، كان خاطئاً .. بكون الكاتب الكبير والمترجم البارع " صلاح نيازي " ، هو الأكبر عُمراً في المؤتمر .. ففي إستراحة العصر .. رأيتُ شيخاً طاعناً في السن جالساً بجانب نيازي ، وهما يتبادلان حديثاً مَرحاً كما يبدو ، من خلال ضحكهما . إقتربتُ وجلستُ قربهما .. وإذا بالطاعن في السن " خالد القشطيني " بعظمه وجلدهِ " إذ يفتقر القشطيني للشحم واللحم ! " .. صورة القشطيني في عموده في الشرق الاوسط ، قديمةٌ نوعاً ما .. فلقد أحنَتْ الأيام ، ظهر الكاتب القدير وجعلتْهُ يمشي بمساعدة عُكاز .. لكنه على أية حال ، كما يبدو عالي المعنويات ، مرحاً ، ساخراً .. كما هو في كتاباته . في الركُن البعيد من القاعة .. ترائى لي .. أن هنالك رجل دينِ مُعّمَم ، وفوق ذلك عمامته سوداء .. فكرتُ انه رُبما يكون " أحمد القبانجي " الذي طالما رأيتُ صوره في الانترنيت ، وشاهدتُ مقابلاته في التلفزيون .. لم اُصّدِق ظني في البداية .. لكنني بعد إقترابي أكثر ، تأكدتُ انه هو بالذات . لم أتوانى في الذهاب اليه مُباشرة ( انا المُترَدِد عادةً ) .. وتقديم نفسي اليهِ ، والإعراب عن إعجابي بأفكاره وطروحاته .. المُختلفة عن الشائع والتيار العام . بَهرَني بتواضعه الجَم وبساطته ، وترحيبه بالتعارُف ، ونيته زيارة دهوك في المستقبل القريب ! . تعرفتُ عن كثب ، على " مموعثمان " الإنسان والمثقف الكبير ، ورجعنا معاً الى دهوك .. وعلى " سعيد عدنان " النجفي المولد والديواني الإقامة .. على " كاترين ميخائيل " الشاهدة الشجاعة في محاكمة صدام .. على الفنان الكبير " عقيل مهدي " .. على دينامو المؤتمر " نهاد القاضي " .. على المبدع " ابراهيم الخياط " وعلى الكبير " ياسين النصير " .. وعلى الكاتب " علي يحيى عبد الغني " . ولو إمتدَ المؤتمر لأيام اُخرى .. لكنتُ تعرفتُ على شخصياتٍ مرموقةٍ اُخرى بالتأكيد . يتبع ..
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤتمر الدفاع عن الاديان والمذاهب في العراق -2-
-
مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق -1-
-
أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق
-
يا دجلة - الخير - أم دجلة - الشَر - ؟
-
مخاضات سياسية -3- .. الإسلام السياسي الكردستاني
-
الحكومة الحمقاء
-
اللاجئين السوريين في مُخيم - دوميز -
-
مخاضات سياسية -2- .. اليسار الكردستاني
-
لا فسادَ في العراق بعد اليوم
-
مخاضات سياسية -1- .. الساحة الكردستانية
-
أوباما والمالكي .. التشابُه والإختلاف
-
المُغازَلة بين المالكي والنُجيفي
-
أفلام الرُعب .. والعُنف العراقي
-
الثعابين
-
أرباح الإحتكارات هي الأهم
-
والعِيد إجانه وإنكِضه
-
عصافير
-
عُطلة عيد الأضحى عشرة أيام
-
في العيد .. ملاحظات بسيطة
-
صَوم يوم عَرَفة وقانون العفو العام
المزيد.....
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام شخص -تعزيرا- وتكشف ما أُدين ب
...
-
حماس تطالب الصليب الأحمر بتكثيف متابعة أوضاع الأسرى الفلسطين
...
-
مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس: الأسرى المحررون تعرضوا لتعذي
...
-
شبكة حقوقية تدعو لتحقيق العدالة لضحايا مجزرة حماة 1982
-
جيش الاحتلال يعتقل صيادا لبنانيا عند نقطة رأس الناقورة.. ويع
...
-
السعودية.. إعدام مقيم أدين بجريمة مخدرات
-
الجزيرة ترصد أوضاع مدارس الطوارئ بمخيمات النازحين في السودان
...
-
حملات اعتقال وترحيل للمهاجرين غير النظاميين من أميركا
-
وصول عدد من الأسرى الفلسطينيين المبعدين إلى القاهرة (فيديو)
...
-
جدل واسع في إسرائيل بعد مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|