سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 11:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فى رحاب الشريعة - لماذا نحن متخلفون (8) .
تناولت فى هذه السلسلة أسباب عدة لتخلف شعوبنا العربية , وأعزى هذا إلى نمط تفكير قاصر وأداء عقل تم تجميده وإعطابة مع الإجهاز عليه بقولبته . فالتخلف لا يسقط من السماء بل منهجية حياة وطريقة تفكير وسلوك وثقافة مهترئة إستسلم لها البشر ليعيش كالقطيع .. مازلت أُصر أنه لا مكان لتحضر وتطور شعوبنا بدون ثقافة فكرية جديدة تعلى من حرية الإنسان وكرامته وتقضى على الجهل وتحرر العقل من كل القمع والقولبة والشلل ,فكل المحاولات الدؤوبة لإصلاح سياسى أو إقتصادى بدون مراجعة ثقافتنا البائسة وأسلوب تفكيرنا المعوج يكون كمن يحرث فى الماء .
رؤيتنا اليوم عن الجهل الذى يضرب بأطنابه فى خلايا العقل العربى فلا يترك مكان لأى إستنارة بل يتلحف هذا الجهل بالتزمت والتعصب لتحصينه لبقاء الوضع كما هو عليه لنصل لحالة مَرضية من إعتياد الجهل وإستعذاب المهانة المصاحبة له فهكذا هى ثقافتنا وتراثنا وأصالتنا التى لا نريد أن نحيد عنها .
شاهدت لقطات من مليونية الشريعة بميدان التحرير فى 9نوفمبر 2012 لألمح صور عديدة أتوقف عندها وأفكر فيها ملياً فأنا لا أتعامل مع الصور كمشاهد يتحرك فيها الخط واللون بقدر ما أجد الصور تدفعنى دفعاً لأستخرج منها مواقف وتأملات .
الصورة الأولى لهذا الجمع الغفير من الرجال أصحاب اللحى فى الغالب بجلاليبهم القصيرة مع نساء منقبات ومحجبات لتقول أنك لست بمصر بل فى أفغانستان .. بالطبع ليس للمرء أن ينتقد حرية البشر فى تمظهراتهم بالرغم أن الإسلاميين يعنيهم أن يحشروا أنوفهم فى هذا , ولكن ما معنى التشبه بزى شعوب أخرى سوى إنسلاخ وتبرأ من هوية مجتمعية , لذا أعتقد أن هذا يحتاج لدراسة سنتناولها لاحقاً لبحث لماذا تندفع شرائح من المجتمع نحو الإنسلاخ من مجتمعاتها والنفور من هويتها وفلكلورها .
تظاهرة مليونية الشريعة إتسمت بتجمع غفير من القوى الإسلامية لترتفع الحناجر بعصبية وتشنج مطالبة بتطبيق الشريعة على الفور لأجد الأسئلة تقفز أمامى لأقول أين كان هؤلاء فى حراك 25 يناير ألم يفتى شيوخهم حينها بعدم الخروج على الحاكم .. ثم الأهم من كل هذا ما تفسير عزوف هذه الحشود التى تنحدر من طبقات متوسطة وفقيرة عن رفع أى شعار يطالب بتحقيق عدالة إجتماعية فى أبسط مستوياتها لنجدها تهمل ذلك وتطالب بحماس بتطبيق الشريعة !!.. أليس من المنطقى ان تثور الجماهير لنيل حقها فى الحياة من الذين ينتزعون ويتنازعون على اللقمة البائسة التى فى أفواهم ..يبددون حقهم فى حياة آمنه كريمة ..يتركونهم بلا عمل ولارعاية صحية ترحم أجسادهم المتهالكة , أم قطع يد السارق أصبحت هى قضية القضايا !! -هل نحن أم صورة لشعب واع أم عاطفة وجهل يسوقونه أم هو غياب تام للبوصلة فلا يدرك المصرى حاجاته الأساسية والمُلحة لتكون بتر رقبة القاتل بالسيف هى القضية .!
أكاد أجزم أن الغالبية العظمى من الذين إنقادوا لميدان التحرير مُتشنجين صَارخين مٌطالبين بتطبيق الشريعة لا يدركون منها شيئاً سوى المقولات الدراجة بأنها شرع الله وفيها وبها صلاحنا , ولو وجدت وعى فسيكون فى فكرة قطع يد السارق وقطع رقبة القاتل , ولتسأل هل يدركون الشريعة بأكملها أم كل ما يعلمونه عنها هو بعض الحدود , ولنسأل أيضا هل قطع يد السارق سيحل الفقر والبطالة والعجز والشلل الذى تعانى منه البلاد أم السعى لخطة نهضوية تنموية تسد إحتياجات المصريين وتقضى على الفقر (40% من المصريين تحت خط الفقر) وتنتشل الشباب من البطالة والإحباط والعجز ( 12% نسبة البطالة بين المصريين) و ترحم البسطاء من توحش غلاء الأسعار وتقيم عدالة إجتماعية حقيقية هى القضية الأهم .. نختم أسئلتنا على هذا المشهد بالقول هل تغليظ العقوبات ومشاهدة قطع رأس قاتل أو يد سارق أو ثمل عيون وصلب من خلاف هو مزاج الشعب المصرى المتلهف لمشاهدة هذه العقوبات الدموية شديدة الثأرية. شديدة القسوة لتصبح فى مقدمة أولوياته , وهل لنا أن نطلب ببحث عن هذه الحالة الغير معتادة لشعب لم يعتاد هذا النهج العنيف من السلوكيات .. أعتقد أن حالة الإحتقان الهائل لشرائح من الشعب المصرى وإفتقادها للحلول وغياب البوصلة يدفعها لتفريغ طاقة غضبها وعنفها فى طلب التعاطى مع مشهد إنتقامى عنيف , كما نجد ولع المصريين حالياً بمتابعة المصارعة الحرة .
* المشهد الرئيسى . !
الصورة الرئيسية فى مشهد مليونية الشريعة كانت لنساء محجبات ومنقبات وقد أخذهن الحماس ليصرخن مطالبين بالشريعة لأندهش بالفعل من حجم التخلف والجهل الذى يعترينا فلا نكتفى بالجهل بل نتحمس له ونندفع نحوه نتمرغ فى مستنقعه بكل حماس !.. فماذا يعرفن تلك النسوة عن الشريعة ؟!.. هل يدركن أن فى حال تطبيق الشريعة فكرامتهن كنساء ستنسحق إلى الحضيض .. هل يدركن المهانة التى ستحل عليهن .. هل سيقبلن أن يداسوا بالنعال .. هل سيرضين بتجرع الذل .؟!!
أعتقد أن هاتى النسوة لا يعرفن شيئا عن الشريعة الإسلامية فهن إنجذبن لشعارات كبيرة سوقتها الميديا الإسلامية عن العدالة والخير فى الشريعة .. وأأمل أن يكون إستنتاجى هذا هو الحال لأنه فى حال معرفة تلك النسوة بمحتويات الشريعة وقبولهن بها فهذا يعنى نهاية حتمية لشعب يكون الإنتحار واجباً إلا إذا لم نتوجه بتلك النسوة إلى مصحات نفسية .
تعالوا نرى ملامح بسيطة من الشريعة وتعاطيها مع المرأة والذى يثبت أن النساء اللاتى يؤيدن الشريعة إما جاهلات لا يعرفن مصالحهن وحقوقهن أو إما مسوخ بشرية تعيش حالة تخلف مزمنة جديرة أن نعتنى بها قبل عنايتنا بالدستور وخلافه .
سيكون مَعيننا كتاب "الفقه على المذاهب الأربعة الجزء الرابع " وهو يمثل رؤية الشريعة الإسلامية للعلاقات الدقيقة بين الزوج والزوجة فلا يترك شيئاً دون أن يتطرق له , ولكن سنعتنى بإلقاء الضوء على بعض المشاهد وليس كلها لأن حفنة منها جديرة أن نستشعر هول المهانة الحاضرة فى حال كانت الشريعة متفردة كمنهج للتعاطى .
يرى الحنفية «بعدم مسئولية الزوج عن مصروفات تزين المرأة ولا عليه أن ينفق عليها لتأكل الفاكهة، ولا ثمن الشاى ولا القهوة ولا الدخان، وكذا لا يلزمه نفقة الدواء إن مرضت تلك الزوجة، ولا أجرة الطبيب، لأن نفقة الطب والدواء على أبيها» ص546 ومزيد من التفصيل «فلا يجب عليه (أى الزوج) الدواء على أى حال فالمذاهب الأربعة ترى أن النفقة لا تجب إلا فى نظير الاستمتاع، لكن الحنفية قالوا: "بل تجب النفقة العامة ما عدا الدواء والفاكهة والزينة على الزوج لمجرد احتباسها لصالحه".. «راجعى ص 548 ,547 ,546»-لاحظى أن النفقة لا تجب إلا فى نظير الاستمتاع ومن رحمة الزوج أنه يُطعمها ويُسقيها وتسكن معه فقط .-"كتر خيره".!
ما رأيك أيتها المنادية بتطبيق الشريعة , فالشريعة السمحة لا تمنحك أى نفقة إذا مرضتين لشراء الدواء أو إستجلاب طبيب بل أن القليل من الفاكهة وبضع من الشاى والقهوة خارج مسئولية الزوج فهو إستجلبك للجنس فقط ومتعته وبما أنك عاطلة عن الأداء والخدمة فأنتى لا تستحقين الرعاية الإنسانية البسيطة .. أنظرى لحجم المهانة وإصرخى بعدها لتطلبى تطبيق الشريعة .!
مشهد أخر فى النفقة يقول المالكية «عليه كفايتها من ذلك الأكل ولو كانت كثيرة الأكل، إلا إذا اشترط عند زواجها كونها غير أكولة فإن له ردها ما لم ترض بالوسط» - وقال مالك "أن الزوج لا يفترض عليه السمن للحلوى، ولا الحلوى، ولا الفاكهة."
يعنى هو إستجلبك للمتعة ونظير الإستمتاع على أن تأكلى بقدر غير مُكلف له , لذا لو نفسك مفتوحة على الأكل نظراً لطبيعة جسدك فهو لن يعجبه هذا , لذا يحق أن يردك فهو لا يريد أن يتكلف كثيرا نظير متعته , فحتى الحلوى والفاكهة فلا تأملى فيهما خيراً فهو ليس مفروضاً عليه أن يحضرها .. يا نهار- إنهم لو كانوا يحضرون عاهرات لما فعلوا ذلك .. هل وصل المعنى أيتها الصارخة بتطبيق الشريعة . !
بعد كل هذه المهانة أردتى أن تقدمى له ليلة سعيدة فإستحضرتى أصباغ ومكياج وروائح وماشابه ولم تعجبه هذه الأشياء لذا فأهلك مُكلفون بتحمل تكلفتها وإزالة هذه الأشياء على نفقتهم الخاصة فهو يريد المتعة واللذة بدون كُلفة , عليكى أن تنزعى من ذهنك فكرة انه سيقدر لك مدى إعتنائك به فهذه الأمور غير حاضرة .. جاء بالشافعية : وإذا وضعت أصباغا وزينة لا تعجبه وجب عليها أن تزيلها على نفقتها أو نفقة أهلها.! راجعى ص 551 من المرجع المذكور.
إنظرى أيتها المتشنجة الداعية لتطبيق الشريعة السمحاء لهذا المشهد من فقه الحنيفية : وله «أى للزوج» منع أهلها من السكنى معها ولو سكنى ولدها من غيره، ولو كان صغيراً لا يفهم معنى الجماع، كذا له منعها من إرضاعه وتربيته، لأنه يشغلها عنه ورضاعته تضر بجمالها ونظافتها التى يجب أن تكون من حقه وحده !-«راجعى صفحة 546 من نفس المصدر»
ما رأيك ؟!! .. فهو سيمنع أهلك لأنه إستجلبك للمتعة فقط دون إستعداد لضيافة وموادة أهلك , ولكن الأقوى من كل هذا أنه سيحولك دون إرضاع وليدك ورعايته من زوج سابق لأن هذا الأمر سينال من السلعة التى إشتراها للمتعة فيفقدها البريق ومتعة الإعتلاء .. ما رأيك فى هذه الرحمة والإنسانية التى تجلبها الشريعة لك ولصغيرك .!!
عليكى أن تعلمى أن كونك سلعة للمتعة فليس معنى ذلك أن لك أى حق فى البحبوحة البسيطة فالمالكية تقول :" ويشترط أن تبلى الكسوة حتى يأتيها بغيرها، أما إذا ظلت قريبة من جدتها صالحة للاستعمال فإنه لا تفرض لها كسوة أخرى حتى تخلق" !«راجعى صفحة 548»... يعنى كسوتك باهتة ومِجربة وأكلها الزمن فلا يحق لك أى بحبوحة أو أمنية بسيطة بنيل كسوة جديدة فطالما "شغالة" كما يقال بالعامية فليس لك أى حق , فلتقدمى له المتعة فحسب , فمتعته لا تشترط أن يتكلف ثوب جديد ولا تفرض عليه أى مجاملة ودودة.
مشهد آخر من نفس كتاب الفقه على المذاهب الأربعة الجزء الرابع ص 549 "ليس للزوجة أن تبيع منقولات الزوجية إلا بعد مضى أربع سنوات، فإذا هلكت تلك المنقولات قبل أربع سنوات فلا يجب على الزوج أن يجلب لها بدلها، وفى هذه الحالة لا يجب عليه إلا الغطاء والفرش الذى تنام عليه الزوجة، وإذا جدد شيئا من تلك المنقولات التى تهالكت قبل أربع سنوات فإن طلقها فهو الأحق بتلك المنقولات، وليس لها شىء منها." - ألا تلاحظين البحبوحة , فقد منحك الغطاء والفرش أليس هذا حق رائع!!
هل تعلمى أن عند التطبيق الفعلى للشريعة وتفردها فحينها لن تستطيعى أن تردى زوجك عند غيه عندما يضربك ويهينك فإذا كنتِ تعتمدى علي حقوق مدنية ترفض هذا النهج وتدينه , فالشريعة السمحاء تمنحه رخصة الضرب دون أن يتدخل أحد حتى باللوم , ليشترط الحكماء المخرفون ألا يكون الضرب مبرحاً فحسب , ليستوقفك ماهو حدود المُبرح من غير المُبرح , فالضرب بالسوط غير مُبرح فرسول الإسلام أوصى بتعليقه على حائط الدار .. فى خضم هذه المهانة تنسين أن الضرب فى أبسط صوره غير إنسانى ومُهين وينتزع منك كل الكرامة فلا يبقى منها شيئاً .
ها أنتى معك بنت صغيرة فلك أن تقبلى بزواجها من رجل بالغ فلا تتوقفى وتصرخى بأنها صغيرة تعيش طفولتها بل عليك إعدادها وتجهيزها لهذا الفحل أن يطأها فالقصة كلها رغبات ومتع ذكورية حتى ولو كانت شاذة فعليكى بالقبول بها فهكذا الشريعة التى تطلبينها بتشنج فى ميدان التحرير .!
عليكى أن تتقبلى أيضا مشهد دخول زوج الصغيرة عليها فى غرفتها ليضع قضيبه بين أفخادها الصغيرة ويحكه حتى يقذف منيه وسط ذهول الصغيرة فلا تستائى بل عليكى أن تجهزى لهذا اللقاء وتهللى له فهكذا الشرع ولتذهب الصغيرة للجحيم وتُغتال نفسيتها وبراءة طفولتها فداء تطبيق الشرع .!
هاقد وصلنا لنهاية أجلك وختام حياتك المُشبعة بالمهانة والإذلال ليقوم الأهل بتكفينك فهل تتصورى أن زوجك العزيز الذى جعلتى من نفسك مطية وخادمة وماكينة جنس لمتعته غير مُكلف بتكفينك فيقول المالكية والحنابلة : "بأنه لا يلزم الزوج بتكفين زوجه ولو كانت فقيرة ".. «راجعى كتاب مبحث الجنائز باب التكفين صفحة 425».
ما رأيك ؟!... حتى ولو فقيرة فلن يُكلف خاطره بتحمل تكاليف تكفينك وإنسى كل ما يقال من هراء عن سنين العمر والعشرة الطيبة والعبودية التى عشتي تقدميها له , فحضرتك ميتة غير صالحة للمتعة والإستمتاع فلما الإنفاق على كفن !.. وإن أفتى البعض بحقه ان ينكحك وأنتى فى قبرك ولكن المشكلة أنه لم يدفع ثمن الكفن .!!
هل تريدى المزيد من الشريعة التى تصيحين بكل مشاعرك المُنتفضة المُتحمسة تطالبى تطبيقها .. هذه بعض النفحات منها لتفهمى وتدركى ماهى الشريعة التى لا تنظر لك سواء كوعاء للمتعة واللذة بلا كرامة ولا حب ولا إنسانية .
قد يقول قائل أين هذا من قول النبى "استوصوا بالنساء خيرا" أقول صحيح قول النبى ولكنك لم تستدعى أحاديث أخرى فلكل مقال مقام , ولكن على مهلك فأنت أهملت بقية هذا الحديث "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا."!
قد يقول قائل آخر: هذه المشاهد غير متواجدة فى واقعنا وليست فرض ان تُطبق بصورها الفجة , وأقول نعم هذا صحيح هى غير حاضرة ولكن إن حضرت فلا لوم على الرجل فهكذا أفتت المذاهب الأربعة .. نعم المشاهد القليلة التى ذكرتها ليست رائجة وهذا يرجع لعوامل عدة من تأثير الحضارة والمدنية على المجتمع المصرى وتسلل مفاهيم إنسانية وحقوق الانسان والمرأة ليجعل المصريون يصيغون الإسلام بطريقتهم الخاصة وينتقوا من القرآن والسنه الأحاديث اللينة التى تتوافق مع طبيعتهم الطيبة وجذورهم الحضارية الممتدة لسبعة آلاف سنه فيكون التراحم سمة غالبة , ولكن مع عصر الإنحطاط الذى نعيشه وهجوم القيم الوهابية والسلفية فى ظل حالة تخبط وإنهيار مجتمعى وضياع البوصلة بدأ إستحضار رؤى عديدة من الشريعة والتراث تنال من المرأة وتُصعد رغبة قوية من الذكور فى المزيد من الهيمنة والسطوة لا تخلو من الجلافة والقسوة .
إن قيم المجتمع المدنى الذى وجد حضوره فى مصر على مدار أكثر من قرن أكبح جماح إستحضار التراث والشريعة فوجود قيم وقوانين مدنية هذب الكثير من ذكورية الرجل وهيمنة التراث القديم ولكن كل هذه الحقبة مهددة بالضياع بإنفراد الشريعة وحدها فى الحياة لتسود الإنتهاكات بلا كابح لها لينحدر المحتمع للتردى إلى الخلف .
ليست هذه قضيتى الأساسية بل أعنى فضح الجهل والتخلف الذى نتمرغ فيه لنستشف عامل خطير من أسباب تخلفنا من مشهد هاتى السيدات اللاتى تصرخن بتطبيق الشريعة فهن يرفعن هذا المطلب ويجهلن ماذا تعنى الشريعة , وماهى مردودها عليهم فهكذا حالنا نسير كالقطيع تحت هوى شعار ننجذب له عاطفيا دون أن ندرك محتواه .. فهل هذه العقليات قادرة على صناعة مستقبل واعد وهن بهذه الحالة من الجهل لتستجلبن ما يهينها ويحط من شأنها بلا وعى ولا دراية .
قد يقول قائل ومن قال لك أن هاتى النساء اللاتى يطالبن بتطبيق الشريعة يجهلون كل محتواها ودقائقها التى ذكرتها بل أكثر منها .. حينها بالفعل سأرتبك ولن أأمل فى هذه المعرفة فأفضل جهلهن عن معرفتهن , ففى حالة الجهل سأقول هن بائسات ولكن عند العلم سأقول أن تلك النساء التى تستعذب المذلة والمهانة والدونية لن نستطيع أن نقول عنهن متخلفات ونكتفى بل نطالب بعلاجهن بمعالجات نفسية عاجلة .
دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)