زياد صيدم
الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 08:45
المحور:
الادب والفن
مع انتهاء اليوم الثالث لعزائك..ابرق لروحك تحية سلام علها تصلك بإرادة الخالق القادر المجيب..فتكون من المغفور لهم بإذنه تعالى..صديقى القديم الذى ابعدتنا الحياة ومشاغلها مؤخرا إلا من تحية بين الحين .. ألقيها عليك وأنا امر من أمام ورشتك حين تكون غير مشغولا فتردها مبتسما.. او حين نلتقى معا فى مناسبات عديدة..فحديثك كالعادة قليل ويسير ..لقد عملت فى مهنة الحدادة فأبدعت وأتقنت عملك.. فقادتك موهبتك الى أن تصبح من امهر من تعامل مع الثلاجة والغسالة تصليحا وترميما.. كنت المكافح فى حياة صعبة على الجميع من عمال وكادحى قطاع غزة..احببت اسرتك فأحبتك..عرفتك مجاملا للجميع فى كل المناسبات ..ودودا.. وديعا ..كريما ..مخلصا ..رؤوفا..مربيا...
غيبك الموت الذى هطل على مسامعنا كوقع الصاعقة .. فكان الذهول والألم على فراقك .. هذا الموت القدر الذى انقض عليك عبر انفجار جسم غريب بك والذى ما يزال يكتنفه الغموض بينما كنت تسير وحدك عائدا الى بيتك بعد آذان العشاء بقليل..فكانت المفاجأة الصاعقة على الجميع دون استثناء..فهرعت اليك بعد تلقى الخبر الى المستشفي.. لكنهم اشاروا الى بأنك ترقد هناك فى الغرفة الباردة..انتظرت بصبر غريب افضى الى مرور شريط طويل من الذكريات الجميلة مرت كلمح البصر بينما كنت أنتظر خارجا حتى تسنى لى الدخول..وحين كشفت عنك الغطاء لم اتمالك نفسى فبكيتك توفيق...
لقد كان الانفجار قويا .. فنهش جانبك الايسر ..لكنى استنشقت رائحة زكية تنبعث من جسدك المسجى ..فأعدت الغطاء عليك حتى لا يذهب عنك ذاك الاريج العبق ..فاستبشرت خيرا وخرجت راضيا من تلك الغرفة الموحشة.. ودمعتان تنزلقان على لحيتى بصمت ...
لروحك السلام ابن العم .. ولذكراك العطرة ابا احمد باقية فى الوجدان ..ولأسرتك وعائلتك الصبر والسلوان.. " انا لله وإنا اليه راجعون " .
#زياد_صيدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟