الشهيد شمران الياسري في ألمانيا الديمقراطية

جواد القابجي

الحوار المتمدن-العدد: 3913 - 2012 / 11 / 16 - 09:27
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

حين قراءتي للكثير مماكتب عن الشهيد شمران الياسري - أبوگاطع - لم أُلاحظ أحداً يتطرّق الى فترة وجوده في جمهورية ألمانيا الديمقراطية .. لا أدري لماذا أو حسب ما أعرفه إن الفترة التي كان أبو گاطع يعيشها في ألمانيا كانت فيها من التحفُّظ والسرّية بحيث كان رفاقنا في ألمانيا يوصونا بأن لانذكر وجوده لأنه ملاحق من قبل نظام البعث بالرغم من كوننا من ضمن (الچبحه) عفواً الجبهة الوطنية , فقد إلتقيت الصديق والرفيق والأخ أبو گاطع في مدينة ( درزدن ) من المدن المهمة التي كان دمارها من الحرب العالمية الثانية 70% .. إلتقيت أبو كَاطع وكان بصحبته إثنان أحدهم رئيس لمنظمة يسارية أفريقية والثاني أحد مرافقي ياسر عرفات الصحفي والإعلامي ( أبو ملحم ) .. كان لقاءنا كل يوم في مكان في سنترال المدينة ( آيس كافييه ).. إتفقنا يوماً على الذهاب الى بحيرة في أطراف المدينة وكان يجب أن نلبس ملابس سباحة مثلما يلبس الناس , فقال أبو گاطع يجب ان أذهب الى ( الأنترشوب ) لأشتري شورت السباحة , وقتها قال له صديقه الأفريقي : لا لا لاتذهب الى الأنترشوب لأنك ستدفع بالعملة الصعبة وعليك أن تصرِّف العملة بالسوق السوداء ليكون ماتشتريه أشبه بالبلاش .. هنا صعدت الغيرة عند أبو گاطع وصاح به : أليس من العيب ان تتعامل بالسوق السوداء لتدمِّر إقتصاد الدولة التي إحتضنتكم وساعدتكم لماذا يا أخي هذا التصرّف الغير لائق بكم , ولم ينتهي أبوگاطع حتى إنهمرت دموع الرجل الأفريقي ..
سألته يوماً : أبو گاطع .. الكثيرون وأنا من ضمنهم نعتقد بأن البعثيين لم ولن يتركوك حتى يتمكنوا منك ويقتلوك , فماذا تقول .؟
قال : يارفيق إن حزبنا الشيوعي مدرسةٌ بل جامعةٌ يتخرّج منها الكثير وأنا تلميذ واحد من مدرسة الحزب وإن قتلني البعثيون فلا ضير في ذلك لأنه سيظهر العشرات بل المئات مثل أبوگاطع وآکثر من هذه المدرسة العظيمة .. لقد كان الرجل أبو گاطع شاعراً شعبيّاً رائعاً حيث كان يؤطر جمال حضوره بقصائد من الشعر الشعبي ناظمها هو بنفسه وشاعريته الجميلة ..
كانت هذه اللقاءات قد حصلت بين 1975-1976
كان أبوكَاطع يعمل في إذاعة برلين - القسم العربي - ووجوده في درزدن كان من أجل إكمال ( كورس ) يخص الإذاعة والتلفزيون.
كان يحضر معنا الدكتور عدنان الخزرجي والدكتور سمير صادق الفلاحي والفنان حارث الجميعي ..
******************
[email protected]

#جواد_القابجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات