أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - رسائل قصيرة من بغداد-1














المزيد.....

رسائل قصيرة من بغداد-1


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




منذ ايام والشارع ألعراقي يغلي محتجاً ضد قرار مجلس الوزراء بإلغاء ألحصه ألتموينية وتعويضها بمبالغ مالية. وقد كثر الحديث عن هذا الموضوع في الصحافة العراقية وعلى المواقع الالكترونية بمختلف اطيافها وانتماءاتها السياسية. جميع من تسنى لي الاطلاع على آرائهم ألمكتوبة، انبروا دفاعاً عن الفقراء وذوي الدخل المحدود، مطالبين في ذات الوقت بزيادة ما يستلمه الفرد العراقي من حصة تموينية وتحسين نوعية مفرداتها. الا ان ألقليل من ألمهتمين أو الذين أبدوا رأيهم عرضاً، من تأمل في ملابسات قرار مجلس الوزراء، لعرض بدائل تتخطى السلبيات التي رافقت توزيع مفردات الحصة التموينية.
وهنا اوجه حديثي لليسار العراقي الذي كان يجب ان يكون موقفه متميزاً نوعياً في تناوله لموضوع الحصة التموينية الذي تفاعلت معه معظم طبقات المجتمع العراقي، حتى الميسورة منها، ليعرض وجهة نظر برنامجيه تسقط حجج اصحاب القرار المشؤم وتؤيدها شريحة واسعة من شرائح المجتمع العراقي. هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار ان الحصة التموينية كإجراء لمساندة طبقات وفئات المجتمع الفقيرة هي اجراء عرضي ومؤقت ينتهي دوره بتوفير ظروف العيش الكريم لتلك الفئات الاجتماعية.
ومن حيث المبدأ فانه لا يمكن التفكير ببدائل اجرائية لحيثيات الحصة التموينية دون عزلها عن الفساد الاداري المستشري في جسم الجهاز التنفيذي الحكومي. أي أنه يجب أولاً اخراج موضوع الحصة التموينية بكل حيثياته من بؤرة الفساد في وزارة التجارة وابعادها عن تحكم أي من اللجان الحكومية في أمرها. على ان يسبق هذا الاجراء استحداث مؤسسة اخرى غير تجارية محكومة برقابة شعبية من خلال لجنة النزاهة في البرلمان العراقي، وتمول من الخزانة العامة اضافة الى مساهمات القطاع الخاص الذي يحصل مقابل ذلك على تسهيلات من قبل الدولة. هذا مع العلم بأن هذه ألمؤسسة هي مؤسسة طوارئ اجتماعية مهمتها الانية توفير مفردات البطاقة التموينية للمحتاجين ضمن حد أدنى معقول لدخل ألفرد العراقي. وتستمد هذه المؤسسة مبررات وعوامل ديمومتها حتى بعد ان تستنفذ الحصة التموينية اغراضها، وفقاً للمشاريع التي تعدا لدعم شرائح المجتمع المختلفة والتي تحتاج لمساعدة الدولة.
ولو بحثنا في شؤن مجتمعات اخرى واجهت ازمات اقتصادية واجتماعية اضطرت الدولة بسببها الى استخدام آليات غير حكومية أو ليست حكومية بالكامل لدعم فئات محددة من المجتمع لوجدنا بأن هذه الآليات قد استخدمت بنجاح ليس فقط في التخفيف عن كاهل الفقراء بل ولتقليص حجم البطالة ودعم المسنين والمتقاعدين وتأهيل ذوي العاهات المزمنة وغيرها. وحتى في المجتمعات ألمتطورة اقتصادياً تلجأ الدولة لمؤسسات غير حكومية وغير تجارية لتأدية وضائف اقتصادية اجتماعية تعجز اجهزة الدولة بنظام عملها الروتيني من انجازها بنفس القدر من الكفاءة. وتكتفي الدولة في هذه الحالة بتقديم الدعم المالي ألمشروط ومراقبة اوجه صرفه.
وأخيراً، فما استعرضته اعلاه ليس سوى دعوة لفتح نوافذ اوسع على مشاريع بديلة، تاركاً التفاصيل لذوي الاختصاص والقرار لمن يملكه. فما يسعى اليه أي مفكر اشتراكي واقعي هو طرح منهج صحيح لبناء الدولة العراقية وتطوير اقتصادها على قاعدة العدالة الاجتماعية.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية ألبروليتاريا هي قضية ألمجتمع بأسره
- قراءة لرسائل مفتوحة
- ألأصالة
- قراءة هادئة للوضع في سوريا
- ألذاكرة وألتوبة
- أفكار إشتراكية في ألمسألة ألقومية
- لمن تقرع أجراس ألربيع ألعربي
- يسار خارج ألزمان وألمكان
- ألإشتراكية وألديمقراطية
- ملاحظات نقدية على ألوثيقة ألفكرية للمؤتمر ألوطني ألتاسع للحز ...
- أليسار ألعراقي ورياح ألتغيير
- أقكار حول ألملف ألخاص بمقترح إنشاء فضائية يسارية علمانية


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - رسائل قصيرة من بغداد-1