أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة















المزيد.....

الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
جعفر المطفر
تدعي إسرائيل ان هجومها الأخير على غزة إنما يأتي للدفاع عن مواطنيها الذين يعانون من الهجمات الصاروخية التي تشن من داخل أراضي القطاع. يصدق البعض تلك الرواية معززا سكوته ربما بالتأكيد على ضرورة أن يؤمن العرب والفلسطينيون بالواقعية السياسية, التي هي وإن لم تدعوهم للإمتناع عن حقهم المشروع في مقاومة الإحتلال, لكنها تدعوهم لتقدير أوجه تصريف ذلك الحق بطرق سياسية بدلا من الدخول في مواجهات مقدرة نتائجها العسكرية لصالح إسرائيل سلفا.
أنا من أنصار الواقعية السياسية, وأيضا مع تقدير حقيقة أن المعارك يجب أن تخاض بأكبر قدر من الشعور بالمسؤولية عن أرواح الناس الذين سيكونوا وقودا لها.. غير إن علينا أن نتساءل, وماذا فعل الغزاوين حتى نهرع إلى إمتحان فعلهم بمقياس الواقعية السياسية تلك, وأن نغض الطرف بالتالي عن جريمة الغزو.
سيقال إنهم كانوا يقصفون إسرائيل من وقت إلى آخر بالصواريخ, هذا صحيح. ولأن حماس كانت قد وقعت على هدنة عسكرية مع إسرائيل فإن ذلك يعني أن تتوقف غزة عن كل ما يتعارض معها.. وهذا صحيح أيضا, على الأقل بالمقياس العسكري, رغم أن لا أحد بمقدوره أن يؤكد على أن سلطات غزة هي ذاتها من قامت بإختراق تلك الهدنة, فالقضية الفلسطينية بكل تعقيداتها ما زالت تجيز إلى حد كبير فعل مقاومة الإحتلال الأسرائيلي الذي لا يبدو أبدا أنه مهتما بإقامة حتى سلام الحد الأدنى, كما أن إسرائيل لم تدخر من جانبها كل ما يعيق تقدم ذلك السلام على الأرض, مما يجعل الموقف آيلا لإنفجار على الدوام.
ورغم أن كل ذلك قد يعطي إنطباعا بوجود أسباب وراء الضربة الإسرائيلية قد تحمل الفلسطينيين وزر الإنفجار الأخير, لكن ذلك سيفترض من ناحية أخرى إن إسرائيل لا تتحمل من جانبها أية مسؤولية, وهذا غير صحيح بالمرة إلا إذا كنا أمام رد فعل إسرائيلي محدود هدفه الرد على مصدر النيران فحسب, وإلا إذا كانت الصواريخ الفلسطينية من جانب آخر قد ألحقت أضرارا فعلية حقيقية تجبر إسرائيل على القيام بهذا الشكل من الردود.
لكن شيئا من ذلك لم يحدث, فالصواريخ الفلسطينية كانت تأتي من باب التذكير بالقضية أكثر مما كان يؤمل من ورائها تحقيق أهداف ذات قيمة تتخطى هذا الهدف نفسه, كما أنها قد تدخل من بوابات اللعب الإقليمية غير المنضبطة التي يراد بها ترتيب الأوراق لحسم معارك لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية إلا كساحة تنفيذ, كما ويجب النظر من جانب آخر للإمكانية المفتوحة لدخول عامل الصراعات البينية بين القوى الفلسطينية ذاتها, بدء على ساحة غزة أولا, أو ذلك الذي يدور بين حماس من جهة ومنظمة فتح التي تتحكم بالقطاع, ومعروفة هي حجوم التناقضات الفاعلة بين الفصيلين . لكننا الأن أمام إستباحة كاملة لأراضي القطاع هدفها دون أدنى شك تحقيق أهداف إستراتجية تتخطى بكثير الدوافع المعلنة عنها كونها تستهدف الردع لا أكثر, ولذلك فإن تحميل الجانب الفلسطيني أسباب الإنفجار الأخير هو تخطي لطبيعة الصراع ذاته ومحاولة للتملص عن الفهم الحقيقي للنوايا الإسرائيلية العدوانية على الجانب الآخر. فلا أحد إذن بمقدوره أن ينفي مطلقا وجود أعمال عسكرية فلسطينية , بدلا من ذلك فإن من الإجحاف أن نفترض ضرورة غياب ذلك تلك الأعمال لأن هذا الإفتراض يتناقض حتى مع قرارات الهيئات الدولية التي تجيز حق المقاومة. وكل ذلك يجعلنا أمام معادلة تقول أنه على الرغم من كل الأسباب الفنية التي يتداولها المحللون, وخاصة الإسرائيليون والغربيون منهم فإن الأسباب الفنية الذاتية للصدام تتجاوز الحالات المعلنة ذات الأثر السوقي إلى حالات سياسية ذات أثر إستراتيجي.
وإن أول ما يجب أن نعيده إلى أذهاننا هو محاولة إعادة بناء الدور الإسرائيلي في المنطقة بعد أن كفل الدخول الأمريكي والغربي بشكل عام التخفيف من الإعتماد عليه. أمر كهذا يشكل دون أدنى شك خطورة كبيرة على بنية العلاقة الإسرائيلية مع الغرب كون إسرائيل كانت منذ البدء حاجة إستراتيجية أمريكية وغربية قبل ان تكون إستجابة إنسانية لإنصاف اليهود. وبإتجاه كهذا فإن بقاء الحاجة الإستراتيجية لإسرائيل يجب أن تبقى قائمة, لذلك ليس من المستبعد أن تحاول إسرائيل الربط ما بين إستجابتها للضغوط الأوروبية من أجل وقف إطلاق النار بإعادة الإعتبار لدورها في منطقة ما كان لها القدرة في السابق على تتخاطب مباشرة مع واشنطن ولندن وباريس دون المرور بتل أبيب قبلها.
على الجانب نفسه, وفي الإتجاه ذاته, تدخل نتائج الإنتخابات الأمريكية بقوة لكي تجد لها مكانا حقيقيا في لعبة بناء القرار الإسرائيلي الأخير. ودون نسيان العلاقة الإستراتيجية المحسومة للإدارة الأمريكية , جمهورية كانت أم ديمقراطية, إلا أن الإنتخابات الأمريكية أبرزت فوز أوباما على رومني الذي كانت إسرائيل تتمنى فوزه, مما يوفر حسابات ربما ستشير إلى إمكانية وجود تراجع حقيقي لقوة النفوذ الصهيوني على الساحة الأمريكية ودوره المفترض كصانع ملوك, وبما يجعل أوباما في عهده الثاني أكثر حرية بالتصرف بمعزل عن الإلتزام الكامل بالقرار بنسخته الصهيونية, وهذا من جانبه لا بد وأن يأخذ دوره في القيام بعمل على الساحة الأوسطية من شأنه أن ينبه أوباما بضرورة أن لا يبتعد عن الشراكة الكاملة مع إسرائيل في بناء اي قرار ذا أثر إستراتيجي على المنطقة.
أما ما يقال على صعيد المناورات بين القوى السياسية الإسرائيلية وتنافسها الإنتخابي على ساحة غزة فهو سيف بحدين, إذ أن من المرجح أن إسرائيل غير ميالة مطلقا لكي تضع دولتها في خدمة ديمقراطيتها, وهذا أمر تجمع عليه لا محالة كل القوى السياسية الإسرائيلية ولذلك فإن هوامش المناورات الإنتخابية لا بد وإن تضيق مع وجود هذا العنصر الهام, إضافة إلى أن أي فشل في تحقيق أهداف العملية سوف يؤدي إلى تراجع شعبية نتنياهو الإنتخابية, وبذلك فإن نتياهو لا يملك لوحده فرصة بناء قرار من هذا النوع وليس من مصلحته أبدا في الدخول في معركة لم يعد أمر نجاحها مرتبط بشكل رئيسي بدور الآلة العسكرية.
إن الخطوات ذات الطابع الإستراتيجي لا تتحذ فقط على ضوء توفر أسبابها الفنية المباشرة وإنما على ضوء القدرة على ضمان نتائجها, وحينما نتحدث عن خطوة إسرائيلية بهذا الحجم, وفي الوقت الذي يجب فيه أن لا نهمل العاملين معا فإن علينا أن نضع المهم في حضن الأهم.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد
- العراق وإزدواجية جنسية الحكام.. وطن أم فندق
- الفلم المسيء .. بين الفعل الرخيص ورد الفعل الأرخص, وما بينهم ...
- أمريكا.. حرية تعبير أم حرية تفجير
- الحب على الطريقة الغوغائية
- القدس.. عاصمة إسرائيل
- بين حمد والعلقمي وبن سبأ .. ثلاثية القراءة الممسوخة
- هلهولة ... دخول العلم العراقي في كتاب غينيس للأرقام القياسية
- الحمار الطائفي
- هل كانت الدول الإسلامية .. إسلامية
- الدولة العلمانية لا دين لها.. ولكن هل هي ضد الدين
- العلمانية.. أن تحب الحياة دون أن تنسى الآخرة
- الإسلام السويسري *


المزيد.....




- بايدن يصدم الديمقراطيين بأدائه
- سفينة هجومية برمائية أمريكية في طريقها إلى شرق البحر المتوسط ...
- -ملتي فيتامين-.. هل تقلل حقاً من خطر الوفاة المبكرة؟
- ترامب يكشف كيف تصبح أمريكا صديقة لروسيا والصين وكوريا الشمال ...
- جنوح سفينة محملة بالقمح متجهة من روسيا إلى تونس قرب السواحل ...
- إيران تنتخب رئيسها.. أولويات وتحديات
- كينيدي جونيور: حكومتنا تدار من أشخاص غير معروفين يتحكمون ببا ...
- -كوش-.. دولة إفريقية تعلن حالة الطوارىء بعد انتشار عقار مخدر ...
- اجتماع لوزراء زراعة مجموعة بريكس بموسكو
- أردوغان: مستعد للقاء الأسد


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة