خالد عياصرة
الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعيش الأردن يومه الرابع على التوالي من الاضطرابات العنيفة التي امتدت لكافة محافظات المملكة، بقيادة أبناء الشعب.
التحرك الشعبي ابتعدت عنه أغالب الأحزاب السياسية، وفي مقدمتها الإخوان المسلمين الذين اكتفوا بالتصريح والمشاركة بصفتهم الفردية لا الحزبية.
من جانب أخر تدخل، إسرائيل يومها الثالث في اعتداءها على غزة الأبطال التي سطرت خلال هذه الأيام بطولات و مفاجئات أربكت العدو وحيدت الكثير من خططه .
ثمة رابط عجيب بين الأمرين، يقول بوجود اتفاق وتنسيق ما بين تل ابيت والنظام في عمان، بحيث يقوم الأخير بالإعلان عن قرار رفع الأسعار، بالمقابل تقوم إسرائيل بالتغطية عليه نفسيا ومعنويا.
هنا تأتي الرسالة الأخطر من الاضطرابات في الأردن، والاعتداء على غزة لتقول أن أي تدهور الأوضاع يعني قدوم الخطر لإسرائيل، خصوصا وأن المقاومة الفلسطينية الماجدة لديها ما يهدد أمن اسرائيل واستقرارها.
طبعا، في هذه الأثناء العالم سينشغل بالعدوان الإسرائيلي، لكنه لن يكترث بالداخل الأردني، والا ماذا نفسر الاستخدام " المفرط للقوة " الذي يقابل به الشعب الأردني المطالب بحقوقه من قبل النظام.
الإدارة الأمريكية من جانبها كشفت الخطة، لذا قامت الخميس الماضي بأصدر بيانا قالت فيه إن الاضطرابات التي يشهدها الأردن ما هي الا تعبيرا عن "التعطش للتغير".
كما أن واشنطن “تحترم حقوق المتظاهرين، أينما كانوا، في التظاهر بشكل سلمي”.
من جانبه قال مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن “الشعب الأردني لديه مخاوف اقتصادية وسياسية ولديه تطلعات.
البيان حمل في ثناياه رعبا ظاهرا، وكأنه يقول بمنتهى الصراحة: إن الادارة الأمريكية ترفض التدخل في الشأن الداخلي للبلد، كما ترفض دعم أي طرف من الاطراف، كونها تتطلع على تلبية تطلعات الشعب.
في السياق عينه، ساذج من يقول إن للأمر علاقة بتقديم تنازلات يتم بموجبها القبول بضرب سوريا من الأرض الأردنية، هذه استراتيجية الإلهاء التي يتقنون استخدامها في إسرائيل، بحيث يضربون في مكان، ليقطفوا نتائج في مكان أخر.
لكن، هذا لا يعني عدم وجود رسائل صغيرة لدول الخليج العربي التي اغلقت أبواب الدعم بوجه النظام الأردني.
اللعبة في الأردن الأن على أشدها، كما في إسرائيل ، الذين يشعرون بخطورة التغيير في الأردن ، الذي إن تم فإنه سيسقط أمن أطول حدود لها بحيث تصير تحت رحمة القادم الجديد، والذي يتوقع أن يتمثل بالإخوان المسلمين، حسب المشروع الأمريكي.
لذا انجمعت واتحدت الأفكار باتجاه إفشال المشروع القادم المدعوم أميركيا، في المنطقة!
فهل دققنا في الرسائل، فجميعها مترابطة لا فاصل بينها.
#خالد_عياصرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟