تفسير الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى لآية الله والعلماء

خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 23:36
المحور: كتابات ساخرة
    

تفسير الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى
لآية الله والعلماء
تفسير الرئيس مرسى للآية القرآنية، بهذه الطريقة المنتشرة بين العامة وغير المتعلمين، يجعل الله يخشى وأخاف على الرئيس من دعاة معاقبة المسيء إلى الذات الإلهية. ولكنْ بعيدا عن هذه المخالفة فى صلب العقيدة وتصوير الله على هذا النحو الذى يجعله سبحانه وتعالى يخشى البشر (وأنا على كل حال لست ضليعا فى علم الكلام ولا اللاهوت) أخشى على الرئيس من ثورة معلِّمى اللغة العربية وسدنة هذه اللغة فى مجمع اللغة العربية ومجامعها فى العالم العربى لأن الرئيس يبدو هنا مخالفا للمادة الثانية من الإعلان الدستورى التأسيسى (الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية فانتُخب الرئيس على أساسه) فهى تنصّ على أن العربية هى اللغة الرسمية للدولة فى مصر. وأخشى على نفسى الاتهام بالإساءة إلى الذات الفرعونية لرئيس الجمهورية عندما أقول إن فخامته بدا جاهلا بالنص الدقيق للآية فى القرآن وبأبسط قواعد النحو والإعراب التى لا يجهلها تلاميذ المدارس فالفاعل فى نص الآية وهو "العلماءُ" مرفوع بالضمة بصورة تخرم العين، ووفقا للإعراب فإن الذى يخشى هو العلماء وليس الله، أما لفظ الجلالة "اللهَ" فمنصوب بصورة تخرم العين أيضا لأنه مفعول مقدَّم لحكمة بلاغية بالطبع. ولجهل الرئيس بالنص الدقيق للآية أو لجهله بالإعراب العربى خالف القرآن ووقع فى شبهة الإساءة إلى الذات الإلهية وخالف المادة الثانية من الدستور بشقيها (الإسلام دين الدولة والعربية لغتها الرسمية وباقى المادة الشهيرة ليس مقطوع الصلة بهذا) ووقع فى "شبهة" الإساءة إلى الدين أو ازدرائه وفى "يقين" مخالفة الدستور وإهدار أبسط قواعد النحو والإعراب فى اللغة العربية. ولو كان الرئيس المخلوع مبارك هو الذى قال هذا لبلعنا له الزلط لأنه كان جاهلا بكل علم دينى أو لغوى وبكل فكر على عادة العسكر ربما باستثناء العلم العسكرى. أما الرئيس الأيديولوچى فله شأن آخر. إنه يسيء بهذا أيضا لجماعة الإخوان المسلمين والمرشد العام وحزب الحرية والعدالة وللإسلام السياسى كله. والرئيس مرسى هو رمز مصر (ربما أكثر من الهرم الأكبر ومعبد أبى سمبل) وقد وقع فى كل هذه الأخطاء والإساءات ليس بقصد الإساءة والازدراء بل ببساطة لجهله بالقرآن من ناحية وللإعراب من الناحية الأخرى. ولحماية رئيسنا المفدَّى من الحسبة والمحاسبة أقترح إلغاء كل مواد تجريم الازدراء ومنح حرية الخطأ لرئيس الجمهورية بشخصه وصفته لأن انشغاله بالصلاة فى مختلف مساجد مصر وبزيارة مختلف دول العالم يحرمه من الوقت الكافى للقراءة والدرس فى الدين واللغة. وأرجو من السلفيين (ومن الجلى أنهم أكثر علما بالدين مقابل تفوق الإخوان عليهم فى العلم بالدنيا) تفويت الأمر بسلام كما أرجو من المواطنين جميعا التزام الهدوء وإطاعة أولى الأمر فينا فالقرآن دستورنا يا أُمَمْ...... وأقول لكل مَنْ يعملون من الحبة قبة إن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وأنا أدعو له بالتوبة والمغفرة حفاظا على هيبة الدولة ومقام رئيسها ورأسها ورمزها (والذى كان ينبغى عليه أن يحذر من أن يضيف إلى قائمة عداواته التى نجح فى وقت قصير فى صنعها مع الجميع هذه العداوات الجديدة مع القرآن والذات الإلهية والنحو والإعراب ومع دين الدولة ولغتها الرسمية ومع إعلانها الدستورى التأسيسى وهو أساس شرعيته!)!

#خليل_كلفت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات