أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسيم عبيد عوض - ياوطنى الذى ينزف دما














المزيد.....


ياوطنى الذى ينزف دما


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 20:58
المحور: الادب والفن
    



بكل ما فى عينى من الدموع وما فى قلبى من الأسى ..وأنا أرى وطنى ينزف دما كل صباح
أقول لك ياوطنى الحبيب .. لا أعرف ماذ أفعل لك حتى يتوقف نزيف دمك الغالى الثمين ..
يوما بعد يوم ..وأنا أراك مطروحا فى جراحك ..والكل ينهش فى لحمك ويقطع أوصالك ويفتك بعظامك
هل أنت وطنى الحبيب الذى أعرفه ؟..الذى عشت فيه حياة الحب والعشق لعقود طويلة
أين هم أهلك الذين يؤخذوننى بالأحضان بعد غياب؟.. وجيرانى الذين يفتحون الأبواب ليقدموا الحب والود والوجدان ..أين شهامة ابن بلدى الذى لا يتوانى أن يسعف الجار والغريب؟ ويضمد الجراح ..ويوصل الأوصال ..
حزين على أمهات وطنى الذين فقدوا فلذات أكبادهم فى المجهول ..وسالت دماء أحبابنا على أسفلت الطريق والجانى أيضا مجهول ..
لقد قطعوا جسدك ياوطنى ويقسمونه على أنفسهم كغنائم وطن مقهور ..
حزين أن أرى مجدك وشموخك ياوطن مطروح على أرض الأوحال
وأناس بعقال يدخلون ويخرجون بكل حرية .. وبشعبك ينجسون ويجولون ..
الجميع إلتفوا حول جثتك كنسور بوحشية يلتهمون جثة وطن كان يصطاد الوحوش
ماذا أفعل حتى أضمد جراحك ياوطن؟
كل يوم أبحث عنك ياوطنى .. أين أنت ؟ وما الذى يحدث لشعبك الحنون ؟
كانت أمسياتنا كلها فرح وسرور.. وهاهو العويل والصراخ والبكاء والنحيب يسمع فى كل الأركان..
الدموع إختلطت بالدماء على خطوط السكك الحديدية وكل مزلقان .. وأجساد الأولاد ممزقة فى كل مكان ..
والكل فى بيته خائف على إبنه وإبنته أن يخرجوا ولا يراهم ثانية !!
الكل لا يتمنى أن يرى يوم غده لأنه لا يتوقع شمس تشرق ثانية..
الأمهات يجلسون فى الشوارع وعلى الأبواب فى الطرقات ينتظرون عودة الحبيب ..
ويعدى النهار وورائه نهار والكل فى إنتظار..
وهاهو ظلام وبعده ظلام .. فالدموع حجبت النور ولا أمل فى الإستنار ..
شعوب غريبة تمشى فى شوارعك يامصر يطفئون الأنوار ويحطمون الشموع.. يلتهمون الحريات والأجساد وينهشون فى بقايا الوطن .. من هؤلاء ياوطن؟
.. من هم الجالسين على أنفاسك ومعهم مفاتيح سجنك ؟ وقد أغلقوا فى وجهك كل الأبواب والحيطان ..
ماذا أفعل لك ياوطنى كما فعلت لك الكثير.. كنت أترك بيتى وأولادى وأذهب لأحارب الدخيل وأعود شامخا بوطنى.. ولم يكن يصارعنا الجار ولا القريب وكنا جميعا فى خندق واحد نحمى بعضنا البعض..
كنا سبطا واحدا وليس أسباط .. ولا مسلمين ولا أقباط ..
حطمنا الخطوط والجسور وسفكنا الدم لنحررك ياوطن.. كنا جسدا واحدا لا يقترب منا وحوش ولا أعداء .. لم يكن بيننا من يتاجر حتى بحريتك كما هو اليوم ..
مقامك ياوطن كان عاليا فى كل العالم حتى شمخت رؤوسنا علو السماء ..كان إسمك فخر لنا ورعبا لكل أعدائنا .. وهانحن نسمع اليوم لغات ولهجات قبيحة فى طرقك ياوطن تفرش القباحة والجهل وخدش الحياء ..
وجوه غريبة ليست مصرية من طين الوطن تنتشر فى حياتنا يسفكون الدم أمام أعيننا ولا من يقاومهم ..
الكل يتفرج على وطن العزة والكرامة وهو يتمزق ويحشر فى خيام الظلام
ومن هؤلاء الذين يكشفون عورتك ياوطن ..ولا يهمهم العرض والدم وهم فى لذتهم يتقلبون
ودمائنا ستظل تنزف ودموعنا سنحبسها إلى يوم ستقوم ياوطن
يوم أن تنهض على أقدامك ..وتقف وتحرر العبيد وتعيد الكرامة لشعبك
فهذا ماعاش تاريخنا عليه ..وطن لايقبل المهانة ولا العبودية .. وقد سبق وحرر من حوله من البلدان..
وطن تخلص من أقوى الإمبراطريات وتغلب على أعتى الدخلاء.. وعلم الجميع كيف يتحررون ويشمخون
فالوطن ليس بترولا ولا أموال .. فمصر أسمها فقط أغلى من كل الأوطان
ليتنى أرى هذا اليوم سريعا فالوقت قريب ..وحتى يأتى يوم الحرية سأظل أبكى على أمجادك ياوطن.. إلى أن تعود.. وأعود أنا شامخا إلى أحضان هذا الوطن الغالى كإنسان ..
(ليس هذا شعرا ولا نثرا أكتب فيك ياوطن بل هو أحاسيس وأسى وشعور وكلى أمل أن أجبر فيك كل الألم والكسور.. )



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين ذهبت مصر؟
- مملكة النوبة المسيحية
- بطريرك مصر
- السلفيين يدمرون مصر
- مجتمع تايه يااولاد الحلال
- -الضرب فى الميت حرام-
- الصعود إلى القاع
- البعض يحب العبودية
- لن يخرج الأقباط من أرضهم
- الفيلم أساء للأقباط قبل المسلمين
- لمن تضعون الدستور ؟
- عيد النيروز رأس السنة القبطية
- آه يا شعبى مصر !!
- الأقباط والإخوان
- الصفقة الدموية
- غزوة الإخوان لمصر
- ثورة الأقباط قادمة لا بديل عنها
- إستحالة قبول الأقباط لدستور طبقا للشريعة الإسلامية
- عدم دستورية المادة الثانية
- مصر فى قبضة الإخوان المسلمين


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسيم عبيد عوض - ياوطنى الذى ينزف دما