أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الطبقة الضائعة المنتجة














المزيد.....

الطبقة الضائعة المنتجة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استطاعت فئاتُ البرجوازية الصغيرة العربية أن تنتجَ التحولَ في بلدان ولم تستطع في بلدان أخرى.
في البداية فإنها الفئاتُ المنتجةُ الثقافية السياسية، والطبقةُ البرجوازيةُ الغنية عادةً لا تدخل الصراعات السياسية خوفا على ثرواتها، بينما الطبقة العاملة تكون هي أدواتُ البرجوازيات الصغيرة في التضحية والنشاط.
حين تحدث الأزمةُ البنيويةُ في نظامٍ ويعجزُ عن تطوير قوى الانتاج فإن التحولَ يتم بقيادةِ تلك الفئات الصغيرة المطحونة من أهل القمة والخائفة من الانزلاق للحضيض.
هذه الفئاتُ البرجوازية الصغيرة عادة مشتتةٌ، متذبذبة، متصادمة بين تيارات دينية وتيارات تحديثية، بين أقصى اليمين وأقصى اليسار. هي فسيفساء فكرية تنظيمية فكيف تستطيع أن تقودَ وتغير المجتمعات؟
حين ركب الضباطُ الدبابات عبروا عن حراكها، قفزوا على التأني واعتمدوا المغامرة، حين قاد قادةُ الثورةِ في روسيا والصين ومصر وإيران وكوبا وغيرها عبروا عن تياراتها وأشكال تجليات وعيها.
في تدني علاقاتِ الانتاج في عالم الشرق والدول الناهضة عامة، لا تظهر طبقاتُ الإنتاج الرئيسية، البرجوازية والعمال، فتقوم شرائحُ البرجوازية الصغيرة بلعب هذا الدور وتصنعُ ايديولوجيات مضللة عادةً تخفي الطابعَ الحقيقي للتطور، وتؤدلجهُ حسب ظروفها ومصالحها وصعودها. وحين تتصاعد التطورات الاقتصادية الاجتماعية تحدث عملياتُ الفرزِ أو الجمودِ بعدم القدرة على حل التطور الرأسمالي فتعيشُ المجتمعاتُ أزمةَ هويةٍ اجتماعية حتى تأتي فئاتٌ برجوازية صغيرة أخرى وتحلّ التناقضَ من دون أن تتمكن من بناءِ مجتمعٍ تحديثي متكامل، لكونها لا تحملُ أسلوبَ إنتاج، فينتظرُ التطورُ نمو الطبقتين الرئيسيتين: البرجوازية والعمال، للقيام بالمهمة حسب حلقاتِ نمو قوى الإنتاج الحديث.
هذه الفئاتُ هي صانعةُ الأفكار والثقافة والتنظيمات السياسية والاجتماعية، وتشتتها بين اليمين واليسار، فهي صانعةُ التطور وصانعةُ الخراب، صانعةُ التجديد وصانعة التخلف، وحين تنشدلا الكثيرُ من فئاتها لبرنامج سياسي تحويلي متقارب تحللا ساعةُ التغيير.
في الفارق بين غربِ العالم العربي وشرقه نجد كيف تحولت المقارباتُ الفكريةُ الاجتماعية بين فئاتِ البرجوازية الصغيرة في غرب هذا العالم إلى إزاحة للبيروقراطيات الحاكمةِ المهدرةِ لفائض القيمة الوطني، واتفق بعضُ اليسار والليبراليين واليمين الديني على فتح الطريق للتحول بتوحيدِهم جماهير كبيرة لهذا الطريق. ويظل هنا طابعُ التشكيلة الرأسمالية مغيّبا، فمازالت الأدلجةُ وإلباسُ التطورِ أزياءَ الأحزاب ومستويات معرفتها وشعاراتها سائدا.
فهل تقوم قوى البرجوازية الصغيرة الجديدة بأدلجة شعاراتها وإضفاء طابع مطلق على حكمها؟ أم تعتبر نفسها قوى مرحلية حتى صعود النظام التحديثي العالمي في العالم العربي؟ سبق للعينة الاجتماعية نفسها أن أضفتْ طابعا مطلقا على مفاهيم نسبية مؤدلجة للاشتراكية والقومية، والآن الفئات الاجتماعية نفسها لا تعتبرُ نفسَها نسبيةً ومرحلية بل مطلقة لكون الجثوم في السلطة غير المحددة المضمون يخلق هيمنة. الاختلافُ بسبب مستوى التطور الراهن وكون القواعد الاجتماعية من ذات الطبقة الواسعة، كما أن المفاهيم الدينية تخلق فهما لسلطة أبدية أشد حدة وأكثر تسطيحا.
في المشرق العربي لم تستطع البرجوازيات الصغيرة صناعة التوحيد الحداثي الديمقراطي الإسلامي الإنساني، فرأسمالية الدولة الإيرانية العسكرية تمنعُ برجوازيات صغيرة واسعة من مقاربة الحداثة والليبرالية والديمقراطية، فيما فئاتٌ واسعة أخرى متذبذبة بين الليبرالية والديمقراطية في الرأسماليات الحكومية العربية. التضاد في المشرق بسبب تناقضٍ ثانوي حُول لتناقض رئيسي مدمر، ومن دون تجاوز هذا التناقض يستحيل على عدة بلدان خلق وحداتها وتطوراتها التحديثية الديمقراطية.
في المغرب العربي مشروعٌ ديمقراطي واعد وفي المشرق نزاعٌ قومي يلبسُ ملابسَ المذاهب ويوجه الشعوب الى الصدام الخطر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيةُ بين المسيحيين والمسلمين
- الإخوانُ وولاية الفقيهِ
- موقفُ المتنبي (2-2)
- موقف المتنبي (1-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (2-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (1-2)
- الفرديةُ الحرةُ المفقودة
- المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف
- الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)
- الماويةُ وولايةُ الفقيهِ (1-2)
- قوى توحيديةٌ بين المعسكرين
- تجاوزُ التطرفِ المحافظ
- الأزماتُ والتحولاتُ
- التوحيدُ والتطورُ السياسي (2- 2)
- التوحيدُ والتطورُ السياسي
- سذاجةٌ سياسيةٌ
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ


المزيد.....




- أوباما ينتصر لبايدن ويدعو الأمريكيين للاختيار بين من قضى عمر ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين بشدة مصادقة إسرائيل على -شرعنة ب ...
- -كمائن الموت-.. -كتائب القسام- توجه رسالة مصورة للجيش الإسرا ...
- -نيويورك تايمز- تدعو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي
- ماسك يقدم فرضية بشأن من يحكم الولايات المتحدة
- استطلاع: 66% في إسرائيل يؤيدون اعتزال نتنياهو للحياة السياسي ...
- الجيش الأميركي يدمر 7 طائرات مسيرة للحوثي ومحطة تحكم أرضية
- رئاسيات موريتانيا.. نحو مليوني ناخب يتوجهون لمراكز الاقتراع ...
- -سنتكوم- تؤكد تدمير سبع مسيّرات ومحطة أرضية تابعة للحوثيين
- إسرائيل - حزب الله.. حظوظ التسوية الدبلوماسية


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الطبقة الضائعة المنتجة