|
تدخل دول الجوار بين موقف المرجعية الفارسية والمرجعية العراقية
سراب محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3913 - 2012 / 11 / 16 - 00:59
المحور:
مقابلات و حوارات
الكاتبة /سراب محمد
تدخل دول الجوار بين موقف المرجعية الفارسية والمرجعية العراقية
من الأهداف والخطط التي سبقت وتلت الاحتلال الامريكي للعراق أهمها اخلاء الساحة العراقية والاسلامية من كل وطني شريف وغيوروبطرق ووسائل شتى منها القتل والتغييب والتعتيم والابعاد والاقصاء والسجن والقمع والاعتقال ... من أجل وأد الصوت الوطني الذي لايرضى بالذل و التبعية ولايرضى بانصاف الحلول ولايرضى بمنافع دنيوية وتدخلات خارجية ولايساوم ابدا على حساب القيم والثوابت الوطنية والاخلاقية والشرعية وبنفس الوقت يتم العمل الجاد المتواصل مع رموز وواجهات وشخصيات سياسية واخرى دينية على مستوى المرجعية من رفع الشأن
والمديح والثناء والتقريب وابرازهم كأمناء وأوصياء على العراق..ولأن المخطط صهيوني عالمي والأذرع ممتدة وطويلة ومتفرعة جاء الايعاز والتوجيه بالتدخل بالشأن العراقي لتحقق ظروفه الموضوعية وتوفر الوسائل والوسائط التي تتلقى وترضى بالتدخل الخارجي الذي يناسب انتمائها الطائفي او المذهبي ويحقق لها المنافع الدنيوية ومع تعدد التوجهات وتنوع المذاهب وانتفاء روح الوطنية الحقيقية حصل الكيل بمكيالين والنظر بالعين الواحدة نتج عنه مواقف وخطاب طائفي ومذهبي وصراع وتسابق وتفنن في طرق التدخل في العراق فمن لايرضى بتدخل الدولة الايرانية مثلا في الشأن العراق تجده يغمض عينه عن تدخل المملكة السعودية ويرضى بتدخلها وبالعكس من لايرضى بتدخل المملكة السعودية وغيرها من دول الجوار تجده يغمض عينه عن التدخلات الايرانية أو غيرها بل انه ضمنا موافق بتدخلها ان لم يكن صراحة ولكل منهم تبريرات بعيدة عن المقايس الوطنية والأخلاقية والشرعية..وفي ظل هذه التدخلات يكتوي الشعب العراقي بنار انعدام الأمن والأمان وانعدام الاستقرار وانعدام الاستقلال والفقر والحرمان وجر هذا الأمر على السواد الأعظم من الأمة فاصبحت تبعا لرموزها وقادتها من ساسة ورجال دين تتكلم بلغتها وتتثقف بثقافتها وأصبح الخطاب مذهبي وطائفي وتشفي وأحقاد وتوعد وتحد وفي غمرة ذلك ضاع الوطن ومزقت أشلاءه..وافهموا وفهموا خطأ السواد الأعظم بأنهم في صراع من أجل البقاء ومن أجل المذهب والطائفة فلابأس ان تنزف الدماء وتقتل الابرياء فهم ضحايا وشهداء وكذلك افهموهم ليقسم الوطن وليجزء وليكن دويلات المهم المذهب بهذا المفهوم وبهذه العقلية تبرر هذه الافعال ؟! والأغرب والأعجب هو أن تكون المرجعية كمرجعية السيستاني ومرجعية الحكيم والنجفي هي أهم الوسائل والوسائط التي أمنت ووفرت للمتدخلين تدخلهم لما لهذه المرجعية من حواشي وأتباع ومقدسين لها على مستوى ساسة ورموز هم أيضا وسائل ووسائط عدة لهذا الغرض ...فراحت تكيل بمكيالين وتنظر بعين واحدة وادارت ظهرها للعراق كتاريخ وشعب ووطن ففي الوقت الذي تتباكى فيه على التدخلات الخارجية لدول الجوار والاقليم ممن لاينتمون الى طائفتهم او مذهبهم ..تجدها بنفس الوقت هي من تؤمن وتوفر الأرضية والظروف المناسبة لتدخل الدولة المنتمية لمذهبهم وكأن جواز او عدم جواز التدخل متوقف على الانتماء المذهبي وليس على خطورة هذا التدخل أصلا وما يتسبب وتسبب عنه من ويلات ودمار للعراق وشعبه خصوصا وان دول الجوار لاتتدخل لمصلحة العراق وانما التدخل لمصالحها السياسية والاقتصادية والجغرافية...؟ بينما تجد موقف آخر منصف وعادل لاتفريط فيه ولا افراط نهج منبعه الرسالة والقران والأخلاق والغيرة والفطرة السليمة وحب الوطن والشعب والتاريخ والحضارة جسدته المرجعية العراقية العربية الأسلامية وشخصت الواقع بصدق واخلاص بعيد عن الفئوية والطائفية والمذهبية وبينت بوضوح ورفضت بشموخ كل التدخلات الخارجية وتحت أي عنوان كان وانتقدت بشدة كل الوسائل والوسائط في العراق التي مكنت هذه التدخلات ووفرت لها الظروف المناسبة سواء أكانت علمانية أو اسلامية شيعية أو سنية أو غيرها ..المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني الذي أثرى الساحة السياسية بخطاباته وبياناته التي شخصت الداء وطرحت العلاج الناجع المناسب فقد قال في بيان 34 تدخل دول الجوار..الواجب الأخلاقي والشرعي والإنساني والسياسي يفرض علينا تشخيص هذه الجهات وفضحها وكشف مخططاتها وتوجهاتها وعمالتها وتبعيتها سواء كـانت شيعية أم سنية ، عربية أو كردية ، مسلمة أم علمانية أم غيرها ...فيما نجد المرجعية الفارسية هي من تتستر وتأوي وتدعم وتبرر وتشرع عمل هذه الجهات الطائفية؟! فيما لم نجد ولم نسمع ولن نقرأ خطابا او بيانا من المرجعية الفارسية المتمثلة بالسيستاني فيه طرح معتدل متوازن كبيان مرجعية السيد الصرخي الحسني بل كا ماوجدناه وسمعنا بها ولمسناه واقعا هو صب الزيت على النار وايقاض للفتنة ودعمها وايواء ودعم للمنتفعين من أهل الدنيا ..!
#سراب_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
-غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق
...
-
بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين
...
-
تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف
...
-
مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو
...
-
تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات
...
-
يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض
...
-
الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع
...
-
قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
-
ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
-
ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|