أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحم اغا - قطة على السطح














المزيد.....

قطة على السطح


سمير عبد الرحم اغا

الحوار المتمدن-العدد: 3917 - 2012 / 11 / 20 - 20:04
المحور: الادب والفن
    


قطة على السطح
سمير عبد الرحيم اغا


حين اعود مساء ... لا اعد اقوى على رفع قدمي أوحتى مجرد
رفع اليد ، في نهاية عملي في السوق ،
- اي نافذة سافتحها ..؟ اجمع قبضتي وافتحها حين يسير الوقت للبحث عن طريق للحياة ، النافذة خالية الورد ، كانت تسهر حتى اعود ، ادللها بدىء اصابعي ، احساس لم يشاركها فيه احد واحيانا لاتجد اعمق من هذا الاحساس ، في كل المكان ، وكان قلبي هو الذي ينام ، ماحدث ان نسيها يوما ، وما حدث ان قطعت صلتي بها او بالدنيا كلها اغطي أقدامها بالدفء .. بحنان يلاحقني مثل اي مخلوق وحيد ، لم اكن لاقول هذا لو لم يشاركني فيه كل من عرفت من جيران واصدقاء .... نوافذ واضواء واحدة خلف الاخرى تؤوي الى الرقاد ، حتى تصيح الديوك ، فأفارق وحشتي , وتتقوى صلتي به الى درجة الذوبان ,, ولا اتذكر في كل مرة ان هناك على السطح كائنا يأكل وينام وينتظرني ويرخي لي احزان وحدتي ، اية مخاوف وافكار تتمتع بها خواطري ، كنت انس ذلك ، اتاخر فانام .. بعض المرات بعيدا عند احد اصدقائي ، اي قيمة ان تصاب بمتعة الحب وتحس بها وحدك .
يخطر ببالي ذلك واحيانا اشياء اخرى .. (ابتسم يا من تجلس في السطح ) في زاوية صغيرة لا احد يسمع صوتها .. فاذا سمعت ضاقت ، بها الاهات ، عندي احساس ان دمها قد نشف من الخوف ، ان اعود في الصباح اتصوره كائنا ضوئيا جميلا حد الفرح ، ولدي متسع من الوقت حتى اجمع همسي في قبضتي وانقر نافذة السطح .. انقر .. انقر ايضا انما لا احد يرد او يتالم ,, فابقى وحيدا .. امشي قليلا ، التقط انفاسي بالكاد واترك بقايا التساؤلات تتراكم فوق راسي .. اي نهار هذا . وانا لم اخرج من شرنقتي قبل مرور اكثر ..من ثلاثة ايام ، ويشتد سراب تعاستي وابكي ولا احد يبكي معي ، وتلك نقطة ضعفي ، اي قوة تجبرني على فعل هذا ما دمت لم ابح لنفسي ارتكاب جرم في حق نفسي وحق هذا الكائن , اقلب الاشياء .. بانتظار يوم نعرف كل شيء لم استفهم عن غيبته ، وانا الذي عرفته بالصوت طوال هذه الايام يحوم حولي و ان الاقدار هي التي ألهمتني الاحتفاظ به ، يحييي بايماءة كاننا لم نفترق الا منذ لحظات ، تحسست غيبته, يوما ..تناسلت حماستي لمعرفة اخباره ، مر ويوم ويوم وتواصل البرد في مفاصل ركبتي ، تمنيت لو لم افكر في ذلك ابدا صعدت الى السطح مرة اخرى حيث السلم الضيق ، وقفت هناك في مكان لا يضيق ولا يبعد .. المكان الذي ارى فيه نفسي واقفا كل يوم امام النافذة جمعت اصابعي ونقرت .. ونقرت ولم يفتح احد غابت دقائق ودقائق ثم ضاعت آمالي وربما غابت ، في الصباح نفث قلبي كل دمه ، انفاسي ما زالت تتلاحق ( الق نظرة على النافذة) جاهدت لحبس انفاسي ولكن ماذا اسميه في يوم لم نكن لننتبه فيه لشيء ولا نامل فيه اي شيء ، عدت ادراجي لأنكفىء على نفسي كما اعتدت ان افعل .. تراى لي مشهد الموت قبل ان انسحب من السطح ، اقول ربما اخطأت .. هذا ما ظننت لحظتها ,,, ولكن ما استنتجته ان قطتي ماتت . ولكن لم يسمع احد صياحها ، مسكينة لم يكن لها زوار .. انا زائرها الوحيد وددت لو فعلت شيا ما في هذا الوقت ، لم ابق طويلا امام النافذة ، عدت الى السطح , انني بحاجة ماسة للبكاء ادركت انه لم يسمعها احد ، نظرت الى سياج السطح , كان محكم الثغرات ، شعرت بجروحها ساخنة تسيل على جانبي جسمها ، كم مرة جلست معها على جذع النخلة الممدود على الارض ، بجوار الباب الخشبي ,
هل كان علي ان امسك الحجر وادق النافذة .. هكذا خيل لي ،رغم انني لم اسمع صوتها في ذلك اليوم ، احساسي دفع لنفسها رغبة في الخروج من النافذة , بل من السطح بأكمله , جف الصبر في مملكتي . سكون يجتر راحتي ، كل من في السطح يريد بشق الانفس ان يعرف اين غادرت قطتي .؟
اصدرت آهة خافته تحمل رنة الاستغراب .. ولكن الذي عرفته من النافذة انها فردت مخلبها وخمشت النافذة ، انها هي التي خرجت وهوت من السطح .. جمعت اصابعي ونقرت النافذة وانا ارفض ان اصدق الحدث ... بقيت يدي تقرع حتى وجدت نفسي ملقيا امام النافذة في بكاء حاد , ويهتز صوتي في السطح مرددا
ويح نفسي .. كيف ماتت قطتي... ؟؟



#سمير_عبد_الرحم_اغا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحم اغا - قطة على السطح