من رأى منكم منكرا:-رابعا:- مظاهر الرفض بالحركة

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي
(Shakir Kitab)

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من رأى منكم منكرا:-
رابعا:- مظاهر الرفض بالحركة – أولا :
• الوفود.
بمعنى أن تتشكل مجموعة من ممثلي سكان المنطقة المراد لها أن تحتج وترفض الواقع القائم وتتوجه هذه المجموعة نحو الجهة الإدارية أو السياسية أو الأمنية أو غيرها المراد تبليغها بالموقف وتوصل لها رسالة المواطنين من سكان المنطقة. يجب أن يتكون الوفد من شخصيات ذات وجاهة وتأثير في المنطقة ولها مكانتها الاجتماعية ومن شباب المنطقة أيضا وعدد مناسب من النساء. إن تمثيل الشرائح في الوفد يعكس وحدة الموقف الوطني للجميع ويعزز انسجام مجتمع المنطقة ويضعف الخصم لما فيه إشارات قوية للوحدة والانسجام الاجتماعي. يجب أن يصار قبل التوجه للطرف المراد إيصال الإحتجاج له إلى توزيع الأدوار بحيث يأخذ كل عضو من أعضاء الوفد دورا معينا أو أن يكتفى بحديث رئيس الوفد أو بضعة أشخاص منه لكن المهم أن يكون الوفد منظما والحديث متفقا عليه وهذا لا يعني خنق المبادرة لكن يجب الحذر من الوقوع في التناقض. يجب أن ينصب الحديث على الغرض الذي جاء من أجله الوفد. لا ينبغي أبدا الإستطراد ولا الإبتعاد عن جوهر القضية. يجب ويجب الإنتباه إلى أن الخصم قد يستخدم أسلوب الملاطفة والمداهنة لغرض المراوغة وكسب الوقت. علينا أن نتذكر أن تشكيل الوفود هي صيغة عمل وطني متقدم يرقى أحينا إلى مستوى العمل الثوري لذلك لا يمكن أبدا الإنجرار وراء ألاعيب الخصم. بل تجب المواجهة وهذا لا يعني عدم المرونة. فقد يكون الخصم فعلا بحاجة إلى شيء من الوقت أو توفر عناصر أخرى للاستجابة لمطالب الوفد. آنذاك يصار إلى الاتفاق المكتوب والملزم وتعاد الكرة مرة أخرى في وقت لاحق على أن لا يكون بعيدا. ومن الأفضل دائما أن يستجيب الخصم لمطالب الناس فورا ويجب التمسك بهذه القناعة واعتبارها الأساس أما التريث فهو استثناء ولأسباب قاهرة فقط. يجب أن يتسم أعضاء الوفد بالشجاعة والجرأة في المواجهة والإصرار على استرجاع حقوق المواطنين. من هذه الوفود تنبثق القيادات الشعبية والوطنية لذلك فهي دروس بليغة في التربية الوطنية وخلق الكوادر الوطنية والقيادات. ملاحظة:- لا يمكن أبدا أن تترك الأمور بعد إبلاغ الخصم بالموقف بل يجب متابعة التنفيذ والالتزام بالاتفاق المبرم والذي يجب أن يكون مكتوبا وموقعا عليه من الطرفين.
• جمع التواقيع.
هذه الصيغة هي الأخرى ذات فوائد عديدة ومؤثرة. تقوم أولا على أساس جمع تواقيع المواطنين في منطقة معينة أو محافظة أو البلاد كلها حسب حجم القضية واتساع جغرافية وجودها وحجم أهميتها. يكتب قادة العملية والمبادرون لها النص ويدرسونه جيدا ويتفحصونه من جوانب عديدة منها مدى تعبيره عن الحاجة الأساسية التي وضع من أجلها ومدى تطابقه معها ووضوحه والمهم أيضا مدى انسجامه مع القوانين السائدة وخاصة منها الأمنية. توضع على الورقة المعلومات كاملة . اسم المواطن وتوقيعه ومحل سكناه في حال أن تكون الظروف السياسية طبيعية ولا تشكل خطورة على أمنه وأمن عائلته. لكننا يجب أن نتذكر أمرا هاما وخطيرا في هذا الصدد؟ هو أننا في طور التصعيد الوطني من أجل تحقيق مطالب مصيرية يحتاج إليها شعبنا أو سكان منطقتنا. لذلك فإن قدرا من المجازفة يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار خاصة وأن طريق العمل الوطني الديمقراطي لا ينته عند هذا الحد بل منه يبدأ. يجب أن تصل قائمة الاحتجاج أو المطالب مع قوائم التواقيع عليها إلى الجهة المعنية ويجب متابعة تنفيذها ومدى الاستجابة لها. ومن الأفضل أيضا أن تنشر قوائم التواقيع مع متن الرسالة الاحتجاجية أو المطلبية في وسائل الإعلام المتنوعة بدون استثناء وخاصة ذات التوزيع الأوسع والتأثير المباشر. إن نشر القوائم يؤدي إلى فوائد عديدة منها أنها ستشكل عامل ضغط على الطرف الرسمي لأنه سيوضع في موقف حرج إذا لم يستجب ومنها أيضا أن نشرها سيؤدي إلى كسب أعداد أخرى من المتعاطفين والمؤيدين من المواطنين ومنها كذلك أنها ستجع المواطنين على هذا النوع من العمل أي نشر تجربة عمل وطني منتج ومفيد واتساع دائرة استخدامه دون أن ننسى أنها ستشحذ الهمم والعزائم وأنها ستعزز ثقة المواطنين بأنفسهم وتشكل عامل دعم معنوي لهم وتدعوهم أيضا للمساهمة الفاعلة بنشاطات مماثلة ناهيك عن كونها صيغة من صيغ توحيد الصفوف الوطنية.
• عزل الخصم جماهيريا ومقاطعة تصاعدية علنية لبضائع العدو.
إن من أهم أشكال العمل الوطني الديمقراطي هو محاصرة الخصم سياسيا وعزله جماهيريا وخلق الفجوات والمسافات الواسعة بينه وبين المواطنين كي نجرده من أي شريحة اجتماعية يستند عليها ويستمد قوته منها. ولا يمكننا أن نفعل هذا إلا باستخدام الصدق والحقيقة والإبتعاد نهائيا عن كل أساليب الخداع والتضليل التي يمارسها البعض ضد خصومهم والتي سرعان ما تنكشف فيجرد فاعلها من أهم أسلحة التأثير والتواصل الإجتماعي وهو المصداقية. لذلك علينا إقناع المواطن بصدق أن مشاريع الخصم هي مضرة بمصلحته الشخصية كمواطن وإنسان وبعائلته ومنطقته وبالتالي بالبلاد كلها. ويجب توفير ألأدلة الملموسة على خطر سياسة الخصم وأدوات عمله وانعكاساتها على المصلحة المباشرة للمواطن والبلاد كلها. لذلك يجب أن تكون فعلا برامج الخصم ضارة وإن لم تكن كذلك فلا مبرر لوقوفنا ضده بل يجب أن ندعمه في مفاصل عمله الإيجابي ونتصدى له في السلبي منها. لذلك نحن نفترض أن خصمنا هو إما محتل أو دكتاتور أو مفسد أو جاهل في القيادة ومضر بمصالحنا جميعا. من هنا فإننا نقف بالضد منه ومن مشاريعه. إن كسب الرأي العام في معركة عزل الخصم مسألة مصيرية. عليها تتوقف نتائج الصراع ومستقبل قضيتنا. وبقدر نزاهة مطالبنا وصدق توجهاتنا وإخلاصنا في العمل الوطني الديمقراطي سيتمكن أبناء الشعب من المقارنة بيننا وبين مشاريع الخصم ويصطفون إلى جانب قضيتنا التي بمجرد أن يثقوا بنا ستتحول لتكون قضيتهم. وفي الحقيقة هي في جوهرها قضيتهم أولا وأخيرا لكن في نهاية المطاف سيتوقف الجهد على قدرتنا على إيصال الرسالة لهم وإقناعهم بها ليتسنى لنا آنذاك كسبهم إلى صف قضيتهم في مواجهة خندق الخصم الذي يفترض أنه سيكون محاصرا وضعيفا تمهيدا لإسقاطه.
• ألتصدي بالمواد الغذائية كالبيض والفواكه والخضراوات والأوساخ لرجالات العدو ومركباته.
هذا الفعل بالرغم مما قد يبدو عليه من فجاجة وممارسة غير لطيفة لكنه مجد جدا ويساهم بشكل مباشر في عزل العدو عن الساحة التي يكون فيها لحظة القيام به. وهي صيغة فعالة للكشف عن مدى رفض المواطنين لخصمنا. إن الأوساخ التي تتسبب بها هذه العملية تتناسب مع الخصم ومع قيمته ومع نظرتنا إليه وتجعله كسيرا نفسيا وتعزز الشعور بالعزلة عن الشعب وتدفع به إلى الانكفاء أكثر فأكثر مما يساعدنا في سياستنا الرامية إلى عزله ومحاصرته تمهيدا لإسقاطه. إن هذا الأسلوب هو تعبير رمزي مادي في آن واحد. فالرمزية تكمن في استخدام هذه المواد التي تعبر عن صورة الخصم القميئة في نظرنا وعن رفضنا له والجانب المادي يترشح في عزله ورفض وجوده. لقد استخدمت كل الشعوب تقريبا هذا الأسلوب في طرد الخصم وعزله ولنا على ذلك شواهد على مر العصور. لكننا يجب التأكيد أن هذا الأسلوب هو الخط الفاصل بين مجموعتين من أساليب العمل الوطني الديمقراطي قد تبدو الثانية أكثر حدة واشد مواجهة في ملاقاة عدونا كما سنرى في الفصل اللاحق.

#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات