أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي عباس حسين - الحسرات














المزيد.....

الحسرات


هادي عباس حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 19:36
المحور: الادب والفن
    



مر صيفنا الحالي بعجل بعد ان ترك اجواءا لا تطاق من شدة حرارته ,لم يكن مثل صيف العام السابق بل ازدادت به الحرارة وتلقينا شتى أنواع المعاناة من أصحاب المولدات الذين لا يرحمون الناس وكأنهم من كوكب آخر ,فقط ان دخل الإنسان مملكة أصحاب المولدات وتحول من عامل يشغل ماكنة توليد الطاقة الكهربائية إلى ملاك لها حتى أصبح لا يتحمل التحدث مع صنفه البشري ,فتراه لا يتنازل عن كلامه وان لا يثنى أبدا وتكون لديه مهارة يتعلمها من خبرته في كيفية الاتفاق مع العاملين في الكهرباء الوطنية حتى تجده منساقا مع برنامج القطع الذي يسموه الكترونيا بل هو اتفاقيا فتكون ساعات تواجد الكهرباء الوطنية تكون هي الساعات المخصصة لاشتغال المولدة وبهذا سيكون مدخرا كميات كبيرة من الكاز الذي دأبت الجهات المسؤولة على توزيعه مجانا ,وكيف يكن مجانا وسعر الأمبير بعده بعشرة آلاف ,متى يرحمونا مما نحن فيه وحتى هذه الأشجار التي أصابها الهوان والهوان معا وكأنها فقدت قدرتها على المقاومة مثلنا ,في حديقة منزلي الصغير لم تنموا شجرة فكل المغروسات التي زرعنها العام الماضي لم تنبت ألا بأشكال بسيطة يانعة بشكل عفوي ,بالرغم من أنني أعطيتها الاهتمام البالغ وسمدتها بذلك السماد الكيماوي الممتاز ,علي ان انتظر العام القادم عسى ان أجد شيئا جديدا مما زرعته ,وكلي أمل ان يكون مطر هذا العام أفضل من العام المنتهي ,هذا ما دعينا به إلى الله سبحانه وتعالى في صلاة العشاء في ليلة الجمعة المنصرمة ,كل الموجودين في المسجد كنا على عدد أصابع اليد الواحدة وكان التساؤل يرغمنا على طرحه وكنت السباق في قوله
_يا الله لماذا تبدوا جوامعنا فارغة ..؟
رد علي الحاج هاشم قائلا
_الناس تغيرت مع متغيرات الظروف ..
قاطعه ابا حسان بسرعة
_نحن نريد فقط أبناء محلتنا يملؤن المسجد ..
جبار ظهرت معاناته مع أولاده وأحفاده مكررا قوله
_كلما دعيتهم إلى حضور الصلاة ...رفضوا متحججين بان الإسلام دينا سمحا رحبا لا يرغم الإنسان..
كلها كانت أقاويل ان نمت عن شيء فإنما تعبر عن ضعف الإيمان والتمرد على الواقع المرير ,الحمد لله كنت انا الأفضل من بينهم فان أولادي لن يتركوا صلاتهم ولم يتغيبوا على حضورها عند مسجد محلتنا وبأوقاته المحددة ,كنت محسودا من الجميع عندما يروا أولادي مجتمعين بالقرب مني ,كان أصغرهم عماد الذي اختاره الكل ان يكون قارئا للقران في فترة ما قبل الصلاة ,فأجده يسرع قبل الوقت المحدد حتى يطرب بحلاوة صوته الجميع متذوقيه ,نعم كان اسمه شبيها لهذه العبارة جميل وشكله جميل وصوته جميلا ايظا واعتاد كل أهل المحلة ان ينادوني ابا جميل ,حقا يا ابا جميل ان أحلامك لهذه السنة مختلفا جدا لعلك وجدت ضالتك في اهتمامك بتلك الحديقة المربعة الشكل والتي استغلت مقدمة دارك الصغير ,وبدأت أحلامي الوردية تكبر وتأخذني إلى الأماني التي أريد تحقيقها وأولها ان اغرس هذه السنة فسيلة لنخلة خستاوية فأنني أحب تمرها الذي استطعمه وبلذة عن باقي أنواعه ,كنت مصرا ان تغرسها أيادي ولدي جميل و أول من يسقيها والمهتم بها طوال السنين التي لم ترحمه بل سرقته مني وغيبته أطلاقات من نار مجهولة على أثرها مات الحلم الذي ظل يتراقص عند ذهني ,واختفى صوت ولدي الصادر من سماعات المسجد وادمعي لم تنقطع بتاتا وأنا أراقب تلك الفسيلة ونموها البطيء ,آخر مرة احتضنته عندما قلت له
_أريدك وبيديك ان تزرع الفسيلة ستصل غدا عند المساء ..
المأساة لم يبقى إلى وقت وصولها بل استشهد على أيدي الإرهاب الملعون عند الظهيرة وبعد الصلاة مباشرة ,كان حلمه هو الآخر ان ينفذ رغبتي ان يزرعها ,وكل السنوات التي مرت وأنا أراقب تلك الفسيلة وحسرة في صدري بقت, ان يراها ولدي ......انها حسرات...



#هادي_عباس_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناقوس
- الف كلمة من مذكرات مناضل ج1 وج2
- امال...يائسة
- السؤال
- تحيات للنيل العظبم
- االاعتراف الاخير
- غيث والحلم المنتظر
- عودة من ميدان التحرير
- مصر بوابة التحرير
- مطر الانتظار
- المنعطف
- يوم جميل
- مساء ذلك الخريف


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي عباس حسين - الحسرات