أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - سوريا: السلطة المعبودة والدولة المقهورة














المزيد.....

سوريا: السلطة المعبودة والدولة المقهورة


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقهقرت الدولة لتخلي مكانها لفكرة السلطة في سوريا وصارت في عهد حافظ الأسد أكثر تغوّلا. في سورية سلطة تحاول تقليد الدولة في محاكاة هزلية, وكان كثير منا في أوساط المعارضة يغازل أية إشارة تصدر يمكن حملها على محمل الدولة, مع علمنا أنها طارئة ومخاتلة ولا تبني تراكما, ممنيّن النفس بأن ما هو سلطوي قد ينقطع وينزوي إلى خلف عقل النظام, كنا نحاول إقناع أنفسنا بأن هناك جيشا نتغنى ببطولاته ونعتبره خطا أحمر, وكان مباح له خرق القوانين المدنية فالأولوية للعسكري في طابور الحياة, أما إذا كان هذا العسكري من المخابرات فعليك أن تخلي كل المساحات ليحتلها وأنت تصطنع ابتسامة بلهاء لتنال الرضا بل لتتوقّى عواقب لم تكن في حسبانك.
كان الكثير منا يعلم أن القضاء مسرحية هزلية, لكنه يسير في اللعبة إلى نهايتها وغالبا ما كان يخسرها أمام قوة الخصم وضعف ذمة القضاة, بل إن رهطا من المعارضين قد وقر في وهمهم أن شيئا ما لدى النظام ينبغي الحفاظ عليه, وقد هللنا غير مقتنعين بخطاب القسم الذي ألقاه الرئيس الوريث, وأسميناه مشروعا ثم ما لبث أن لحسه ليعيد إنتاج النظام القديم.
بذل حافظ الأسد أقصى جهوده لحبك سلطة لا تنهار إلا إذا انهار الوطن بأسره, وكان يسد ثغراتها ويرتّق خروقها, بالعنف الوحشي تارة وببعثرة قوى الخصوم تارة أخرى, مستفيدا ـ دوليا ـ من لعبة الحرب الباردة وتأثيراتها على المنطقة العربية, ليس ذلك فحسب بل إنه ربط مصير سلطته بوضع إقليمي اتسم بالهشاشة والتعقيد لتداخل المصالح الدولية والقطرية والقبلية, كما إنه جعل من مقولة الصراع العربي الصهيوني والقضية الفلسطينية مجرد أوراق للعب فيها لجعل وضعه مريحا, ولم يكن ينافسه أحد في المقدرة على ممارسة اللعبة إلى منتهاها.
ولأن المال يجلب ثقافته فإن البترودولار انثال حاملا ثقافة الاستهلاك المادي والعهر الأخلاقي وشراء الذمم والفنون الهابطة والتشدد العقيدي, كما دخل المجتمع في دوامة الاحتراب الداخلي الذي انتهى بسيطرة للسلطة العصبوية وهزيمة نكراء للمجتمع الذي ما انفك يتكيّف عبر تقديم التنازلات تلو التنازلات حتى بات المواطن عاريا من الحقوق مثقلا بالواجبات.
لا أريد أن أخوض مع الخائضين بذكر مثالب وأخطاء الثورة,على فداحتها, فالثورة السورية لن تكون أملا للجميع إن لم تعد بناء التوازن بين الحقوق والواجبات, وإنجاح معركة بناء الإدارة المدنية في المناطق المحررة, وعدم التهاون مع المخالفات والخروقات ومحاولة البعض استغلال الثورة لبناء ثروات ومراكز قوى فالثورة المضادة تطل برأسها قبل وصول الثورة إلى غايتها, مهددة بالقضاء على كل أمل حملته الثورة السورية بخلاص الإنسان والمجتمع السوري, وليعلم الثوار أن الثورة السورية هي أمل لكل المظلومين والمحرومين في العالم, لأنها تعزز مقولة (إن الشعوب العزلاء قادرة على هزيمة أعتى قوة على الأرض إذا امتلكت الإرادة لصنع التاريخ).



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صيغة لا غالب ولا مغلوب صالحة للوضع السوري؟
- مبادرة للحوار الوطني في سورية
- سوريا: نحو هبوط آمن للوطن
- مصر المحروسة: أدخلوها بسلام آمنين(نوستالجيا)
- هل انطلقت ثورة الشباب العربي؟
- هنيئا للبشير بانفصال السودان
- ما لم يقله أبو الطيب المعري
- الواطي
- أنشودة الملل
- من يتذكر البيرسترويكا ؟
- جمر الكلمات
- حكاية سقطت سهوا من ألف ليلة وليلة
- يوميات السجن هو شي منه شاعراً
- ملامح من الفكر النقدي عند ياسين الحافظ ( منهج الشلف التأويلي ...
- لمحات حول المرشدية
- شهوة الشعار
- عودة الروح القدس إلى دنيا الكروب
- البغل والناعورة
- ما بين التكفير و التخوين شعرة: في السجال حول مقالة ياسين الح ...
- في هزيمة أمريكا و انتصارها


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - سوريا: السلطة المعبودة والدولة المقهورة