أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة النعاج














المزيد.....

إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة النعاج


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 12:50
المحور: كتابات ساخرة
    


قام جزء كبير من الدعاية الإسرائيلية الحربية والنفسية على فكرة التفوق والقوة الخارقة التي لا تهزم لإسرائيل، لدرجة أنه بات من اليقين المطلق، لدى البعض، أن جيش إسرائيل هو الجيش الذي لا يقهر. وقد بنيت سياسات ودبلوماسيات في المنطقة، بدت ثابتة بالنسبة لكثيرين، على هذا الأساس، وكاننت إسرائيل تتعامل مع دولة وأنظمة المنطقة وشعوبها وفق هذا المنطق والحقائق الراسخة. فكانت هناك عملية ترويج وتسويق وتأسيس ممنهج لنظرية التفوق النوعي والبشري والعسكري الإسرائيلي على العرب، وأدت القناعات العربية "المطلقة" بهذه النظرية إلى عقد معاهدات سلام مع الدولة العبرية كانت في مجمل بنودها وتفاصيلها لصالح إسرائيل وأمنها.

غير أن تطورات كثيرة سابقة، ولاحقة كانت تنال، شيئاً فشيئاً، من كل تلك النظريات، وتجعل الصورة تتآكل، وهنا لا نتحدث عن مواجهات شاملة وواسعة بين دول الطوق، كما درجت العادة على تسميتها، وإسرائيل، وحروب إقليمية لم تبد حاسمة في معظمها، بل عن مواجهات أصغر بين منظمات وأحزاب أخذت من مقاومة إسرائيل مشروعاً واستراتيجية لها. ويبرز ها هنا حزب الله، والجماعات الفلسطينية المختلفة، كأحد أبرز من "يناوش" ويناهض إسرائيل عسكرياً، واستطاعت هذه الجماعات حتى الآن تحدي إسرائيل والنيل من هيبتها وضرب مرتكزات وجودها الاستراتيجي والإيديولوجي.

وسنتناول ها هنا أمثولتين، هما الأحدث، في عملية تآكل الهيبة وصورة القوة الإسرائيلية التي لا تقهر. فقد أفلح حزب الله مؤخراً وفي عملية نوعية نادرة من إطلاق طائرة "أيوب" بدون طيار، استطاعت أن تخترق الأجواء الإسرائيلية وتطير فوقها لمسافة تزيد عن الـ 300 كم، وهي تقوم بعملية تصوير، ورصد، وإعادة إرسال لكل تلك البيانات التي حصلت عليها جراء عملية التحليق تلك إلى مركز الرصد والتحكم الرئيسي في جنوب لبنان كما يظن. وكان هذا الأمر ضربة نوعية، وغير مسبوقة لإسرائيل، شكلت صدمة استراتيجية صاعقة واستدعت مراجعة سريعة وشاملة لمجمل الاستراتيجية، كما البنية العسكرية والرادارية الإسرائيلية، التي أشيع كثيراًعن تقدمها وفاعليتها وقدراتها النوعية، لكنها ظهرت والحال، أي عجزها عن رصد الطائرة "أيوب"، كخردة بالية وعتيقة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وربما الأولى، وبكل ما يترتب على ذلك من رمزية ومعنوية لانهيار شامل ومفاجئ لتلك المنظومة الإليكترونية والردادارية الدفاعية أمام طائرة حزب الله.

وفي واحدة، أيضاً، من مفجآت القوة، وتبدل الموازين الاستراتيجية، وتغيير قواعد الاشتباك النوعي والجذري في المنطقة وظهور آليات دفاعية ومنظومات ردعية جديدة لم تكن في الحسبان، هو ما بان في الهجومات الصاروخية الأخيرة ضد إسرائيل من قبل فصائل فلسطينية مقاومة، أظهرت فيما أظهرته، أيضاً، افتراقاً مع استراتيجية حماس، التي باتت تميل مؤخراً، وتعمل أكثر لصالح معسكر الاعتدال العربي منه لمعسكر المقاومة والممانعة، وراحت تتخندق علناً على ضفاف الاعتدال، لكن هدير الصواريخ التي كانت تنطلق باتجاه تل أبيب والمستوطنات الإسرائيلية الجنوبية، جعل ذاك التموضع الحمساوي الجديد من دون أية فائدة عسكرية أو استراتيجية ومن دون أية جدوى وقيمة معنوية وسياسية، كان يعتقد بأنها ستزيد من قوة وفاعلية ومنعة معسكر المعتدلين العرب، فالتطور النوعي الأبرز الذي أفرزه الحدث الغزاوي هو أن حماس لم تعد صاحبة الكلمة العليا والقرار الحاسم في القطاع، بل هناك قوى أخرى متعددة "خارجة عن السيطرة" يجب أن تذهب وترنو إليها أية جهة تفاوضية.

فلقد فاجأ الرد الصاروخي الكثيف من غزة الجميع، والذي جاء، مبدئياً، كرد على اغتيال إسرائيل للقائد العسكري الغزاوي أحمد الجعبري. رد اخترق إسرائيل من شمالها إلى جنوبها بصواريخ القسام المعدلة ونجم الصواريخ الجديد فجر5، الذي تبين أنه أكثر من مجرد صواريخ "تنك" كما حاول البعض القول للتقليل من قيمتها وفاعليتها، والتي وصلت للمرة الأولى القدس "العاصمة التاريخية" ، وبكل ما في ذلك من "قدسيتها" ورمزيتها الدينية والمعنوية لدى الإسرائيليين كحصن "مقدس" لا يمكن المساس به، اسقطه التطور الأخير، مستدعياً في الوقت ذاته أعادة مراجعة لسلسلة الكلاسيكيات والمفاهيم العسكرية والاستراتيجية القائمة في الإقليم، وبما يتطلب ذلك من إعادة تأهيل شاملة لمجمل المنظومات العسكرية والدفاعية والأمنية والإليكترونية التي كان يعتقد حتى وقت قريب بأنها تشكل حزاماً أمنياً رادعاً، لكن كل تلك التطورات كانت تؤكد، ومن زاوية أخرى، على سقوط كل الجدران الأمنية، بما فيها "العازلة"، التي جهدت إسرائيل في عزل وتحصين نفسها رراءها، مسقطة، معها، نظام القبة الصاروخي، مع دعايته الأسطورية الهائلة، وفوق ذلك كله، سقوط مبدأ ونظرية خرافات القوة الإسرائيلية، لنجد أنفسنا أمام حقيقة وحيدة تقول لنا بأن إسرائيل لم تكن إلا مجرد نمر من ورق.

إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة من النعاج، أمة مهانة ومستكينة، تتقاذفها الأقدار ويلعب بها الغرباء، ويستعبدها الذل والمال، أمة تخاف، ويرعبها حتى نمر من ورق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى كهنة آل سعود: لماذا لا تحارب الملائكة في غزة؟
- طوبى للشبيحة
- النعاج
- ربيع العرب: صراع الهمجيات الأصولية
- حصة ثقافة قومية: غزوة بلاد الشام
- خواطر متمردة
- بالسكتة الكلينتونية: وفاة مجلس الكرازايات السوري
- تركيا: الحمق الاستراتيجي وصفر مكاسب
- هل يستحق وسام الحسن كل هذا الرثاء؟
- سياسات سورية كارثية
- وسام الحسن: جاييكم الدور
- سوريا: كيماوي وعنقودي
- تعقيباً على مقال ابي حسن: الاحتلال الأعلامي اللبناني
- إلى من يهمه الأمر: توضيحات لا بد منها
- الاخوان المسلمون: يا فرحة ما تمت
- ماذا وراء التصعيد التركي؟
- اعترافات ميشيل كيلو
- خيبة الإخوان
- القيادة القطرية نائمة، لعن الله من أيقظها
- سوريا: لماذا لا يكون منصب المحافظ انتخابياً؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة النعاج