أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالإله الياسري - أوراق السكين














المزيد.....


أوراق السكين


عبدالإله الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


1-
ها هو الطوفان يطغَى،
صاعداً فوق المنائرْ.
صاعداً فوق القبابْ.
مُغْرِقاً نافذةَ الشمسِ ِالوحيدهْ،
والنخيلْ،
وعصافيرَ الصباحْ.
ما الّذي أبقَى؟
وهل أبقَى لنا غيرَ السكوتْ؟
-:ألسكوتْ،
والسكوتْ،
والسكوتْ،
والضفادعْ،
وخفافيش الظلامْ .
قال عـرّاف الطريقْ:
" ألسفينهْ! "
قال مجنونُ المدينهْ:
"ولْيَكُنْ طوفانُ نوح ٍ فرسي،
والمنايا جَرَسي.
ولأَكُنْ وحدي الغريقْ."
قالَ:"مأوىً للنجاهْ."
قالَ:"بلْ ذلكَ مأوىً للسكوتْ."
قالَ:" فيه سوف نحيا"
قالَ:" فيه سنموتْ."
-: ألسكوتْ،
والسكوتْ،
والسكوتْ.
-2-
هاهيَ الريح هَوَتْ تجْتذُّ جذرَ الشجراتِ الواقفهْ:
سقطتْ كلُّ الجذوع الواقفهْ.
سقطتْ كلُّ السواري الواقفهْ.
سقطتْ كلُّ الخيولْ.
ومصابيح الطريقْ
سقطتْ عند المساءْ.
ما الّذي أبقتْ؟
وهل أبقتْ لنا غيرَ السكوتْ؟
-:ألسكوتْ،
والسكوتْ،
والسكوتْ،
وطواويس الرياحْ،
وبريق العَرَبَهْ.
قال عرّافُ الطريقْ:
" إجْتِنِبْ ذي العاصفهْ."
قال مجنونُ المدينهْ:
"ولْتَكُنْ رايتيَ الأولى انتحارْ.
وليكنْ أوّلُ خطوي الإنفجارْ.
وليكنْ فيَّ الغضبْ
نهرَ زيتٍ أو حطبْ.
ولْيَكُنْ طول َمسافاتي الحريقْ."
قالَ:" برداً وسلاماً"
قالَ:"لا أقنعُ إلاّ بالحريقْ."
قالَ:"فيه ستموتْ."
-:ألسكوتْ،
والسكوتْ،
والسكوتْ.
-3-
بَعْدَ حينٍ سادَ في الأفقِ الجرادْ.
سادَ في كلِّ البلادْ
كان بين الشئ والظلِّ،
وبين الأصدقاءْ.
كان في كلِّ مكانٍ، كالسكوتْ،
يتمشَّى هو، والطوفانُ، والريحُ.
وكان الليلُ مخموراً بموسيقى الدماءِ الصامتهْ،
والتَعازي الصامتهْ،
ونشيجِ النخَلاتِ الصامتهْ.
ما الَّذي أبقَى؟
وهل أبقَى لنا غيرَ السكوتْ؟
-:السكوتْ،
والسكوتْ،
والسكوتْ،
وضجيج العَرَبَهْ.
قال عرَّافُ الطريقْ
"أصبح السعْفُ بنادقْ،
والعصافيرُ رصاصْ.
فلأكُنْ خارجَ أَسوار المدينهْ.
إنَّ في هذا الخلاصْ."
قال مجنونُ المدينهْ:
"ولأَكُنْ أرضاً جديدهْ،
نازلاً فوقي المطرْ،
طالعاً منّي الشجرْ.
ولأكُنْ جذراً لأَطفال المدينهْ
وفراتْ."
قال طاووس الزمانْ:
"السكوتْ."
قال عرَّاف الطريقْ:
"السكوتْ."
-:السكوتْ،
والسكوتْ،
والسكوتْ.
-4-
حينما طارتْ حماماتُ اللهيبْ،
حينما التفَّ، على طولِ الفراتين ِ،
على طولِ البساتين ِ، الشِبَاكْ
حينما أَنكَرتِ الأرضُ جذورَ الشجرهْ.
حينما دَحْرَجَتِ الريحُ رؤوسَ الزنجِ:رأساً تلوَ رأسْ؛
أَمسكَ العرَّافُ رأسَهْ.
قالَ للطاووسِ:" قد قلتُ كما قلتَ : السكوتْ."
فجأةً .لم يجدِ العرَّافُ رأسَهْ.
لم يقلْ للريحِ أو للموجِ شيئاً.
كان يبكي بسكوتْ.
كان يبكي ويموتْ.
وتوارَى في الضبابْ.
أَو توارَى في الرمادْ.
حاملاً ريشَتَه المُنكسِرهْ
والسكوتْ.
-:ألسكوتْ،
والسكوتْ،
والسكوتْ.
-5-
قال إنسان المدينهْ:
"أيُّها العرَّافُ! لم أخذلْكَ، يوماً، في الطريقْ.
فلماذا تتخلَّى، اليومَ، عنِّي؟
تاركيْ للريح ِ والموج وحيداً.
خاذليْ بين الجرادْ.
مُرْهَقاً بالعَرَبَهْ.
كلَّما قلتُ:"ارفعوا الصوتَ بيارقْ"
كلَّما قلتُ:" متى تخضرُّ أَشجارُ الصهيلْ؟
ومتى يَمنحُنا الظلَّ النخيلْ؟"
قلتَ لي:"اسكتْ.
مُدْيَةٌ هذي البلادْ
زينةُ العقلِ السكوتْ."
أنتَ من أدخلَني حيَّاً لقبري.
أنتَ من علَّمَني كيف أَموتْ.
-:السكوتْ،
والسكوتْ.
والسكوتْ.
-6-
آهِ! يا هذا السكوتْ.
أَلذي فيه نموتْ.
يا سلاطينَ السكوتْ!
لكمُ ريشُ الطواويسِ وليْ من أَرضِ أَهلي السنبلهْ.
يا سلاطينَ السكوتْ!
لكمُ التمرُ من النخلِ ، وليْ قامتُه المُنْتَصِبَهْ.
يا سلاطينَ السكوتْ!
لكم المالُ من النفطِ ، وليْ منه الحريقْ.
-:ألحريقْ.
ولْتَكُنْ خاتمةُ الموجِ مع الريحِ الحريقْ.
-:ألحريقْ.
ولْتَكُنْ خاتمةُ الصمتِ احتراقَ العَرَبَهْ.
عربهْ.
... بهْ.
........
-:أَلحريقْ.
أَلحريقْ.
أَلحريقْ.
أَلصباحْ.
إِفتحوا نافذةَ الشمسِ الجديدهْ



#عبدالإله_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول-مدارات صوفية-ل هادي العلوي
- ابصق على الرماد
- برازخ النار/ شعر
- مقتل زرياب


المزيد.....




- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...
- كيف سقينا الفولاذ.. الرواية الأكثر مبيعا والتي حققت حلم كاتب ...
- “الأحداث تشتعل”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 183 كام ...
- أين ومتى ستشاهدون حفل الأوسكار الـ97؟.. ومن أبرز المرشحين لل ...
- الكويت.. وزير الداخلية يعلق على سحب الجنسية الكويتية من الفن ...
- هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟
- وزير الداخلية: ما -العمل الجليل- الذي قدمه الفنانون للكويت؟ ...
- في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في ...
- مصر.. إيقاف فنان شهير عن العمل لتعديه على لقاء سويدان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالإله الياسري - أوراق السكين