أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الردح المتبادل















المزيد.....

الردح المتبادل


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 19:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الردح المتبادل
كتب مروان صباح / ملاسنات وتبادل اتهامات وصخب وعنف وضجيج وعجيج لقائم أصبح متأرجح ما بين الانزلاق والمشارفة على الهبوط في الحلم ، بالتأكيد المجتمع المصري بغنى عنها جميعها تماماً ولا تليق بالثورة التى أطاحت بأهم ديكتاتور ناعم شهده العصر ، حيث تحولت القنوات الفضائية إلى مسرح يتناقل فيه الشتائم مقابل ردود لا تقل عنفاً ، كأن ازدحام البرامج تتطلب احياناً إلى ملئ الساعات بما يتوفر في الطريق من مواد دون مراجعتها بشكل الذي يحفظ عقل المتلقي من شوائب قد تعّلق وتترسب مع المدة ، لكنها في الواقع الأمر تعكس حالة الانحطاط والتمادي بعضها على بعض دون أن تحتفظ بحدود الأدب واللياقة بالإضافة إلا ما يلاحظ أن هناك منّ يتبرع دون أن يدفعه أحد من الخلف كي يخلق حالة من التوتر ، حتماً ليس لها أي قيمة سوى اثارة الضجيج كي يختلط هديل الحمام مع نعيق الغراب بل تتحول الحلقة إلى القفز تشبه السعديين ، كيف لا وقد حولت الأنظمة عبر العقود الفائتة الإنسان من إنسان إلى سعدان .
حالات تندفع بكامل ارادتها نحو الآخرين دون أحم ولا دستور بحيث تتحول الحوارات إلى ردح متبادل لكن المستغرب أن تخرج تلك الهفوات من اشباه العلماء الملتزمين دينياً ومتعمقين في الفقه والشؤون الشريعة ، بيد أن تحصل هذه الأيام وبشكل فظ ومتكرر كأن لم يبقى لهؤلاء من مهام يئدونها في حياتهم إلا متابعة وتناول الراقصات والممثلات واقتحام دوائرهم الخاصة ونبش في ماضيهم لمجرد قد تكون احداهم اختلفت مع النهج القائم أو أدلت بتصريح بأنها سوف تعطي صوتها الانتخابي إلى المرشح المنافس للرئيس الحالي لحجم التخوف الذي ينتابها على مسيرة الثقافة بشكل عام وخصوصاً للتمثيل وهذا يتماشى مع الديمقراطية التى احتكم لها المتنافسون وجاءت بنتائج كان الفارق متواضع كاد أن يلامس المناصفة مما يدلل بأن هناك عدد كبير في الجهة الأخرى لا بد من احترام مواقفهم والتعامل معهم كما هم حتى لو استمروا بسلسلة الانتقادات التى تُعزز ركائز المجتمع والدولة الجديدة بحيث تختلف عن ما سبقتها وتلبي احتياجات المواطنين ضمن حق المحاسبة الملموسة وتوفر لهم طموحاتهم بالإضافة إلى الشعور بالأمان المفقود ، إلا سوف لن يُسجل الواقع عهداً جديداً يختلف عن المخلوع بل تكون المسألة اقرب إلى الاختزال ضمن رجال ملتحيين وآخرين حالقيين .
نشر الشائعات أو المساهمة في ترويجها تعتبر من الأساليب القمعية الترعيبية للمواطن ولم تعد تثير الرعب بل أصبحت تثير التقزز والاحتقار فمن الأولى لعلماء الأمة أن يتحلوا بالصبر والحكمة مع مشاكل المجتمع والعفو عند المقدرة والتسامح قبل الغير بل لا بد لهم أن يبادروا حتى لو كان الخصم البادئ و المفتعل للأزمة ومهما كانت حجم المسألة وأسبابها فمن المهم أن يكون هناك مجال للاستيعاب وامتصاص نهفات الآخرين بكل تواضع وتأني والبحث عن حلول تعكس الوجه الطيب والحضاري كي لا يقابل بالنفور .
إذ ما قارنا بين نشأت الممثلات على وجه الخصوص وبعد تمكينهم بفترة من الزمن في ايجاد وطأة قدم في هذا الحقل المتشابك والذي يحمل من الأنماط والسلوكيات ما يحمل من استغلال لكل قطرة جمال ، حيث تبدأ تظهر بعد مدة من الزمن ما كان متواري وغير مسموح البوح به بل عندما تتبلور الشخصية وتنضج تتقدم الموهبة الفعلية المتحرر من عقدة الجمال التى حاول المتحكمين اختزالها فقط عند الجسد من هيمنة الإنتاج والإخراج معاً كونها أصبحت تمتلك حضوراً عند الجماهير يعطيها من المساحة لفرض شروطها ويؤهلها كي تحدد محددات للشكل والمضمون بل هناك حالات تصل إلى الابداع الهاجع في الكينونة العميقة ، لهذا نرى الأغلبية من الممثلات يتجهون نحو العمل الهادف الذي يساعد في توجيه المجتمع وتعليق الجرس من خلال لعب أدوار لأشخاص حالاتهم تشبه الواقع عبر الافلام والأعمال المختلفة ، وإذ ما قورنت بأعمال البداية تجدها خالية من الفكر ومنزوعة الدسم من أي طرح باستثناء الاستعراض والسطحية ومقتصرة على الأمور الصيبينية الشكلية التى تنحصر ضمن استيعاب الوقت بهدف التسلية والاستنزاف دون أن يعكس العمل لأي منفعة تعزز قدرات المتلقي بل معظم هذه الدوائر تكون ضارة .
المسألة تكمن بأن الجميع أتخذ من الشكوى أسلوباً في المرحلة السابقة كي يحاكي النظام الاستبدادي وما نتج عنه من أدوات توزعت تدريجياً على مناحي الحياة ، إلا أن اليوم لم يعد ينفع اللجوء لذات النهج بعد ما باتت الأوضاع أفضل حال وأصبحت الكفاءة تفرض نفسها في أي دور أو عمل وأصبح الفرد قادر على التفكير دون أن ينوب عنه الآخرين كونه قاصر وعديم الخبرة ، ويدرك أنه في عصر غير مسموح لشهود الزور أو هؤلاء الذين قطعوا بالسكاكين ألسنتهم وركعوا عند جميع المراحل بعد ما قضموا بأسنانهم أرجلهم أن يتقدموا إلى الصف الأول دون أن يتعرضوا لاختبارات تكشف مدى حقيقة ادعاءاتهم ، بل ما يطرح في السوق معرض اليوم أول بأول إلى النقد وإحالته للقياس كي يُعرف منسوب جودته من رداءته لمسار ابتدأ بتصويب الأمور إلى نصابها ودفع الأفراد التى تسعى إلى تحقيق ذاتها أن تُقدِم ما لديها من امكانيات بهدف نقلها إلى قاعدة التحفيز والتنافس وابتعادها عن الفشل والفاشلين الذين استطاعوا في الحقبة السابقة الدخول إلى مربعات ليست مربعاتهم ولعبوا دوراً سلبي لافتقادهم الإمكانيات فتحولت مهمتهم إفشال المتمكنين كي ينجوا من الاختبار .
ما تحتاجه المرحلة هو حشد ما يمكن حشده نحو صياغة شكل ومضمون المجتمعات وعلى رأسها الثقافة بأشكالها المتعددة والمتنوعة التى مورست في حقها اقصى أنواع الإقصاء وتم ركنها في الغالب على جنب وبقت دائماً الّهم الأخير ومن أخر الاهتمامات مما اسس لدي الكثير مفاهيم مضادة اتجاهها ورفض وجودها لدرجة بات هناك من لديه الجاهزية للوقوف امامها ومحاربتها وأحياناً جاءت النكسة من داخلها لمن تجرأ على انتقاد المرحلة برماح محملة بمشعلات نارية مما سهل للكثير عن طريق التذويب كونهم اخفقوا في بذل الجهد الكافي في مسيرتهم فلم يحملوا الشكل اللائق والعمل الإبداعي والإختلاقي الصرف فكانوا لقمة سهلة عند كل اختبار بالتواطؤ على الذات اولاً ثم الإنابة عن الجلاد بِجلّد الخارجين عن السرب ، لهذا ليس من صالح أحد الدخول في تجاذبات تفقد الطاقات وتبدد الأفكار وتجعل الغوص في حوض حمام البيوت وسيلة كي يتنافس المتنافسون مما يدلل عن غباء مفرط لمن يظن بأنه بهذه الطرق يبرهن أنه أكثر وطنياً وحباً للبلد ، بينما نأمل أن يتعمق ويتصلب احترام إرادة الفرد على أنه إنسان أولاً واحترام حرمة رأيه ثانياً والحفاظ على التعايش العام وحمايته من أي محاولات تنغيص .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء
- ملفات تراكمت عليها الغبار
- اخراج الجميع منتصر ومهزوم
- نعظم العقول لا القبور
- أمَّة اقرأ لا تقرأ
- مسرحية شهودها عميان
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الردح المتبادل