أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة هيكل - أنا وأنا














المزيد.....

أنا وأنا


غادة هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 05:58
المحور: الادب والفن
    


أنا وأنا
****
الكل نيام ، تدق الساعة السادسة والربع لابد وأن أنهض ، أواه رأسى ثقيل وكأن هموم العالم قد وضعت فوقى ، انهض أيها الجسد الكسول ، ما بك؟ انتظر أيها الصوت فانا أعرف واجباتى تماما ،فلتتركنى لحالى ، عقلى يدور كعقارب الساعة ولكن بالأتجاه الخطأ ، كم أثقلتنى تلك المواعيد المرتبة وهذا النظام ،
لماذا لم تعودى تحتملين ؟ لقد كنتى شعلة من النشاط فيما قبل !هل تسألنى أيها العقل المتخم بكل تلك الأمور ، ولما تُسائلنى اليوم ، أليس أنت من يعبث بى وبجسدى وتحاول إغرائى بكل تلك الأشياء ؟ هل تشتت جسدك بينهم وبين رغباتك ؟ هل أصبحوا الأن عبئ عليكى؟ أصمت أيها اللعين كيف تجرؤ على مثل هذا الكلام ؟، إنهم فلذة كبدى ، فرحة عمرى ، مرآتى التى أرى فيها طفولتى وشبابى وروعتى ونضجى وصباى وحتى غرامى .
اذن ما بك ؟،أصبحتى تحدثينى كثيرا عنه وعنك ،تتسائلين كثيرا من أنا ؟ هل لازلت تبحثين عنك؟
أواه منك ! ألا تصمت لقد تعبت من حديثك الممل سأنهض حتى تصمت.
أحاول النهوض يزداد ثقل رأسى أحتضن وسادتى ، وأطلق زفرات صدرى ، تخترق مسام الجسد المنهك والعقل الثائر، أحبو فوق سريرى كطفل كسول ، أتناول الأرض بقدمى على مضض،اواه مضت خمس دقائق ، سيتأخر ولدى على موعده ، لا زلت أترنح فى مكانى ، يباغتنى بكلامه ، اليوم أنت فقط تبحثين عنك ليس بعقلك سوى أنت وتلك الأفكار تراودك هيا اطيعى الصوت بداخلك وانزعى عنك تلك الأصفاد .
أى أصفاد لعنة الله عليك ؟
أصفاد صمتك ،أشواق روحك نحو الأنطلاق ، أطلقى العنان لتلك الأيدى وهذا اللسان فلينطق يطلب حريته ، يثور على واقعه ، ينادى على تلك الأشياء التى تسربت منك خلسة ، ليتوقف لك القطار مرة أخرى ولتنطلقى إلى آفاق الرغبة التى تتنازعك، ما زال هناك مكان لك بينهم أيهم تريدين ، يالك من بشع ؟
على أى شئ تراودنى وتحاول أمتلاك روحى فلترحل بعيدا عنى أيها المراوغ ، الكلمة هى سلاحى لن تغلبنى ،
فلتسكن كما أنت .
لو سكنت أنا لضاعت أمانيك فى زحام همومك ومتطلبات حيات الأخرين ،لسلبوا منك روحك قطرات واحدة تلو الأخرى حتى تفرغ ، يا الله !!! هى انطلقى إليه حتى يلحق بوقته مبكرا ،
انهض يا بنى هيا إلى مدرستك ، هيا لا تتعبنى ، قم الأن ، تعالى يا أمى بجانبى فلتعطينى من حنانك حضنا اولا ، هيا لا تراوغ قم فعندك ميعاد مقدس لا يجب التأخر عليه .
هيا اتركيه لقد قمتى بواجبك اجعليه يتحمل جزأ من المسؤلية ، واغتنمى لنفسك قسطا من الهدوء النفسى والروحى حتى يمكنك استكمال مسيرتك ، حتى لا تنهار قواك فجأة وتتركيهم جميعا وتنهى معهم أمالك فى الحياة ،
لماذا تعود دائما ألم أطلب منك الصمت ؟هل تحرضنى على التراخى عن واجبى ؟ لن أطلب مجدا على حسابهم أبدا
تعود من غفوتها ،تجد الولد نائم ، يعلو الصوت فى انفعال ،هيا قم ،
يفزع الصغير وينطلق مسرعا تساعده فى ارتداء ملابسه ينطلق إلى مدرستة .
هل انتهت المهمة ؟لا تنتظر دقات الساعة مرة أخرى .
الأن تنهض الفتاة إلى ميعادها ، هيا يا ابنتى إلى مدرستك ، أتركينى يا أمى خمس دقائق فقط .
أتركيها وأتركى نفسك لماذا لا يعطيك أحد خمس دقائق كتلك التى تطلبها ؟أكثير عليك خمس دقائق ؟
دائما يطلبون وتلبى بلا خمس دقائق ، اصمت فأنا لا أحتاج إلى أى دقائق فتلك حياتى اؤديها كما يحلو لى .
بل كما يحلوا للأخرين !!!!!
لماذا تقفين هكذا أجلسى بجوارها فليرتاح هذا الجسد تلك الثوانى ،
أجلس أنت بعيدا عنى وأتركنى لشأنى حتى أفرغ ، ومتى تفرغين لنفسك لذاتك ل أنت؟
تشيحين بوجهك عنى ؟
هيا يا ابنتى أنهضى ، تقوم فى تكاسل تحرك جسدها النحيف يمنة ويسارا تقترب منى تعطينى قبلة امتنان على خدى .
أنظر تلك هى روحى وحياتى ونشوتى وتعبى اللذيذ،
هكذا انتهت مهمتك الأولى ، ولا يزال هو هناك نائم يستمتع براحته ،هل تنطلقين إليه ؟لما ذا تتكاسلين الأن ؟
لا أتكاسل لم يحن ميعاده بعد، وهل تظلين هكذا مترقبة تخشين على جفونك أن تخدعك اذا أطبقتها فتستسلم للنوم ؟
ألم يكبر كفاية ليتحمل مسؤلية نفسه ويترك لك مساحة تستنشقين فيها هواء الصباح العليل ؟
هل صمتك هذا رضاء عن كلامى ؟الأن تفاضلين بين واجباتك ؟
انطلقت مسرعة تطرد افكارى من عقلها ، جلست بجواره ، اقتربت أكثر لعله يشعر بوجودها أصبحت أنفاسها تحرقنى أنا .
أواه الأن أنا الذى سيصمت فتلك المرأه ليس لحديثى صدى لديها فهى مكتملة العطاء ، ليس لذاتها رغبة فى الانطلاق بدونهم ، هم نسمة الهواء حولها ، وهم روعة القيد بمعصمها ، وصوتى ضجيج وأوامرهم جنتها ،
الأن سأصمت وأترك لك مهمة أيقاظه .



#غادة_هيكل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسى بين القطار والميكروباص
- السادس من اكتوبر
- ميرامار نجيب محفوظ
- أنهار محرمة


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة هيكل - أنا وأنا