سيدة عشتار بن علي
الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 12:02
المحور:
الادب والفن
في اللّيلة الماضية ...كانت تشعّ كالضّياء
تترنّم بأغنية ثملة ....
على عرشها استوت ....ألقا وبهاء
لامست بقدميها زيت الزّئبق ...
استنشقت رائحة العنبر ....في انتشاء
في اللّيلة الماضية .....ناجت القمر
على شغاف قلبه رقصت ..
طربت في خدرها ....كملكة للسّماء
على السرير الرنّان ....
قدمت له ما ادّخرته من ثمار ..من ماء
امام شجرة التفّاح جثت ...
كبتول ..كبغيّ... كما أوصى الأنبياء ....
بحكمة ليليّة خافتة ....
تبادلت معه عزف الحبّ الأخير ..
كزفير مثقل بحرارة الوداع
الصّمت الصّمت اليوم ...
وليتوقّف كلّ شاك عن الشّكوى .....كلّ داع عن الدّعاء
من قال أنّها لا تحتاج الى لحظة بوح ..?!
الى هدئة ثورة شطآنها...
الى عزف لحن مأساة بحجم الآلهة ...
هي امرأة مثلكن .....امراة من نسل النّساء
قالنّواح النّواح ...ايّتها الجدران ...النّواح
ردّدي ايّتها الأركان صدى عويلها ...
وأقيمي المراثي ...أقيميها !
لموقد أخمد الشّتاء نيرانه...
لباب لم يعد ينفع في صدّالرّياح ....
لسفينة داعبت الموج ...فحطّمتها الأنواء
هبطت الى عالم الاسفل ...
أرض الوحش الأزرق ..
بخصر طوّقته الواح الأقدار السبعة ...
بروح انهكها الزّفير المكتوم ...بجثّة عيون تفسّخت بالبكاء
على رأسها تاج السهول ..بيدها الصّولجان
تتصنع جليد الأبطال ...تتقمّص لغة الأحرار
صرخت بصوت جريح :
سوف احطّم الأبواب ...أنزع رتاجها
أفتحها على مصراعيها..... أكسر مزلاجها
سوف أحرّر الأموات... وليأكلو ما يأكله الأحياء !
سوف انتقم لكلّ عشيقة.. انتزعت من احضان عشيقها
فهل تسمعون... هل وصل النّداء?
ردّ صوت من الأسفل :
أيّ أقدار ساقت قلبك نحوي ...?
أيّ رياح دفعتك الى أرض اللّاعودة ...?
حيث الدّاخلون يحرمون من النّور ....حيث لا فرح ولا اشتهاء
رمقتها عيون بنظرة الموت ...
فاه الصّوت بصرخة التّجريم... أطلق حكمه :
قصقص أجنحتها يا نمتار ...وانتزع تاجها ....قلائدها...حلقها !
علّقها على المسمار ....!
أطلق عليها الأمراض السّتة ....!
تلك هي نواميس العالم السفلي ..كاملة
نواميسه عادلة منزّهة عن الأخطاء ....
#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟