|
غرابة موضوع الكتاب في الاسلام
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 14:45
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
موضوع الكتاب في الاسلام يحيرني. كيف يمكن ان نتكلم عن الكتاب في القرن السابع كما يتكلم القرآن عن اهل الكتاب؟ كيف يمكن للقرآن ان يتكلم عن الكتابة في الجزيرة العربية و كان فن الكتابة اقل الفنون انتشارا فيها؟ هل لفن الكتابة فائدة في المحيط البدوي الصحراوي ام كان محمد من بين الرجال 17 المتمكنين من الكتابة؟ كيف يستطيع الله ان يتكلم عن الكتاب لشعب معظمه امي و نبيه امي؟ نعم كانت يهود الجزيرة وفق (ابن دريد) تتقن الكتابة (وكان يكتب الكتاب العبراني) و لم تكن الكتابة غافلة كليا على شعراء الجاهلية اي انتشرت الكتابة عن طريق اليهودية و المسيحية. تحول الاسلام عن طريق القرآن قبل غيره من الاديان الى دين الكتاب inlibration (ذلك الكتاب لا ريب فيه) على غرار تجسيد المسيح الى لحم بشري incarnation لان القرآن هو الوحيد الذي يفرق بين اهل الكتاب و الديانات التي ليست لديها كتاب اي ان الكتاب كان مهما عند محمد الى درجة كبيرة و و فق سورة 13. 39 يستند القرآن على كتاب سماوي (اللوح المحفوظ) و النون و القلم (تشبه النون وعاء الحبر) يرمز الى قانون الثنائية و التفاعل بين القوى الايجابية و السلبية اي المصير و هذا هو سبب الاشارة الى المصير بـ (المكتوب) في العربية (كتبها زماني عليّ).
و لكن القرآن لا يكتفي بهذا القدر بل يتطرق الى (كرام كاتبين) في سورة 82.11 اي ملائكة قاعدة على الاكتاف تسجل الخير و الشر. من الغريب ان يحتل الكتاب في ثقافة بدوية صحراوية من الاول موقعا مركزيا في الحياة ليؤدي الى تطور ثقافة كتابية خاصة مستندا على خط نبطي مستعار. طبعا ليس المقصود بالكتاب مادة من الورق كما نعرفه اليوم لان فن الكتابة على الورق جاء من الصين في عام 751 عن طريق السجناء. لذلك يجب التميز بين مفهوم الكتاب اليوم و في السابق.
جميع المفردات الي تخص الكتابة هي استعارات من لغات مختلفة. القلم و القرطاس و القاموس و الدفتر من اليونانية. كلمة (كتاب) هي استعارة من الارامية مستندا على استعارة من السريانية (كثابا) بعنى مصحف او كتاب. ليس للجذر (كتب) علاقة بالكتابة لانه كان يشير الى (الربط) و (الخيط) وهذا يفسر سبب صياغة كلمة مثل (الكتيبة) العسكرية. تحول المعنى الى الكتابة و الكتاب بسبب التشابه بين الخياطة و الكتابة و بسبب ربط الاوراق مع بعضها عند صنع الكتب. www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هو الفرق بين السجين و السجيل؟
-
الكتابة و القراءة تحت القصف 2
-
الكتابة و القراءة تحت القصف
-
(محمد) مرة اخرى!
-
اين انت؟ - ماذا يحدث؟
-
البحث عن محمد في المعادلات القرآنية
-
ابعاد القرآن العمودية المركزية و الافقية الجانبية
-
فتح نيران المرأة و الديموقراطية و االعلم على الاسلام
-
العربية الرسمية للعرب من الاجانب
-
هل في الهوى هاوية؟
-
اختفت فاطمة بين النساء
-
اصل التربية لاسلامية 2
-
اصل التربية الاسلامية
-
عصر ثقافة الافندية
-
ملاحم معجزات الاسلام
-
اسباب خطورة الهوية الاسلامية
-
الاسلام و استغلال اللغة
-
مصيبة اللغة الارامية
-
ملّة ابراهيم Millet
-
شنطة قرآن والدتي مريم و أنا
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|