أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مرحلة الانسلاخ من الفاشيات














المزيد.....

مرحلة الانسلاخ من الفاشيات


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيام البرجوازيات الصغيرة بإنتاج الأفكار السياسية الاجتماعية في الشرق جعل النقائض تجتمع، فالشيوعيون وحركاتُ السلف ترفضُ كلها أبجديةَ الحداثة الرأسمالية المعاصرة من علمانية وديمقراطية وتبادل السلطة وكل منها من موقعه في التشكيلة الوهمية، حيث الشيوعيون يرفضون الرأسماليةَ وعبر قفزةٍ وهمية إلى الاشتراكية في حين تطالب الحركات السلفية بالبقاء في الإقطاع وعدم عبوره للحداثة.
هذه المقاربةُ تتيحُ لنا رؤيةَ إخفاقات هذه القوى وانتهازياتها وعدم قراءاتها للأوضاع الحقيقية واعمالها لتشويش التطور الاجتماعي السياسي.
في الانقسام المذهبي السياسي الراهن بين المحور الإيراني والمحور العربي يبدو الانقسام ذاته مرفوضا، لكن قبل كل شيء يجب تحليل المعسكرين ولماذا هذه الفئات الصغيرة السابقة الذكر تصطفُ بينهما حسب طائفيتها وليس حسب وعيها الطبقي؟
لا تتيح خيارات ولاية الفقيه والوعي الإرهابي للقاعدة سوى العودة للإقطاع الديني العسكري، انهما ترفضان كليا الحداثةَ وخياراتها السابقة الذكر.
ولهذا فإن تبعية الفئات الصغيرة لهما من موقع المنظمات الشيعية الداعية الى (الديمقراطية) والسلفيين المؤيدين لـ(البرلمانية) تبقى كلها موضعَ شكوكٍ حادة من قبل الديمقراطيين.
كيف أمكن للفئات الصغيرة من قوميين واشتراكيين أن تكون في تبعيةٍ سياسية لتلك المنظمات؟
بطبيعة الحال هناك الخدع الصغيرة والتلونات الكاذبة ورفع شعارات مقطوعة السياقات، فهي جماعاتٌ (ديمقراطية) وتؤيد عبودية النساء، وترفض النضال الوطني التوحيدي الديمقراطي كما في لبنان والعراق والبحرين، وتنادي بالدستورية النضالية القوية وهي تؤيد أنظمة وجماعات استبدادية دموية.
ومن جهة أخرى فالمنظمات السنية السياسية المنتمية الى الفئات الصغيرة نفسها التي تصعد بقوة الآن على حبال البنوك والمنظمات المالية والسلطات الصاعدة الجديدة، ظلت متذبذبة طوال عمرها بين الحداثة والتقليدية، بين الديمقراطية والاستبداد، بين الرأسمالية والإقطاع، بين دولة القانون والإرهاب.
عمليات التذبذب الأوسع هي في الطائفيات، حيث إن الصراع بين محور الفاشية المتنامي القوي والمحور الديمقراطي العربي الضعيف، يتخفى بلافتات الديمقراطية والقومية والمقاومة.
اختطاف القوى السياسية الشيعية من قبل الفاشيةِ الفارسية القومية تم بتأجيج النضالات الديمقراطية وبلافتاتِها الزائفة في بضع دول وهو أمر لا ينطبق على الداخل الإيراني المحمي من لوثة الديمقراطية. هناك عمى من جهة وفتح للعيون كليا وعنف وهيمنة على السلاح وضرب ثورة شعبية من جهة أخرى مضادة. هناك سكوت عن مذابح وهنا تصعيد للأوضاع نحو المذابح. في النهاية هي درجات من تطور الفاشية، فاشية وصلت الى السلطة وفاشيات تسعى إليها.
ومن جهة أخرى فلافتات القوى السياسية السنية وأشباهها تمت من خلال الدفاع عن الوطنية الصارمة والرأسماليات الحكومية التي تستفيدُ منها وتنمو في ظلال بعضِها المغدق للخيرات عليها، وهو أمر شجع المُختطَفين السياسيين الشيعة من قبل الفاشية الفارسية على رفع أصواتِهم .
في العظام السياسية لهذه المجموعات المتلونة حسب الظروف والمصالح هناك الانتهازية الضاربة، المتذبذبة حسب رؤى ضيقة وحسب مشاعر شعبية دينية سطحية، وباستغلال لها، وهو أمر يدفع الشعوب والأمم والطوائف الى الاصطدام ضد بعضها بعضا وإلى حروب أهلية تمت تحت رايات صراعات سياسية واجتماعية زائفة، أي هي هدمٌ للأمم الإسلامية في هذه المرحلة الخطرة من محاولاتها للعودة الى النهضة والديمقراطية.
ويستغل نفر هذه التناقضات وتعدد مستويات الصراعات مستلين خيوطا صغيرة، مركزين فيها كأنها كل اللوحة، فهم يريدون ديمقراطية كاملة مطلوبة للأغلبية ولكن تحت هيمنة جماعات معادية كليا للديمقراطية والوطنية وتنزلق نحو الإرهاب، فكيف يقبلون بهذه التناقضات؟
تظهر هنا ضرورة الانسلاخ من الفاشيتين الفارسية والقاعدية وإعلانهما خصمين لجميع الشعوب في المنطقة، وتوجه الأنظمة والمنظمات السياسية لتطبيق القواعد الديمقراطية الحديثة غير المختزلة والمنتقاة، وبأشكال تاريخية متصاعدة حسب تراجع ذينك الخصمين اللدودين للديمقراطية والحياة في المنطقة وتصاعد قوى الديمقراطية والتوحيد والحداثة والمدنية والسلام.
على أن تكون هذه ثقافة واسعة شعبية وتكشف التذبذبات والقراءات الجزئية والمصلحية الذاتية، وتعتمد خاصة على النهوض لدى قوى اليسار والديمقراطية المتخلصة من آثار مرحلة التشابك واختلاط الأوراق والعبث بمصائر الشعوب والفلسفات والأفكار الديمقراطية الكبرى.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين
- تنوع الأنظمة العربية الديمقراطي التعاوني
- الدساتيرُ والقلقُ السياسي
- السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة
- الدساتيرُ والحراكُ الاجتماعي
- من أسبابِ الحروبِ الأهلية
- الأيديولوجيا والتكنولوجيا
- الطبقة الضائعة المنتجة
- العلمانيةُ بين المسيحيين والمسلمين
- الإخوانُ وولاية الفقيهِ
- موقفُ المتنبي (2-2)
- موقف المتنبي (1-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (2-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (1-2)
- الفرديةُ الحرةُ المفقودة
- المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف
- الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)
- الماويةُ وولايةُ الفقيهِ (1-2)
- قوى توحيديةٌ بين المعسكرين
- تجاوزُ التطرفِ المحافظ


المزيد.....




- الشرع يستقبل وفدا من الكونغرس الأمريكي.. وواشنطن تدعو لتجنب ...
- المبعوثة الأمريكية ترد على أمين عام حزب الله بكلمة واحدة.. م ...
- مصادر: خيار مهاجمة نووي إيران ما زال مطروحا في إسرائيل
- طائرات مسيرة روسية تدمر معدات وقوات مشاة للعدو
- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في كورسك
- بريطانيا.. الشرطة تحتجز الأكاديمي العربي مكرم خوري مخول وتحق ...
- تظاهرة في مصراته الليبية دعما لغزة
- لندن تسعى لحل أزمة الرسوم الجمركية
- جدل حول انتشار الجيش وسحب سلاح حزب الله
- أبرز مواصفات هاتف -Razr 60 Ultra- القابل للطي من موتورولا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مرحلة الانسلاخ من الفاشيات