غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 15:50
المحور:
القضية الفلسطينية
تأتي الذكرى (95) لوعد بلفور بعد حوالي عامين على تفجر الانتفاضات الشعبية العفوية التي غاب عنها تأثير القوى اليسارية والديمقراطية الثورية المنظمة في تحديد وتوجيه الانتفاضات صوب ربيع النهوض العربي الذي تتفتح فيه ورود وزهور العقل والتنوير والديمقراطية والغاء مظاهر التبعية والتخلف والفقر في مقابل تزايد تأثير القوى اليمينية عموماً وقوى الإسلام السياسي والسلفيين خصوصاً، ما يعني عودة ادوات الظلم والظلام بلباس جديد لاعادة تشكيل بلدان النظام العربي في إطار أشكال جديدة من التبعية للسياسات الأمريكية والنظام الرأسمالي العالمي بما في ذلك العلاقة التطبيعية مع دولة العدو الإسرائيلي تحت يافطة ما يسمى بالليبرالية أو الديمقراطية السياسية الشكلية ، من خلال القوى السياسية والاجتماعية المؤثرة ، ونقصد بذلك ، الجيش ورجال الأعمال والكومبرادور والقوى الليبرالية والإخوان المسلميـن التي لا تعترض على الاتفاقات المعقودة ولا تسعى إلى إلغاء العلاقة مع الولايات المتحدة ، بل على العكس تحرص كل هذه القوى ، خاصة الإخوان المسلمين على تكريس العلاقة ، وهو أمر غير مستغرب عبر قراءتنا لدورها السياسي ومصالحها الطبقية ، وهو دور مرتبط بوظيفتها الخاصة، الذي نلخصه في احتجاز تطور الشعوب العربية ، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ، وابقاء حالة التخلف والتبعية للغرب الرأسمالي حفاظاً على مصالحه في بلادنا ، إذ أن هذه القوى الطبقية والتيارات الدينية كانت وستظل حريصة على إعاقة ربيع الثورة وتعطيل أو تبهيت الصراع الطبقي بشعارات طوباوية غيبية، وهي بالتالي تعمل دوماً على إرجاع مسيرة الثورة الشعبية إلى الوراء، فهي ضد التنوير وضد الحداثة وضد الديمقراطية وضد الصراع الطبقي ، انطلاقاً من ارتباطاتها التاريخية بالإقطاع والأنظمة الملكية والبورجوازية التابعة بكل أنواعها ، ما يؤكد استعداداها لمهادنة الامبريالية والتعاطي معها ، وذلك هو مغزى وهدف وعد بلفور الذي جاء انعكاساً لمقتضيات المصالح الرأسمالية في بداية القرن العشرين، ومن ثم تسخير الأوهام الدينية التوراتية –التي تفتقر لأي أساس تاريخي – في خدمة تلك المقتضيات والمصالح...لكن سيرورة الثورة الشعبية لن تنطفىء ، بل ستشتعل من جديد معلنة بداية ربيعها الثوري الديمقراطي القادم لا محالة .
#غازي_الصوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟