|
ماذا عن سوريا الكبرى!؟
جورج حزبون
الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 21:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 من جانب واحد ، والاعتداءت مستمرة تتخللها فترات ( هدنة ) ، يهتم كل طرف بتعزيز ترسانة للجولة المقبلة ، وبغض النظر عن المسميات والادانات ، فان امكانية الوصول الى عدم تجدد الجولات النيرانية ، امر غير وارد ولعدة اسباب ، اهمها ان حركة حماس القابضة على الامور في قطاع غزة ، لا تقر بوجود اسرائيل وان عقيدتها هي استمرار النزال ( الجهاد ) معها حتى تزول !! وثانياً ، لان حركة حماس في صراعها مع السلطة الفلسطينية ، تحتاج الى تميز ، يوفر لها ذلك الصراع المستمر مع الاحتلال ، وذلك الحشد من القوى الاسلامية والوطنية التي تمارس صراعا بالنيران مع اسرائيل ، وبذلك تتكون وجه فلسطينية ذات مضامين مختلفة وان كانت منتمية لمنظمة التحرر او عير منتمية ، وهي ان هناك طرفين احدهم مع الحوار الدبلوماسي ، كان عالمياً دولياً ، او مفاوضات مباشرى ، والطرف الثاني مع المقاومة المسلحة كانت مشروعة او غير مشروعة تنتج او تحصد دماراً ، الا انها ذات فعل وتفاعل محلي وعالمي .
امام هذه المناهج ، يقف العالم منتظراً حسم الامور ، مع ادانات لحمامات الدم ، وتعويضات عن الاضرار ، اما فيما يتعلق بامر انهاء النزاع واحترام قرارات الامم المتحدة ، ورفض الاحتلال واقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 ، فالخلاف والاستقطاب الدولي يمنعه ، ويحاول الالتفاف على الحقوق الوطنية الفلسطينية والقرارات الدولية ، رغم وجود مباردة عربية سلامية مقرة من مجلس الجامعة العربية ، الا ان المصالح الاقليمية والدولية لا تجد فيها ما هو متوافق مع مصالحها ، وبالتالي فان اقامة دولة فلسطينية لا يتوافق مع تلك الجهات ومصالحها ، وبناء عليه ان بقاء الحال كما هو عليه يحتاج الى توتير داخلي ، يتمثل في الانقسام القائم، والدويلة الدينية ، واساليب الكفاح الفلسطيني وحتى الاهداف النهائية الفلسطينية. واذا اصبح من الغير ممكن ترك اسرائيل تحت تهديد صاروخي مستمر من الشمال ومن الجنوب ، بعد ان تغيرت شروط الاشتباك ، مما يهدد حالة الهجرة المعاكسة وتوقف استثمارات ، وتراجع المدخولات ومستويات المعيشة وصولاً الى السلم الاجتماعي فيها ، وهو اممر خطير بالنسبة لاميركا وحلفائها ، المرتكزين من هيمنتهم على المنطقة بواسطة القوة الاسرائيلية ذات المجتمع المتماسك !! فانهم مطالبون بالبحث عن مخرج / مؤداه ، تفكيك القضية الفلسطينية ، وليس اقامة دولة فلسطينية ، وهذا لا يمكن ان يكون الا بايدي عربية ، ورموز فلسطينية متساوقة معها ، والمرحلة مناسبة ، خلال حالة الفوضى وليست الثورة العربية ، بحيث يكون ممكنا اعادة صياغة الراهن العربي وضمنه فلسطيني ، وليس بعيدا عن هذا ما صرح به الامير الاردني حسن بن طلال ، بان الاحتلال الاسرائيلي انتزع الضفة وهي تحت السيادة الاردنية ويجب اعادتها كما كان عليه الحال ، وبعدها يكون هناك حل ضمن الاسرة العربية ...!؟ونلاحظ هنا ان هذا يوفر لاسرائيل حرية التمدد الممكنه دوليا ، تحت ذريعة حدود امنة !!! وتقليص ما امكن من المواطنين الفلسطينين تحت ذريعة تبادل اراضي ، توفرها ظروف اعادة ترتيب اوضاع المنطقة !!! ان الحصار الراهن ماليا وسياسيا ومعنويا للسلطة الوطنية الفلسطينية ، ليس مرده ضعف الادارة او الفساد فيها ، وان كان لا يمكن انكار ذلك ، الا ان هذا الحصار يشكل ضغطاً على الشعب الفلسطيني الذي يعيش ازمات متتالية من الافقار والبطالة وانخفاض مستويات المعيشة ، واستمرار الغلاء ، وعدم قدرة السلطة حتى من صرف رواتب الموظفين بما فيهم قوات الامن ، ومع وجود شركاء عرب في ذلك الحصار ، تبدو اللوحة اكثر وضوحاً ، فما هو الهدف المتفق عليه لفرض هذا الحصار ، ما هو المطلوب غير رأي ليبرمان ، وصولاً للنتيجة ذاتها ، وما هي العلاقة بين وما هو جار في الوطن العربي وخاصة سوريا هذه الايام وفلسطين ، فقد كثر القول عن اعادة ترسيم الحدود الاقليمية ، ولكن ذلك ليس سهلاً في القرن الحادي والعشرين كما كان في القرون السالفة ، فالبشرية ليست ارقاماً لدى صانع القرار الامبريالي وحلفائه ، ولكن من غير الممكن ابقاء النزيف الفلسطيني المحرج عربياً والمقلق دولياً ، والمرعب اسرائيلياً ، ان الاجابة هنا ليست سهلة ، لكن السؤال مطروح بشدة ، والهامش الفلسطيني اضيق من الهوامش الاخرى ، فمن الممكن ان تقود الامور الى سوريا الكبرى كما كانت عليه قبل الحرب العالمية الاولى ، وتكون فلسطين سوريا الجنوبية ، ولبنان وغيره سوريا الشمالية او غير ذلك ، وتنصيب قيادة عربية عليها ذات معنى ، حتى لا استخدم ذات مصداقية ، ومن ثم يكون ممكناً العودة الى مبادرة السلام العربية ، واقامة الصلح دائماً مع اسرائيل عبر توافق مع الدولة السورية المجاورة ، واقامة مناطق عازلة تقيم فيها قوات الناتو ، يقود كل ذلك الدول العربية ،او وبعضها بغطاء ديني حيث هذا التكون الاشمل الذي يقرب مشروع الخلافة الاسلاموي ، وبعضها للالتفات لامور اخرى داخلية وخارجية بعد نفض اليد من القضية الفلسطينية بما فيها عودة اللاجئين اذ تستطيع الدولة الكبيرة الواسعة الجديد هل ازمتهم ، وتصبح دولة استثماردمرتها الحرب الاهلية وبعد ضم فلسطين وعيرها ؟ ورشة عمل و ازدهار ، يعيد للاذهان امر تركيا بعد الحرب حين انكفئت على نفسها لاعادة البناء دون التخلي عن طموحاتها الامبراطورية التي اخذت تظهر للعلن مستخدمة حسب الموضة الجارية / الاسلام / غطاء لتلك الطموحات . وعليه فان الحرب الجديدة على غزة والتي تحمل مسمى ديني عبري ، ليست سوى محطة متقدمة في مخطط قد يسمح لمصر اوغيرها باخذ دور اوسع في الاحتجاج ليوفر فرصة لمفاوض مقبول ديني وعربي ، ويكون ضمن مشروع السلام العربي المعتمد من الجامعة العربية .
#جورج_حزبون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة للانتخابات المحلية الفلسطينية
-
لمصلحة من اجهض الربيع العربي
-
الامم المتحدة والخيارات الاخرى
-
طريق الشعب بدل طريق اوسلو
-
الراهن الفلسطيني والانتخابات المحلية
-
الشرعية الثورية والشرعية الانتخابية
-
عن اليسار والشيوعية والثورة
-
رؤية لخطة طريق الثورة المضادة
-
اليقظة العربية والصحوة الاسلامية
-
حكاية اسد
-
عن الختان وثقافة القهر
-
الكم والكيف في الثورات العربية
-
الدولة الدينية بدعة
-
اغتيال ابو عمار
-
الاممية والقومية الروسية
-
الاسلام السياسي الى اين ؟!
-
حول الخلافة الاسلامية
-
وجوه فلسطينية قلقة
-
الديمقراطية هي الحل !!
-
مصر ..اين السبيل ؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|