أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الثقافة العربية














المزيد.....


الثقافة العربية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 21:38
المحور: الادب والفن
    


صحيح جدا أن العالم العربي يعيش تخلفا مهولا,بعمقه وطوله,وحتى عوائقه,التي جعلت الكثير من المنتفعين منه يعملون على استمراره,كتجار الحروب,الذين لاتعنيهم خسارات البشر وموتهم ماداموا يستفيدون ويكدسون الثروات بالبنوك,كذلك بعض الساسة,في الحكومات الشكلية بالعالم العربي والمعارضة أيضا,الديمقراطية,تفرض المساواة وهم يقتاتون من التفاوت بين الناس,به يتطاولون بقاماتهم السامقة على الضعفاء من الناس والمواطنين,وكأنهم يعبرون عن أمراضهم الدفينة,تلك التي تفرض تماهي المقهور مع قاهريه,بحيث يمارس الظلم الذي مورس عليه أو على آبائه من قبل,وبذلك يصير للتخلف حراسه,من طرف الساسة وبعض المثقفين وحتى عامة الناس,أي المجتمعات العربية نفسها,فكثير من العادات يدافع عنها,لتترسخ وتتعمق في الوعي الشعبي,بمبررات حضارية ودينية ومذهبية,منها الأعياد والطقوس,التي هي نفسها تخلق تفاوتا بين البشر لتدافع عن ضرورة استمرار التعالي على العامة من طرف القادة والحكام,وهناك مؤسسات دينية وعسكرية تعمل على ترسيخ مثل هذه القيم والدفاع عنها حتى في المنتديات العالمية,حيث توجد دول غربية,لاتتردد في الدفاع عما عرف بالخصوصيات الثقافية والحضارية لبعض الدول وخصوصا منها العربيةوالمعتزة بقيم التخلف والتدهور الحضاري والثقافي العام,بل هناك مؤسسات دينية بأروبا تعمل على تنشيط مظاهر التخلف الديني والحضاري والحضاري,بدعم التجمعات الدينية في العالم العربي وتنشيط الصراعات المذهبية بين الطوائف,لتستمر المناوشات والإحترازات والحزازات التي عمرت قرونا من الزمن,ولازال العالم العربي يخوض فيها معتقدا أنه ينتصر للإسلام من منظوره العقدي والمذهبي
رغم كل ذلك فهناك ثقافة عربية,ومثقفين عرب,يساهمون في إنتاج المعرفة الإنسانية,ويبدعون فنا أدبيا وصورا وسينما,ولهم مساهماتهم في مختلف الأنشطة العالمية,مما يعني ما سبق أن نبه له ماركس,أي التفاوت الإستثنائي بين درجة تطور البنية التحتية والبنية الفوقية,التي تنتمي إليها الثقافة,ولا يشكل العالم العربي وحده ظاهرة غريبة,بل هناك الكثير من الحضارات التي عاشت هذه الحالة,أو نقيضها,بحيث عاشت خمولا ثقافيا,وفي المقابل كانت لها قوة اقتصادية أهلتها للسيطرة على جيرانها وفي حالات أخرى غزت العالم,وامتدت قوتها لحضارات أخرى أكثر عمقا في الفكر والفن,فالعالم العربي بتخلفه لا يمكن الجزم على الأقل,بأن هناك توازي بين الثقافي والإقتصادي فيه من حيث درجة التقدم والتطور,مقارنة مع الدول الصناعية والقوى الكبرى,أو التي تخلصت من تخلفها وتبعيتها للغرب الأروبي والأمريكي,لذلك فعلى المثقف في العالم العربي,الإنتباه إلى تلك الحركات,التي تنظر إلى الثقافة العربية وما راكمته,وما تنتجه وكأنه أقل عمقا مما تنتجه الثقافة الأروبية وغيرها من الحضارات,فهناك تفاعل بين الحضارات,والمعارف والفنون,ويحدث أن تتقدم بعض الحضارات على بعضها,في مجالات العلمية والتقنية وحتى الثقافية,لكن ذلك ليس مبررا,لأن يولد لنا ذلك إحساسا بدونية مقيتة,ومحبطة,خصواصا وأن المجتمعات العربية,لها ثقافات سابقة على الإسلام غنية,وعريقة وقابلة للتفاعل مع الثقافة الإسلامية,التي فيها الكثير من الإشراقات,وقدمت للعالم الغربي الكثير من الأفكار التي أغنى بها وجوده الثقافي والفني وخصوصا الفلسفي,والأمر لا يحتاج لأدلة,فالسهروردي حاضر في نظام القيم,والأخلاق,والفكر التنويري في صيغته الدينية,المميزة بين الحقيقة الدينية والحقيقة الفلسفية,استمد من فكر إبن رشد,بشهادة الفكر الغربي نفسه,فلكي نكبر ليس بالضرورة,علينا التحول إلى أقزام في متحف الحضارات القوية والمسيطرة,فلنا آدابنا المترجم,وقد اطلعت عليه الكثير من الحضارات الإنسانية,وثمنت محتوياته الفنية ورؤاه,وتصوراته لكيفيات الوجود,رغم وجود تفاوت زمني من حيث المنطلقات,فأمريكا اللاتينية,لا تقارن اقتصاديا بالكثير من الدول الأروبية,لكنها فرضت نفسها ثقافيا من خلال الآداب,رواية وقصة,لكن ذلك ليس مبررا,لأن نتخلص من الدونية تجاه أروبا ونذهب لدونية أخرى أمام أمريكا اللاتينية أو غيرها من الحضارات الأخرى,ونحن موقنون,بأن القدرات لا تورث,بل هي اجتهادات,مفتوحة أمام كل البشر,فقط يلزم التفاني في بذل العطاء,فأول ما يعترض تقدم وانتشار الثقافة العربية,ليس محتواها,بل طبيعة الدول والسلط القائمة في العالم العربي,التي أسست مشروع وجودها على الجهالة وليس العلم,على المادي وليس الرمزي,على الإقتصادي,الذي لم تفلح فيه وليس الثقافي,وبذلك هيجت المجتمعات التي تحكمها,فكرهت لديها الثقافة,وحرضتها على المثقفين,ودعمت الساسة المعادين للفن والثقافة,وسلحتهم ببرغماتية الحكم,فطردوا المثقف من توجيه السياسات العامة,وأقفلوا عليه أبواب الإنخراط في مؤسسات تمثيل الشعوب والتعبير عن حاجياتها ورغباتها.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة
- المغرب العربي والخليج
- السلفية السياسية وإسرائيل
- الوحدة العربية
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة
- حكومة العدالة والتنمية
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل


المزيد.....




- حسام حبيب يكشف تفاصيل صادمة عن حلاقة شيرين عبد الوهاب شعرها ...
- مأساة فيلم -Rust- في فيلم وثائقي جديد
- مجلة (هوية).. ملف خاص عن الشاعر خالد الأمين
- منشور تركي آل الشيخ يشعل أزمة بين صلاح الجهيني و-سعفان-.. ما ...
- إميل حكيم لـCNN عن توقيع اتفاق بين الحكومة السورية وقسد: اعت ...
- من الرواية إلى الشاشة.. كيف نقل مسلسل -شارع الأعشى- ماضي الر ...
- مخرج -تيتانيك- جيمس كاميرون يستعد لعرض -أفاتار: النار والرما ...
- غيث حمور: أدب المنفى السوري وجد طريقه أخيرا للوطن
- بوتين يكلف الحكومة بإحياء الذكرى الـ200 لميلاد الكاتب الروسي ...
- بعد الجدل حول -إش إش-.. مي عمر توضح موقفها وترد على الاتهاما ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الثقافة العربية