أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - 5- مدخل لنشأة النحو العربي أضواء خاطفة عن ابن السكيت والمبرد وثعلب..















المزيد.....


5- مدخل لنشأة النحو العربي أضواء خاطفة عن ابن السكيت والمبرد وثعلب..


كريم مرزة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 13:47
المحور: الادب والفن
    


5 - مدخل لـ " نشأة النحو العربي )
أضواء خاطفة عن ابن السكيت والمبرد وثعلب...
كريم مرزة الاسدي
في هذه الحلقات عن المدخل لـ " نشأة النحو العربي ومسيرته الكوفية - مقارنة بين النحو البصري والنحو الكوفي " لا نريد الخوض في المسائل النحوية , والخلاف الدقيق بين المدرستين , وإبداء وجهة نظرنا الخاصة فيما دهبوا إليه أصحابهما , وفلسفة التوجهات الخلافية والتوافقية بينهما تركناها للكتاب مع وجهة نظرنا ورأينا والترجيح المأمول ما في عقلنا حول العقول , وإنما الآن كعادتنا في بقية الحلقات نروم إلقاء نظرة على جهود عباقرة العرب وأفذاذهم وتفانيهم في سبيل إعلاء رفعة لغتنا الجميلة , لأن اللغة هي وجه الأمة المعبر عن حضارتها وثقافتها وشموخها! فالموضوع ثقافي بنفحات علمية نحوية لكي لا يتجشم العناء القارئ الكريم , وبتصرف غير قليل .
لما عاد المازني شيخ البصريين بعد أن سأله الخليفة الواثق عن سرِّ(رجلاً) في غناء جاريته , ظهر شيخ الكوفيين أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الملقب (ابن السكيت ) , كان معلماً للصبيان في قرية (دورق) بخوزستان , ويرجح بروكلمان أنه آرامي الأصل , والرجل درس على الفرّاء , وأبي عمرو الشيباني , وابن الأعراب من الكوفيين , كما أخذ عن الأصمغي وابن عبيد الأترم من البصريين , وألتقط اللغة اللغة من من أفواه الأعراب (104). وكانت مصنفاته الكثيرة مضرب المثل في الجودة والإتقان والثقة , وقيل ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة مثل (إصلاح المنطق) , وعرف عنه إمام بنحو الكوفيين , وعلم القرآن واللغة والشعر , راوية ثقة , وقد عدو علم الكوفيين منتهياً إليه وإلى ثعلب(105) , وقال عنه ثعلب : " أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الإعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت " (106) , وكان المتوكل قد ألزمه تأديب ولده المعتز بالله , وبعد تأديب هذا غدر به المتوكل وقتله على سبب لا يعقله عاقل , وتناقله المؤرخون , إذ أمره " بشتم رجل من قريش , فلم يفعل , وأمر القرشي أن ينال منه , فنال منه , وأجابه يعقوب
, فلما أجابه , قال له المتوكل : أمرتك أن تفعل , فلم تفعل , فلما شتمك فعلت , وأمر بضربه , فحمل من عنده صريعاً مقتولاً (244 هـ / 858 م) , ووجه المتوكل من الغد إلى بني يعقوب عشرة آلاف درهم ديته" , (106) , هذا هو قضاء وقدر ابن السكيت أمام المتوكل , لماذا يشتم رجلاً لم يشتمه ؟! وما الحكمة في هذا الشتم المبتذل ؟! لولا الأمر دّبر بليل - إن صحت رواية ابن الأنباري الكبير! -ولما نال هذا القرشي منه , من المروءة أن ير عليه , بل يرد الصاع صاعين ,لإمتناع السكيت عن سبه أولاً , ولرد الشتيمة بالمثل ثانياً , فما بال المتوكل يقتله صريعاً , وهو الذي أمره بتأديب (معتزه), وأين وما جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟! وعلم ذلك وحسابه عند ربك , وهنالك رواية أخرى ينقلها (السيوطي) في ( بغية وعاته) (107) , عكفنا عن نقلها لما تتضمن من دوافع طائفية , لا تصلح في هذا العصر المفترض أن نكون أكثر وعياً وإنسانية - إن صحت الرواية أيضاً - .
والحقيقة منذ عهد الواثق وقدوم المازني إلى بغداد كما ذكرنا , حدث تحولاً هاماً في تاريخ المدرستين من حيث التنافس على بغداد وقصورها , وتحقيق الأمتيازات , فقد بدأت الكفة تميل الآن إلى جهة البصريين , وأصبحت ثقة بغداد تزداد بهم على حساب الكوفيين , وخصوصاً بعد وفاة ابن الإعرابي (231 هـ / 846م ) , ومقتل ابن السكيت , إذ أخذ الخلفاء يستدعون البصريين للتحكيم في المسائل النحوية واللغوية , وممن استدعي (المبرد) البصري إلى (سر من رأى) سامراء حيث مقر الخلافة حين ذاك , ثم إلى بغداد من قبل صاحب شرطتها , ولكن اقتراب المازني في أرائه من الكوفيين , واقتربَ الكوفيون أيضاَ منه لكثرة مادار من مناظرات جعلت كل فريق يتمعن ويتبصر ويعيد النظر في آراء الفريق الآخر (108) .
والمبر د هوأبو العباس محمد بن يزيد ينتهي نسبه إلى الأزد من ثمالة (211 هـ - 285 هـ / 826 - 898م ) , إمام البصريين في عصره , تلميذ أبي عثمان المازني , وأبي عمر 1الجرمي وأخذ عن أبي عثمان الجاحظ , وأبي حاتم السجستاني , وحضر مجالسه ونهل من علمه كبار علماء النحو واللغة والأدب أمثال الزجاج والسوليونفطويهوابن السراجوالأخفش الأصغر وأبو الطيب الوشاء , وابن المعتز العباسي وغيرهم.
تنافس هو وثعلب إمام الكوفيين الآتي ذكره في عصرهما , وقد سئل النحوي الشهير (أبو بكر بن السراج ) , صاحب كتاب (الأصول في النحو ) , أيهما أعلم المبرد أم ثعلب؟ , فأجاب " ما أقول في رجلين العالم بينهما " (109) , وللمبرد عدة مؤلفات أشهرها : ( الكامل في اللغة والأدب) , وهو من أشهر كتب أدب العرب على مدى تاريخهم , عدد مجلداته وصلت ثمانية في بعض الطبعات , مدحه ابن الرومي بقصيدة طويلة (98) بيتاً :
أضحت الأزد وأضحى بينها *** جبلاً وهي رعانٌ وريود
ويميناً إنك المرء الذي *** *حبه عندي سواء والسجود
والبحتري الأشهر في عصره والمتنفذ - وهو طبعاً من معاصريهما - داعيا لأخذ العلم منه , فهوالكوكب المسعود:
نال ما نال الأميرُ محمد *** إلا بيُمن محمـد بـــــن يزيــدِ
وبنو ثمالةَ أنجمٌ مسعودة**فعليك ضوءُ الكوكب المسعودِ
واضح محمد بن يزيد وهو من ثمالة يعني به المبرد , ولابد أنه كان يدرس الكثير من أبناء الملوك ,وأكرر مرة أخرى هذا المبرد الكبير هو الذي قبل يد دعبل , ونقل عنه رواية رائعة , باعتراف ابن المعتز العباسي وهو أيضاٍ ابن خليفة وشاعر وناقد كبير عاصرهما .
وكان (ثعلب ) الكوفي موازياً له في العلم والشهرة والمكانة , ثعلب أيضاً كنيته أبو العباس , وهو أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني إمام الكوفيين في النحو واللغة ( 200 هـ - 291هـ /815م - 903م), ولد في بغداد ونشأ وتوفي فيها خلافة المكتفي , ولكن مدرسته النحوية كوفية خالصة , وادكتور المخزومي يقول : "أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ثالث ثلاثة قامت على أعمالم مدرسة الكوفة النحوية , وهو بغدادي المولد والمنشأ, وكان شيبانياًً بالولاء " (110), أما الآخران الكسائي والفراء. وأخذ ثعلب عن محمد بن زياد الإعرابي , وعلي بن المغيرة الأثرم , ومسلمة بن عاصم , ومحمد بن سلام الجمحي وغيرهم , وأخذ عنه أبو الحسن علي بن سليمان (الأخفش الأصغر) , وابن عرفة وابن الأنباري , وكان ثعلب ثقة ديناً مشهوراٍ بصدق اللهجة والمعرفة بالغريب, ورواية الشعر القديم ,قال عنه المبرد "أعلم الكوفيين ثعلب " (111) , مقدماً على الشيوخ وهو حدث , وعلى ما يبدو مما ذكر تستشف , إنه غير ميال للمناقشة والتحاور والمجادلة مع المبرد , ولكنه خطيب في المحاضرات بشكل عجيب , ربما بديهته , وكثرة معلوماته , لا تساعدانه على الرد السريع , ولكنه سريع الحفظ خطيب من الطراز الأول , فهو يصلح للمحاضرات , لا الأخذ والرد السريع - والله أعلم- .
ةيحدث التاريخ : إنّ أبا جعفر أحمد ابن إسحاق البهلولي القاضي الأنباري و أخاه البهلول " دخلا مدينة السلام في سنة خمس وخمسين و مائتين , فدارا على الخلق يوم الجمعة , فوقفا على حلقة فيها رجل يتلهب ذكاءً , ويجيب على كلّ ما يسأل عنه من مسائل القرآن والنحو والغريب وابيات المعاني , فقلنا من هذا ؟ فقالوا : أخمد بن يحيى ثعلب " (112) , إذن كان ثعلب يتلهب ذكاءً, ولما مات المبرد , وقد أوردنا وفاته قبل ثعلب , زقف رجل في حلقة ثعلب وأنشد :
بيتٌ من الآدابِأصبح نصفهُ*** خرباً وباقي نصفه فسيخربُ
ماتَ المبردُُ وانقضتْ أيامهُ**8ومع المبردِ سوف يذهب ثعلبُ
وأرى لكم أن تكتبوا ألفاظهُ*** إذ كانت الألفاظ فيمــا تكتبُ (113)
يتبين مدى أهمية اللغة أبان تطور الحضارة العربية , وعندما تزدهر الأمة تزدهر في جميع أتجاهاتها, ثم ركز على عجز البيت الثاني والتمييز بين الكلام المكتوب ولفظ الكلام المنطوق حيث يتجسد غفى هيئة نبرات وموجات وترددات وتعبيرات وإشارات وانفعلات, فالحق مع الشاعر إذ يقول (إذ كانت الألفاظ فيما تكتب).
بالرغم من قوة حفظه المشهور - وأقصد ثعلباً- كان يأخذ الكلام على عدة وجوه , بارعاً في التعليل يذكر بلسانه :" كنت أصير إلى الرياشي لأسمع منه , فقال لي يوماً , وقد قـُرئ عليه :
ما تنقمُ الحربُ العوان مني***بازلُ عامين صغيرٌ سنـّي
كيف ثقول: بازلُ أو بازلَ ؟فقلتُ : أتقوللي هذا قي العربية؟ إنما أقصدك لغير هذا, يروى بالرفع على الآستئناف , والنصب غلى الحال , والخفض على الأتباع فأستحيا وأمسك " (114) .
وهذه الحادثة التي وقعت بين ثعلب الكوفي مدرسة ً, والرياشي البصري سبقت سنة (259 هـ / 871م) . لأن أبو القضل عباس الرياشي , وكان أسوداً قتل في ثورة الزنج في السنة المذكورة سابقاً , وهو من جذام , له ( كتاب الخيل) و (كتاب الأبل) , وهذا (ثعلب) كان مقتراً على نفسه , فجمع ثرو , وله عدة مؤلفات : المصون في النحو , معاني القرآن , اختلاف النحويين , معاني الشعر ....نكتفي بهذا القدر الذي يعفيك من الضجر , ويريحني من السهر , ولله من قبل ومن بعد الأمر !!



#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نَّ العراقَ إذا أودعتهُ أملاً * أكرمْ به - إنْ تعافى- باذخ ا ...
- - دعبل بين هذا وذاك ...!! يجب أن نتعوّد على أحترام الرأي الآ ...
- - مدخل ل -لنشأة النحو العربي ..- سيطرة مدرسة الكوفة النحوية
- لبنانُ يا نبعً الأشاوس ِوالنفوسَ الثائرة ْ
- دعبل الخزاعي الوجه الأخر للشعر العربي... 1 - المقدمة ...لماذ ...
- القصيدة اليتيمة نعيماً أيّها العربُ ..!!
- 3- الصراع بين المدرستين النحويتين البصرية والكوفية..!!
- عيوب القافية المغتفرة وغير المغتفرة للمولدين
- وطني يبقئ شريفاً وأغرْ
- 3 - السرقات الأدبية ما لها وما عليها ...!!
- 3 - السرقات الأدبية ما لها وما عليها ...!! (توارد الخواطر)
- هذي الشّآمُ مدى التاريخ ِإفحامُ..!!
- اليرقات الأدبية ما لها وما عليها (2 -3)
- السرقات الأدبية ما لها وما عليها (2- 3)
- السرقات الأدبية ما لها وما عليها (1- 3)


المزيد.....




- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...
- الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
- عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
- مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا ...
- مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ- ...
- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم مرزة الاسدي - 5- مدخل لنشأة النحو العربي أضواء خاطفة عن ابن السكيت والمبرد وثعلب..