أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - عصام العريان داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه















المزيد.....

عصام العريان داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 13:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم أكن أتصور أن عصام العريان، صاحب الابتسامة الصفراء الباهتة الملتصقة أبدا بشفتيه، يمتلك كل هذا المخزون من البذاءات والأكاذيب، إذ فجأة أصبح الرجل ثوريا من طراز نادر، يسب اليسار تارة، ويشتم الإعلاميين تارة أخرى، ثم يخرج لنا أخر بذاءاته فى وصف كل من يعارض الرئيس مرسى بأنه كان يلعق حذاء مبارك ويتمنى الجلوس معه عشر دقائق.
هكذا يسقط عصام العريان بمحض إرادته فى مستنقع عفن مظلم.
ليس فى تاريخ الإخوانى حتى النخاع (عصام العريان) أى بطولات نضالية، أكثر من أنه كان قائدا لإحدى كتائب الإخوان، التى طاردت اليساريين (ناصريين وشيوعيين) فى الجامعات المصرية، تحت إشراف أجهزة أمن الرئيس الأسبق أنور السادات.
هذا العصام العريان، المناضل يعرف تماما من كان يلعق حذاء مبارك، ومن كان يتمنى أن يحظى بلقائه ولو لعشر دقائق، ومن كان يعقد الصفقات مع أجهزة أمن دولة مبارك، ويعرف –فى المقابل- من هم الذين عارضوا مبارك فعلا وقولا، وعلى الأقل يعرف العريان من هم الذين دافعوا عن الإخوان فى مواجهة نظام مبارك، بينما كان الإخوان أنفسهم يحنون الجباه ولا تصدر عنهم كلمة واحدة تحمل شبهة المعارضة.
يعرف العريان جيدا أن مرشده العام السابق، مهدى عاكف، أعلن فى (انتخابات) الرئاسة عام 2005، أن الجماعة تؤيد الرئيس مبارك، وأنه شخصيا يتمنى الجلوس مع مبارك، بينما كان الآلاف يهتفون فى الشوارع، مع حركة كفاية «لا للتمديد لا للتوريث»، لكن الإخوانى الذى لا يعرف قاموسه كلمة «خجل»، يأتى اليوم ليحدثك بجرأة (لا أريد أن أقول وقاحة) عمن كان يلعق حذاء مبارك، ويتمنى الجلوس معه ولو عشر دقائق!!.
كما يعرف العريان جيدا أن مهدى عاكف (صاحب طز فى مصر) وخيرت الشاطر (صاحب مشروع الفنكوش) كانا يديران صفقات الجماعة مع أجهزة الأمن، وأن العريان شخصيا هو من وصف تلك الصفقات بأنها «تفاهمات»، لكنه لا يشعر بأى خجل وهو يتهم الآخرين اليوم بأنهم كانوا يلعقون حذاء مبارك.
يعرف الإخوانى الذى قاد إحدى كتائب البلطجة الإخوانية فى كلية طب القاهرة ضد الناصريين والشيوعيين، بإشراف أمن دولة السادات، أن محمد بديع هو من قال عن مبارك (عشية الثورة) إنه والد كل المصريين، مرشد الجماعة هو من قال ذلك، وليس حمدين صباحى الذى واجه السادات مباشرة أمام كاميرات التلفزيون، ولا البرادعى الذى واجه مبارك أما العالم أجمع، ولا حتى عمرو موسى الذى كان وزيرا لعشر سنوات مع مبارك. مرشد جماعة العريان وحده دون غيره، هو من وصف مبارك «والد كل المصريين»، بينما كانت أجهزة الأمن الكويتية، ويا للمفارقة، تطرد –فى نفس الوقت- عددا من العاملين المصريين فى دولة الكويت، لأنهم انضموا للجبهة الوطنية للتغيير التى يقودها البرادعى ضد «والد كل المصريين».
يعرف العريان أن مصر كلها، ومنذ عام 2005، كانت تهتف، «لا للتوريث» بينما كان محمد بديع يعلن فى برنامج العاشرة مساء يوم 14 أبريل 2010، عشية الثورة، أنه يؤيد ترشيح جمال مبارك للرئاسة. لكن الإخوانى الذى يرفع شعار الشريعة وبما لا يخالف شرع الله، يأتى اليوم ليحدثنا عمن كانوا يلعقون حذاء مبارك، دون أن يرف له جفن.
يعرف عصام العريان جيدا أن محمد مرسى وليس غيره، هو من قال عن زكريا عزمى ويوسف بطرس غالى إنهم من رموز مصر الوطنيين، وأن جماعة الإخوان قد أخلت أمامهم الدوائر الانتخابية، كان ذلك فى انتخابات برلمان 2010. لكنه اليوم يأتى ليقول عن معارضى الرئيس مرسى إنهم كانوا يلعقون أحذية مبارك، وكأن محمد مرسى قد أصبح هو رمز الثورة ضد «رموز مصر الوطنيين»!!. لكن ماذا تفعل مع من لا تعرف حمرة الخجل طريقها إلى وجهه؟!.
مشكلة عصام العريان أنه يعرف كل ذلك وأكثر، لكنه يعتقد أن أحدا لا يستطيع أن يكتشف الحرباء فقط لأنها غيرت لونها، وهو أمر يعود لمستوى ذكائه، ولله فى خلقه شئون.
الذين يعارضون الرئيس الإخوانى محمد مرسى اليوم لهم مئات المواقف المعارضة لمبارك فى عز جبروته وتسلطه، مازالت طرية فى الأذهان، يحتفظ بها أرشيف الذاكرة، بينما أـتحدى العريان فيما لو أخرج لنا سطرا واحدا فى بيان إخوانى يتضمن أية معارضة لمبارك وولده.
يواصل عصام العريان حربه الهزلية بسيوفه الورقية، ضد مصر كلها (طز فى مصر)، مجسدا حالة من الخواء الإخوانى، مترافقة بقدر من الارتباك والتعثر والفزع، بعدما انكشف زيف وكذب الجماعة الخارجة على القانون.
لا يستطيع العريان الإخوانى حتى النخاع، أن يدافع اليوم عن شعار «الإسلام هو الحل» الذى صدعوا رؤوسنا به، ثم تبين أنه شعار فارغ بلا مضمون، لا يختلف عن شعار جمال مبارك «مصر بتتقدم بينا» اللهم إلا فى أنه يدغدغ المشاعر الدينية النبيلة لدى بسطاء الوطن وفقرائه.
لا يمكن لعصام العريان، الإخوانى حتى النخاع، أن يحدثنا عن مشروع النهضة، وقد تبين أنه وهم كبير خدعت به الجماعة كل المصريين، لا يختلف عن «فنكوش» عادل إمام، اللهم إلا أن عادل إمام أضحك المصريين بمنتجه الوهمى، بينما الجماعة خدعت المصريين بمشروعها الوهمى.
لا يمكن لعصام العريان أن يبرر لنا لماذا احتفظ الأخ سعد الكتاتنى بحاشية فتحى سرور فى مجلس الشعب، ولا لماذا جاء لنا الثائر الأول محمد مرسى بوزارة نصفها من رجال مبارك، وليس بوسعه أن يفسر لنا لماذا تسعى جماعته بدأب لكسر هيبة القضاء ولتكريس انتهاك القانون، لكنه يستطيع أن يتهم الآخرين بأنهم كانوا يلعقون حذاء مبارك!
ولئن كان من المهازل التاريخية أن الرجل الذى وصف زكريا عزمى ويوسف بطرس غالى أنهم من رمز مصر الوطنيين، يصبح رمزا لثورة أطاحت بهما، فإن الإنصاف يقتضى أن نعترف أن العريان هو أفضل داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه.
** ع الهامش
- المعروف أن الأخ الرئيس محمد مرسى قد أمضى فترة طويلة من عمره فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويعرف بالضرورة أن الأمريكيين لا يصلون الفجر، ومع ذلك يرزقهم الله. والمؤكد أيضا أن الأخ الرئيس يعرف كذلك أن شعوب العالم، من الصين واليابان وحتى كندا والبرازيل لا يصلون الفجر، ورغم ذلك يرزقهم الله، والأدهى أننا نستورد من تلك الشعوب التى لا تصلى الفجر كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ، ونعيش عالة عليهم، لكنها تنتج وتعيش فى رفاهية وتصدر لنا ما يفيض عن حاجتها لنعيش به ومنه وعليه.
ومع ذلك يفاجئنا الأخ الرئيس بقرار إلهى (استغفر الله) تلاه على أهله وعشيرته من مسجد الفاروق فى الحى الخامس عقب صلاة الجمعة (9 نوفمبر)، مفاده «أن من يسهر حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ولا يصلى الفجر، لن يرزقه الله».
الراجح أن الرئيس يعرف بيقين أن العمل والإنتاج واحترام القانون، هم المفاتيح الحقيقية للرزق، وأن ألاف الفاسدين واللصوص لا يصلون الفجر ولا العصر، لكنهم يعيشون فى رفاهية، وأن الصلاة تعود على صاحبها وحده دون غيره بالفائدة، فى العالم الأخر، يعرف الرئيس ذلك، لكنه يحدثك غن صلاة الفجر والرزق، لأنه لا يريد أن يدخل فى صراع مع الفاسدين (كفاه الآن الصراع مع القانون والقضاء)، ولا يعرف الطريق إلى زيادة الإنتاج، ولا يهتم بمن يعمل ومن لا يعمل، فالرئيس وجماعته باعوا الوهم للشعب فى شعار غامض «الإسلام هو الحل»، ليكتشف الذين اشتروا الوهم أن «صلاة الفجر هى الحل»!! صلاة الفجر سوف تحل مشاكل التعليم والعلاج والبطالة والغلاء...الخ... ووظيفة الرئيس تنحصر فى إمامة المصلين!!. (هو الراجل اللى اشترى الترماى رجع تانى؟)
- الإخوانى سعد الكتاتنى مازال يحتفظ بسيارة رئيس مجلس الشعب، ويستخدمها فى مشاويره الخاصة ومنها حضور اجتماعات حزب الحرية والعدالة، والإخوانى سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ لا يكتفى باستخدام سيارة المحافظة فى مشاويره الخاصة، لكنه يطلق كلابه البوليسية على المواطنين. بينما الرئيس مرسى يناشد الفاسدين التوبة!! ولا تعليق!!
- رفع أسعار الغاز الطبيعى فى المنازل بدءا من الشهر القادم، ورفع الدعم عن بنزين 95 قريبا، من أجل توفير 35 مليار جنيه، لأن ميزانية الدولة تعانى عجزا، بينما الصناديق الخاصة التى تقدر محتوياتها بأكثر من 100 مليار جنيه لم تزل فى الحفظ والصون يستفيد منها كبار الفاسدين، وجيوش المستشارين منتشرة فى أمان فى مفاصل المؤسسات الحكومية يتقاضون ملايين الجنيهات شهريا. وأنا لا أعرف هل هذه هى الترجمة العملية لشاعر الإسلام هو الحل، أم أنه مشروع النهضة فى التطبيق؟ لكننى أعرف أن مبارك كان يفعل الشيء نفسه، يدس يده فى جيوب الشعب لتعويض عجز الميزانية، بينما الفاسدون حوله ينعمون بالمليارات المسروقة من عرق ودم الشعب. ثم يقول القائلون أن الرئيس مرسى هو رئيس الثورة!!



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس يناشد الفاسدين ويهددهم بثورة جديدة!!
- وطن جريح بين نادية حافظ وياسر على
- دستور 2012.. قراءة أولية فى مسودة أولى
- بؤس المثقف وثقافة البؤس.. د. رفيق حبيب نموذجا
- بديع يتكلم...!
- حكم الإخوان.. بين قرض الصندوق ومشروع الفنكوش
- ... ومازال الإخوانى عصام العريان يتجلى!!
- «الشريعة».. أزمة مجتمع أم أزمة إسلاميين؟
- كل عام وانتم بخير
- بعدما أصبح المشير مستشارا
- جريمة سيناء والرئيس منقوص الصلاحيات
- عودة «مجلس باطل»: المعركة الخطأ فى التوقيت الخطأ
- تأملات فى حالة سعادة
- هوامش على دفتر وطن مضطرب
- عن الرئيس «اللى سمع»... وأشياء أخرى
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس المصرى الجديد
- الثورة مستمرة حتى إسقاط العسكر... ومحاكمتهم
- لا جديد تحت الشمس... قاطعوا تصحوا
- بين المباركيين والإخوان: من ينقذ مصر من كوارث قادمة؟
- رسالة مفتوحة إلى الإخوان المسلمين: بعد الحكم فى قضية القرن ا ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - عصام العريان داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه