أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن ورقلة نادية - قصة فتاة تشبهني














المزيد.....

قصة فتاة تشبهني


بن ورقلة نادية

الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 17:22
المحور: الادب والفن
    


فوق الحروف الهاربة من معتقدات اللغة عاد وهج الكتابة الى مريضتي التي أسعفتها بعد أن خرجت معها في نزهة على شاطئ بعيد . هنا ارتدت لباس الصمت الشتوي و اعتذرت من سباتها اللغوي و لكني عذرتها فليست الوحيدة التي آويتها و سقتها من منحدرات الهوى الذي ابتاعته خلسة في إحدى الحفلات الرسمية . لا أدري كيف لهذه المرأة الجميلة الني لطالما شهدت لها على شجاعتها و إقدامها على الحياة كيف أن تصل الى هذه الحالة بعد أن امتحنتها الحياة فأهدتها مغامرة غرامية كادت أن تعصف بها و تحيلها الى التقاعد بعد أن إستعصت عليها الحيل للخروج من معتقلها الذي سلبها هويتها و منحها شخصية انتحلتها مرغمة و ها هي اليوم أمامي أراقبها عن قرب. بعد أن زرتها و أخرجتها عنوة و جئت بها الى هنا علها تستعيد جزءا من ماضيها الذي لم تعثر عليه بعد . ها هي الآن تجلس بمفردها تضع كتابها الى جانبها و تتحدث في صمت . فأردت أن أجلس بالقرب منها و النظر اليها ،فتحدثت لي قليلا ثم صمتت ، و نهتني من خوض غمار امتحان لم أمعن في التحضير له من قبل فليست كل النجارب ناجحة و لا كل النتائج عادلة . لم أتمكن في البداية من تشفير سجلات الحياة و تعديل البعض من أجزاءها . لم أتمكن من مواصلة الحديث معها بعد أن صدتني في صمت لأعود و أغفو قليلا .فلم اتمكن من النوم منذ أيام أغالب نفسي لأبقى مستيقظة طوال الليل لأهدئ من روعها بعد أن ألمت بها نوبات البكاء الشديد في عرض الليل و ها أنا اليوم أضمد جروحها التي لم تلتئم بعد . عدت اليوم أزوال هواية الكتابة على مضض فقد طويت كتبي و أودعت ملفاتي التي تحوي أوراقا مهترئة لطالما جابت معي أماكن مختلفة ووضعتها في درجي مكتبي و أحكمت عليها الغلق و عدت الى مدينتي أمارس هواية التمثيل لأنسى الكتابة التي غمرتها بود كبير ثم خرجت منها بعد تردد طويل و بحثت لي عن هواية أخرى . كيف لي أن أزاول أكثر من هواية و أنا التي كنت مشحونة بألق الكتابة و حبها المحموم فكنت أطيل المكوث في مكتبي لساعات طوال أبتعد فيها عن موطني ، عالمي و أذهب لأعبر مدنا أخرى لأعود محملة بالأشواق ، ثم أعانق الأوراق ،أضع رأسي على مكتبي و أغمض عيناي لأنام جالسة على الكرسي أرفض فكرة المغامرة حتى لا يغادرني هوس الإبداع . سألت نفسي ماذا حل بي لماذا تغيرت بهذا الشكل لماذا عدت الى هناك و عزلت نفسي عن حياة كنت قد ألفتها و إعتنيت بها و رغبت في أن أزاولهاالى الأبد . أهذه النكسة التي أصابت صديقتي جعلتني أعود بها الى هنا أو أنني أنا من كنت بحاجة للعودة من جديد بعد مرور وقت طويل لأجدني هنا . أخفيت وجهي في كتابي و استلقيت على أريكيتي و بكيت بعد أن استبدت بي الظنون . هل طالني هذا الجنون الذي جاءني من مكان مجهول فأغمضت عيناي . لا أدري كم من الوقت أمضيت و أنا على هذه الحال ثم استيقظت على صوت يوقظني بهدوء . أسرعت في العودة الى طبيعتي محاولة إخفاء شكوكي على صديقتي التي لطالما فهمت أفكاري . جلست بجانبي فنظرت اليها . فوجدتها مبتسمة فرأفت لحالها و أنا أحدث نفسي أظنها قد تعافت بشكل جزئي . فمسكت بيدي و شكرتني على فكرة المجيء بها الى هذا المكان الذي ساعدها على استعادة رشدها بعد أن استعبدها رجل لا يفقه في الحب الا حكايات زمان . و اقتربت مني فاحتضنهتها و بكيت لبكائها . و عادت لتواصل الحديث بصعوبة فدعوتها للخروج من مكتبي و الذهاب بها الى غرفتها . فرفضت لأنها رغبت في التحدث الي في هذا المكان الذي لطالما أبديت رغبة ملحة في العودة اليه من جديد و التمسك به . ربما يستعصى علي الشفاء من تجارب الحياة القاسية الا بالرجوع الى هذا المكان الذي يؤمن لي السكون و الهدوء . شعرت و أنا أستمع اليها أنني أنا من كنت أتألم و أنها هي من جاءت بي الى هذا المكان لتعود بي الى هنا و ها هي اليوم تحدثني في غمرة السكون الذي يوشك أن يقطع الصمت ليتحدث هو . رأفت لحالي فيبدو أنني كنت أغالب ضعفي بعد أن انفصلت عن هذا البيت الذي لطالما ملئته بصيحات الفرح بعد أن أنتهي من انجازكتاب . منذ متى لم أكتب ، كم من القصص التي بترتها و أبقيتها رهن الحجز .كم من النهايات السريعة التي اكتوت بالعجز بعد أن جرحتها و سكبت عصارة توهمي و مضيت لأتركها تنزف . ففقدت وهجهها و ألمها فطالها الهزال .و استبد بها الآلم . كم من القصص تحدثت ا اليها و عدت لأمارس غضبي عليها فلم تنمو و تكبر و بقيت نصف فارغة و رجوتها بعد أن عدت اليوم فوجدتها قد أينعت ثمارا كنت قد أسقطتها . و لم أعد لإستردداها فبقيت عالقة لم تسقط و لم تنضج .التزمت الصمت هنا جاء دوري لأراجع نفسي و عدت لأقلب دفاتر عمري ,و تصفحت روايتي و قصصي التي لم أمهلها الكثير من الوقت فوجدتها قد تلونت و هاهي اليوم ماثلة أمامي أنظر اليها في استحياء . أطلت مدة مكوثي و عدت أحدث صديقتي التي عاد اليها بريقها .فشكرت بإمتتنانها و عادت هي الأخرى لتنظر لي بحنان و ألق زائد . فدعوتها للخروج للتنزه فقبلت . فأغلقت البيت و ألقيت عليه نظرة حب كبير . في هذه الأثناء تلقى مدير المسرح رسالة استقالتي يمعن في النظر إليها يقرأها ببطئ و عندما انتهى منها عاد ليمسك بها ثم ابتسم فقد سعد بقراري بعد أن عدت الى حياتي . فلا يمكنني بعد اليوم أن أطيل المكوث في مكان كنت أتوهم بأنه يحتويني و لكني كنت أغالي في الخطأ ,



#بن_ورقلة_نادية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكانة الشباب في الفضاء الإعلامي
- درس لقنتني إياه الحياة
- نبضي ينزف
- ليلة عتق
- رجل غريب
- إندماج الشباب الإجتماعي على طرفي نقيض
- عندما أتحدث عن نفسي
- تجربتي مع مرضى السرطان
- تبعات العولمة الهجينة على مجتمعاتنا العربية
- على دفة الحنين


المزيد.....




- -كانت واحة خضراء-.. كشف أثري عن واقع السعودية قبل 8 ملايين س ...
- الدهاء الأنثوي يحرك الدراما السورية.. حيل ومكائد تؤجج الحكاي ...
- ياسمين عبدالعزيز تعود للسينما بفيلم -زوجة رجل مش مهم- مع أكر ...
- قصص سينمائية حقيقية.. كيف تتطاير أجساد أهالي غزة بصواريخ الا ...
- خطوات تثبيت تردد قناة cn بالعربية الجديد على نايل سات 2025 “ ...
- عروض الأفلام الخاصة مهرجان للأزياء والترف، وليس للتقييم
- رحيل الفنان جواد محسن صاحب -قطار العمر-
- رحيل الفنانة الأردنية رناد ثلجي عن 36 عاما بعد صراع مع السرط ...
- -دحول الصمان-.. هيئة التراث السعودية تعلن عن اكتشاف عالي الأ ...
- قيعان المحيطات تختزن تراثا ثقافيا تهدده الأنشطة التعدينية


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن ورقلة نادية - قصة فتاة تشبهني