|
قضية مفتوحة مفتوحة
صفوان الحريرى
الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 08:53
المحور:
الادب والفن
قال للمذيعة : اعترف أني مغرور انأ بعض الشئ فانا فنان ، والفنان مبدع خلاق ، في أعماقه الشعور بالتفرد والتفوق وقليلا من جنون العظمة في اخر معرض لي قالوا ان لوحاتي لا تقل في المستوى عن لوحات سلفادور دالي .... ولكنى تخلصت من شعوري هذا المريض حين نزلت لميدان التحرير مع الشباب اهتف للحرية شعرت ان كل البشر سواسية امام مكافحة الظلم والبحث عن الحرية قالت المذيعة : الم تلاحظ كثرة استخدامك الكثير لكلمة (انا ) كان هذا اول حوار له بعد الثورة ، ثورة 25 يناير وتلقفتني فجأة تقريبا كل قنوات التلفزيون العربية لاتكلم عن الثورة والثوار والتحرير والضحايا ، وفجأة بدأت كل الأضواء تسحب من حولي تطفأ او تخفت في إيقاع مريب .... تزامن هذا بعد ان رسمت لوحتي الأخيرة " النمل والجدران الحاكمة " منذ ان اشتهرت لوحتى هذه وانا أتعرض لمضايقات متنامية من السلطة ، مضايقات كان ابسطها ، أنني اعلم أن شخص ما ضغط علي زر في مطبخ الإعلام فإذا بهم يشيعون عني كل القصص البشعة ثم تم الإجماع من العقل الجمعي للوطن أنى فنان مجنون او مجنون فقط ولست فنان - حزنت ايام – كيف صدقت الناس سريعا اننى مجنونا ولست فنانا ، وفي النهاية غلبني طبعي المصري الطيب فحمدت الله أنهم لم يحطموا أصابعي مثل الفنان الفنان السوري علي فرازات او يقتلوني مثل الفنان الليبي قيس الهلالي . ولكن بعض فترة بدأت اشعر ان الاغتيال المعنوي اقسي من الاغتيال الجسدي ، احتل عقلي شعور بالذنب عميق العذاب ولهذا واظبت ليل نهار في محاولة ان أتفهم ما أغضبهم منى ربما أسلوب اللوحة -ألوان اللوحة ، او (غيرة) فنية من شخص ما عميل للسلطة ... لا لا عرفت الآن اه انه العنوان... العنوان اللعين " النمل والجدران الحاكمة " فهم شخص ما أنني ربما ارمز للحكام ، هو عقلي الباطن اللعين من اقترح هذا الاسم هو الذي وضعني في هذه الكارثة كمواطن معتاد أقررت بذنبي وتكيفت مع عقاب الله لي لكني تمردت على خنوعي بعد فترة وتحميل القدر بما لا يحمل وقمت في ليلة مفزوع اقول : لا انه عقاب السلطة الغاشمة وليس عقاب الله ...يبدو فعلا ان بدأت أتجنن . الكثير من الناس يتعاملون مع السلطة الحاكمة كأنها الله وكأن قوانينها وقواعدها هى قدر الله ، وبعض السلطات تسعد بترسيخ فكرة ان حكمها الهي او باسم الله - ثم فجأة عاد اتزاني بفكرة بسيطة "لأنني قيمة وقوة فعلوا هذا والا ما فعلوا هذا بي ". ورغم هدوئي الظاهر الا اني كنت متعب ، فالحياة تعقدت من حولي فلم اعد أتحمل خوف عمال البوفيه منى وهم الذين كانوا أصدقاء أوفياء لبقشيشي العالي ودائما يتصارعوا في الوصول إلي ويحيطوني بكلمات الباشا والبك .... ،اليوم يهربون منى وكل منهم يريد دفع الأخر بالطلبات لي فانا كما تعلمون الان مجنونا ، ورغم اننى كنت أصادق الكثير من المجانين وأحبهم فقد صرت أتصنع التعقل الشديد بعد التهمة الرسمية لي بالجنون ، اتصل بي الصديق بيير يعقوب ، وهو مثقف فرنسي كبير من أصل مصري من الإسكندرية - وكان مع الشائع يحسب إنني أصبحت مجنون ، وقال لي بعد التحيات المعتادة : لعلمك ان الرئيس الأمريكي السابق كان يعاني من مرض نفسي وتم علاجه لمدة ثلاثة أشهر المجتمع الغربي ينظر الى المرض النفسي نظره أخرى غير نظرتنا نحن الشرقيين - ضحكت وأكمل كلامه انه حجز لي في اكبر مستشفي فرنسي للإمراض النفسية ، قلت له أشكرك علي جهدك وللعلم كنت سوف اطلب منك هذا - للعلم لن يعلم احدا باني دخلت مستشفي إمراض نفسية للفحص او العلاج - قلت له بل من فضلك أريد ان ينتشر الخبر - وان يكون كل جهدك أنت وقل الأصدقاء هو نشر النتيجة على العالم - وصلت باريس واستقبلني بيير يعقوب ومعه بعض الفنانين الفرنسيين والأصدقاء من المثقفين اليساريين واحتفوا بي وشرحت لهم ما تعرضت له . - في اليوم الثاني دخلت طائعا الي المستشفي الفرنسي النفسي وكان الإجماع من مجموعة الخبراء اني "عاقل" بل واني في سواء نفسي غير عادى رغم الضغوط علي ، قال لي البروفسير "ليسو " ماتم ضدك هو جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس ، صدقني انا اعرف حاكم عربي استنفذ واستهلك شعبه وجرف عقله وانتهك ارادته ثم كان يقول في حزن ان شعبي كسول لم يستعد بعد لاستقبال الديمقراطية ان مجرمي السلطة هم اكثر مجرمي الارض حقارة وللأسف هم غالبا لا يحاسبون - لسبب ما جاءت مجموعة اخرى من الاطباء النفسيين الفرنسين اقاموا لي اعقد الفحوصات والاختبارات العلمية ، واصدرت الحكومة الفرنسية لي شهادة رسمية اني عاقلا اكثر من كل رؤساء دول المنطقة العربية ، تكتمت الصحف والقنوات الفرنسية والعربية الخبر لسبب ما ، لكل كيان حسابات واتفهم هذا ولا يزعجني - فجأة أذيع الخبر في قناة الجزيرة ، وفي قناة الحرة وقناة الفرنسية في توقيت واحد ، وارتبكت السلطات في الوطن فانا اعقل منهم رسميا ، فان كنت مجنونا فهم الاكثر جنونا ، وان وصموني رسميا وشعبيا عاقل فمن وراء المؤامرة ، بسرعة اطلق الاعلام كثيرا من الضجيج وادعوا أني حصلت على اكبر جائزة في الفن التشكيلي واني صنفت اني الفنان الاول في الشرق الوسط من النقاد ؟؟؟ - كالعادة هم يعالجون الكذب بكذب جديد وكثيرا من الدخان الذى تفقد معه الرؤيا ، في المطار اقاموا لي حفل كبير لاستقبالي اكبر من حفل استقبال الفريق القومي لكرة القدم بعد فوزه علي البرازيل ، كان في استقبالي وزراء وعسكريون واناس لامعة ساطعة لا اعرفهم الا من التلفزيون ولكنهم مهمين والتف الجمهور حولي ، وصاح أصدقائي من شباب التحرير عاقل عاقل عاقل ، ورغم اننى أحب المجانين كثيرا لكن سعدت كثيرا بهذا الهتاف وكانت بيدى لوحتى المشهورة " النمل والجدران الحاكمة " ارفعها للجمهور ، بين وقت واخر ، فجأة اخترق الحشد شابا ملتحي ومعه سيف ومزق اللوحة وقال ياكافر الرسم حرام الرسم حرام ثم اطاح براسي ، وألان تحاول زوجتى ان تحصل علي معاش بصفتي اني من شهداء الثورة لكن المسئول قال بوضوح صعب اولا هو مات في ساحة المطار ولم يمت مع الثوار في ميدان التحرير ، ثانيا لم يتم القبض علي القاتل حتى الان والقضية مفتوحة مفتوحة مفتوحة
#صفوان_الحريرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا احد يحملق في الحقيقة
-
قد سرقوا منا الثورة يا سادة عند صلاه الفجر
-
سبعة في سبعة (8) لماذا تحول الربيع العربي الى الذبيح العربي
...
-
قصائد الثورة
-
قصيدة شعرية -الخطاب الاخير لفخامة الرئيس-
-
قصيدة الثائر والداعر
-
سبعة في سبعة (7) وعند العرب كل انتخاب انتحاب
-
سبعة في سبعة (6) الرقص على حافة الديمقراطية
-
سبعة في سبعة(5)- الأعراض المزمنة للأحزاب الحاكمة العربية -
-
التهويمات السياسية وكتاب الف ليلة وليلة
-
الرئيس والجني ميمون الحكيم - قصة قصيرة -
-
الهروب من ضباب الموتى قصيدة مهداه الى الوطن العربي
-
سبعة في سبعة(4) - بين القهرو القحط الدينى
-
سبعة في سبعة (3) – فوقوا تصحو-
-
سبعة في سبعة(2) - اوسمة العار
-
سبعة في سبعة (1)
-
سبعة في سبعة
-
أربع مآذن في سويسرا وبرمجة الغضب
-
كان يخاف
-
أوباما جاى عشر ساعات
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|