أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - عيون المباحث














المزيد.....


عيون المباحث


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعلم إلى أين تتجه عيون المباحث بعد الربيع، غير واضح إن كانت مستمرة بذات الآلية فى العمل أو أنها قررت إنهاء مهامها السابقة فى الرقابة على أنفاس الناس وجدران المحال وملصقات الزعماء واتجهت لمهام تناسب العهد الجديد.

لا تنشر الأبحاث حول المباحث لكن الجميع متفق على أنه جهاز مرعب. سمعنا حكايات كثيرة عنه وعن أساطيره وأخبار زنزاناته وأروقته وقصص التعذيب فيه. من العائدين الذين رووا ما عاشوه. مما كتب فى الروايات، من الأفلام. والذين لم يدخلوه يصلوا ليل نهار كى تنتهى حياتهم بعزة وكرامة دون أن تطالها أيدى المخبرين.

آخرون تقلدوا المنصب بأنفسهم وصاروا هم يد المباحث ويد الرقابة، ليس حبا فى النظام إنما خوفا منه، وهذه أبشع مشكلة يمر بها العقل، حين يتحول لمخلب الرقيب وعصاه التى لا تعصاه فى كل المجالات، خصوصا مجال المعرفة والحقيقة، الإعلام. إذ لا يزال هناك بين الصحفيين الذين تفترض بهم الجرأة غير المحدودة من يحسب الحساب ويخاف من النظام أو الرقيب.

والسؤال الذى يجب أن يطرح بعد الربيع: هل من داع لوزارة إعلام فى أى بلد عربى؟

وما شعور الوزير حين ينصبوه وكيلا على عرش الرقابة؟ ومتى يتوقفون عن مضايقة الفكر وإزعاجه؟

التضييق على حرية الصحفى أو الكاتب تضييق على البلد. لكن الوكيل لا يعرف نتائج مؤسسته الوخيمة، وقد لا يكون ذنبه، فهو موظف ينفذ التعليمات. يلاحق التغييرات فى السياسة بجدارة، فالمسموحات والممنوعات تتغير وتتبدل كل يوم. وقد يحاول أحد الوزراء تغيير الوضع للأفضل وتحريره ويعجز آخر عن مجرد المحاولة، فيما يسعد ثالث بالانصياع والظهور بمظهر المرضى عليه. وفى النهاية لا إعلام غير المرسوم من الجهات العليا.

الرقابة مازالت تعمل على قدم وساق فى السعودية، وسيف الرقيب لا يكل ولا يمل.

لكنى حين أكتب لا أفكر بمن سيقرأ ولا بمن سيغضب أو يفرح. أعلم أن هذه الطريقة فى الكتابة مخالفة للقوانين، فالقانون (غير المكتوب) ينص على أن يناقش الصحفى الأمر من زوايا ترضى جميع المسؤولين وترضى التيار الدينى وتسعد المجتمع.. ماذا بقى لأفكار صاحب الكتابة؟ لا شىء. لذا فكثيرا ما تتشابه المقالات، فتسرد الغالبية القضية بالطريقة نفسها، وتتوحد الغالبية فى مناقشة ذات القضية، وحتى إذا أراد أحدهم توجيه نقد ما فعليه الالتفاف حوله وتمريره بطريقة ملتوية لا يفهمها سوى المقصود بها، أو لا يفهمها.

فمتى نتمرد على الرقابة؟ متى ندخل ربيع الصحافة؟ لا أفهم كيف تتجرأ شعوب على التمرد على أنظمة حكم فيما تعجز الصحافة فى بلد عن التمرد على مقص؟!

سأسرد لكم طرفة من ملفات الرقيب فى حياتى، مجرد طرفة لا تمثل كل ما يحدث، (على ذمة رئيس تحرير مجلة عقدت معى حواراً قبل فترة)، إذ حين دخلت المطبوعة للمملكة هاتفه الرقيب قائلا: ليتكم تكتبون أن الكاتبة تخرجت فى إحدى جامعات أمريكا أو أوروبا فإعلان تخرجها فى جامعة سعودية يعنى أن أفكارها التى تنادى بالحرية نتجت من بيئتنا، وهذا لا أريد له الظهور.

الرقيب لا يقص فقط إنما بإمكانه أن يفبرك. كنا زمان محصورين ومحاصرين بالبث الذى تريد كل دولة أن تنشره، اليوم المعرفة تحاصر الأنظمة والمجتمعات، وعيب وعار أن تستمر الرقابة بهذه الصورة المريعة تحت أسماء مختلفة. حفظ الأمن القومى، المحافظة على الوحدة الوطنية، الخصوصية.

ستنهار كل هذه الأسس إن تكلم الصحفى أو خاطب المسؤول أو أطلع الشعب على حقيقة غائبة. عكس حال الدول المتقدمة، حيث الإيمان بقاعدة الكشف عن المشاكل لحلها أولا بأول كيلا ينهار الأمن ولا تتفكك الوحدة ولا يمس الإنسان بالسوء.

سياسة الكتمان ستصبح فى طى النسيان وستخرج الأقلام عن صمتها فقط إن قرر أصحابها الخروج.

إن أصعب شىء أن يعتقل فكرك داخل بلدك والأصعب أن تصبح أنت رقيبا على نفسك. تراقب ما تكتب وما تقول لأن عيون المباحث فى ذاتك ترصد كل صغيرة وكل كبيرة.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسوه واغفروا
- فى نادى الكذب الثورى
- الإسرائيلى أحسن من الشيعى!
- أبى.. أريد وقتاً إضافياً
- القابض على دينه
- ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)
- ترافقينى فى السفر؟ طبعاً أرافقك
- ثقافة السيقان العارية
- شىء سماه العرب ربيعاً
- حرام يا أخضر حرام
- اسرقوا حسابات الإسرائيليين
- نهاية الأوطان
- احلم.. احلم.. احلم
- منافق.. خائف.. خائن.. محايد
- من مصر ٢
- رسائل أول السنة
- فى إيطاليا: معبد لمئذنة وصليب
- لماذا؟
- لا تنام أو أنام
- ويل للمنافقين


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - عيون المباحث