أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - صكوك الغفران الأخوانية














المزيد.....

صكوك الغفران الأخوانية


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يحتاج أمراء المؤمنين فى دولة الخلافة إلى بيع صكوك الغفران كما حدث فى أوروبا بعد ذلك، فقد كان لديهم من الفئ والغنائم والجزية ما يكفى لكى يعيشون على طريقة الف ليلة وليلة فهارون الرشيد مثلا كان يمتلك الفى جارية والخليفة المتوكل أربعة آلاف جارية ووطئهم جميعا كما قال بن كثير!!، ونصح الخليفة عبد الملك بن مروان الرعية بقوله إذا اردت جارية للتلذذ فعلك ببربرية وإذا اردتها للولد فعليك بالفارسية وإذا اردتها للخدمة فعليك بالرومية، واضح عمق الخبرة لدى أمير المؤمنين فقد اكتشف جاذبية المغربيات منذ قرونا طويلة!!.. ولكن سيادة الرئيس مرسى فاجئ الجميع فى خطابه بجامعة اسيوط وعرض نوع محدد من صكوك الغفران يطهر من الفساد،وأوضح سيادته أن هذا النوع من صكوك الغفران موجه إلى الفاسدين الذين يريدون أن يتوبوا إلى الله،وأن الله غفور رحيم وسوف يغفر لهم إذا وضعوا هذه الاموال الفاسدة فى الحساب رقم 333-333 فى البنك المركزى لتمويل مشروع النهضة، ولكن سيادته استطرد قائلا بأن هذه التوبة وهذه الأموال لن تعفى من العقاب الدنيوى،أى أنها فقط صكوك غفران للجنة وليست للأرض!!. وعند سؤال البنك المركزى عن هذا الحساب قال مسئول به أنهم ليس لديهم علم بهذا الحساب ولا إلى أين سيوجه؟ ورد مسئول من رئاسة الجمهورية كما قرأت فى أحدى الصحف بأن هذا الحساب السرى سيكون خاص برئاسة الجمهورية ولن يطلع عليه البنك المركزى!!!.
إذا احسنا النية فى تحليل هذا الخبر العجيب والغريب فأننا نبشر سيادة الرئيس بأنه لن يتبرع له فرد واحد فى هذا الحساب لكى يفضح نفسه ويعلن عن لصوصيته وفى نفس الوقت لن يحصل إلا على صك وهمى من سيادة الرئيس يطهره من خطيئة الفساد يوم القيامة. ولكن إذا استخدمنا العقل بعض الشئ فأننا نقول بأن هذا العرض هو للتصالح مع الفاسدين مقابل إعفاءهم من المطاردة القانونية،وإن صفقات هذا التصالح لن تتم أمام النائب العام ولكنها ستكون حكرا على الاخوان،وأن الاموال الطائلة التى تتوقع أن تأتى من هذا التصالح ستصب فى الاستثمارات الأخوانية الكبيرة الموجودة حاليا، بهذا يكون للخبر معنى منطقى ومقبول، واظن أن رجال الأعمال المتورطين فى قضايا فساد فهموا الرسالة جيدا وهم لا يحتاجون إلى صكوك غفران أخوانية للأخرة ولكن هم يحتاجونها للدنيا، فمن حسن الحظ أن الله لا يطالب التائب إلا بالتوبة النصوح وأنه وحده الذى يغفر الخطايا جميعا وليس قضايا الفساد فقط، وأن الله أقرب للإنسان من أى شئ آخر ولا يحتاج لوساطة بينه وبين الإنسان بل عند الله باب التوبة مفتوح دائما والله يفرح بتوبة عباده التائبين بدون وساطة أخوانية أو سلفية.
ولكن مشروع الرئيس مرسى أعاد إلى الاذهان مشروع تسديد ديون مصر الذى طرح من قبل نظام مبارك فى ثمانينيات القرن الماضى والذى لا نعرف شيئا عن حصيلته حتى الآن ولا إلى أين ذهبت، ويعيد الأذهان إلى مشروع الشيخ محمد حسان حول الاستغناء عن المعونة الأمريكية بالتبرع لتعويضها من موارد أهل الخير المحلية، ولكن بعد شهور طويلة من هذا المشروع وهذا النداء الحسانى لا نعرف أيضا إلى أين ذهبت هذه الأموال. الفرق الوحيد بين أيام حسنى مبارك وأيام مرسى وحسان هى فقط لغة المخاطبة والمناشدة، ففى حين كانت الدوافع تظهر وطنية فى عهد مبارك فأن لغة الخطابة مفعمة بالمصطلحات والرموز الدينية فى عهد الرئيس مرسى، بل ويؤسفنى القول أن طريقة مبارك كانت أكثر ذكاء مما طرح حاليا..... ولكن يبقى الإنسان المصرى هو الضحية فى الحالتين.
لقد كتبت من قبل أن الرئيس مرسى غير معنى بمسألة التنمية والدخل والحاجات الملحة للبشر، فهو معنى بشئ أسمى وهو إدخال المصريين الجنة،وهو غير معنى بقرب ضياع سيناء وسقوطها فى ايدى الإرهاب الدولى بمساندة العديد من دول المنطقة، ولا معنى بأن مصر تسير فى الاتجاه الخطأ بكل معانى الكلمة،ولا بتردى الاحوال المعيشية،ولا بأن مصر على وشك الإفلاس،ولا بأن رصيد الاحتياط النقدى قد ينفذ فى عدة شهور، ولا بتراجع تصنيف مصر لدى مؤسسات الإئتمان الدولى، ولا بهروب الاستثمارات،ولا بتفشى الجريمة،ولا بأنين الشعب الذى يتزايد يوما بعد يوم............. كل هذا يهون أمام الهدف الأسمى وهو غفران الخطايا ودخول الجنة، ولهذا فأن سيادة الرئيس يقوم بواجبه على اكمل وجه فى هذا الاتجاه كل يوم جمعة حتى أننى اتصور أن مهمة فريق الرئاسة خلال أيام الأسبوع تتركز فى تحديد المسجد الذى سيصلى فيه الرئيس ووسائل تأمين رحلته الأسبوعية الدينية الميمونة. وها هو الرئيس المؤمن يطرح النوع الأول من صكوك الغفران للفاسدين وسوف تتوالى فى المستقبل أنواع أخرى من هذه الصكوك لتغطى الخطايا الأخرى، وكل ذلك كما قلت يصب فى هدف الرئيس الأسمى.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تفشى التحرش الجنسى فى مصر؟
- دستور قندهار
- دراما الأنتخابات الأمريكية
- تحية للبطل الشهيد أفرايم إبراهيم مرزوق ووالده
- مصر على خطى باكستان
- محنة فريد زكريا ومحنتنا
- التاريخ الناطق بمتحف الهولوكوست
- هل التنوع أضعف أمريكا بعد العولمة؟
- مملكة الإرهاب فى غزة
- خمس سنوات على إنقلاب حماس فى غزة
- وكالة أنباء مسيحى الشرق الأوسط
- مرسى يأخذك إلى الجنة
- جماعة الاخوان المسيحيين
- اختزال حل المشاكل فى نائب الرئيس
- رئيس مدنى أم رئيس إسلامى
- لماذا فاز مرسى؟
- ملاحظات على الأنتخابات الرئاسية
- الصراع على شكل النظام السياسى فى مصر
- حول الوضع الراهن فى مصر
- صحة الرؤساء فى النظام الديموقراطى


المزيد.....




- بعد غضب ترامب من بوتين.. أول مسؤول روسي يزور أمريكا منذ بدء ...
- حقيقة الفيديو المتداول لمقاتلات أمريكية تحلق على ارتفاع منخف ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نستعد لضربة كبيرة على إيران قر ...
- الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معاد ...
- ترند -لا أريد أن أكون فرنسيا- يغزو التيك توك.. فكيف رد الفرن ...
- فرنسا: المواجهة العسكرية تبدو حتمية إذا لم يتم التوصل لاتفاق ...
- من أوكرانيا لإيران.. سياسة ترامب المربكة
- طلاب جامعة موسكو يختتمون تدريبهم في العراق
- -بوليتكو-: ترامب أبلغ دائرة المقربين منه بأن ماسك سيغادر قري ...
- مصر.. مقتل شرطي في اشتباكات مع عناصر إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - صكوك الغفران الأخوانية