الاسلام وازدراء الاديان ....... الجزء الثالث

ابو الحق البكري

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 23:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في الصحيحين ، عن ابي سعيد الخدري ، عن النبي ( صلعم ) قال : اذا كان يوم القيامه اذن مؤذن لتتبع كل امه ماكانت تعبد ، فلا يبقى احد كان يعبد غير الله من الاصنام والانصاب ، الا يتساقطون في النار حتى اذا لم يبق الا من كان يعبد الله من بر وفاجرغير اهل الكتاب ، فتدعى اليهود فيقال لهم : ماكنتم تعبدون ؟ قالو : كنا نعبد عزير ابن الله : فيقال لهم : كذبتم مااتخذ الله من صاحبة ولا ولد : فماذا تبغون ؟ قالو : عطشنا ياربنا فاسقنا ، فيشار لهم الا تردون ، فيحشرون الى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في اللنار .
ثم تدعى النصارى فيقال لهم : ماكنتم تعبدون ؟ قالو كنا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال لهم : كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم : ماذا تبغون ؟ فيقولون عطشنا ياربنا فاسقنا ، قال فيشار اليهم الا تردون ، فيحشرون الى جهنم وكانها سراب يحطم بعضه بعضا ، فيتساقطون في النار .
اذا كان الرب الرؤوف الرحيم يسال عباده وخلقه يوم الحساب ماذا تبغون ليجيبو ومن هول الصدمه اللاهوتيه انهم عطشى .. فيسقيهم ربهم نارا بدلا من ان يسقيهم ماءا ويسقطهم ناره التي يحطم بعضعها بعضا ..فما معنى ان تسالهم ايها الخالق العظيم ماذا تبغون ..!!!!
اذا كان الرب بهذه القسوه على خلقه من عباده كما تطلعنا كتبه المقدسه فبالتاكيد سيكون عباده من المؤمنين اكثر دموية وشدة وقسوه ايمانا منهم بان هذا الطريق هو المؤدي الى جناته حيث الحور العين وماتشتهي الانفس كما انه الطريق الحق لابعادهم عن التساقط في نار جهنم عند مواجهة الرب يوم الحساب .
ان رجلا من المسلمين قال : يارسول الله مااعقل فلانا النصراني ، فقال (صلعم ) غاضبا : مه انه كافر لاعقل له ، اما سمعت قول الله : وقالو لوكنا نسمع او نعقل ماكنا من اصحاب السعير .
الاصابه -- الجزء الثاني -- الصفحه 40
وعن ابي موسى قال : قال رسول الله : اذا كان يوم القيامه دفع الله الى كل مسلم يهوديا او نصرانيا فيقول : هذا فكاكك من النار ................ صحيح مسلم -- الجزء الثامن -- الحديث 104
مه انه كافر لاعقل له ، صدق رسول الله الذي امرنا ربنا بطاعته حين قال : واطيعو الله واطيعو الرسول ، كما امرنا بطاعته في مواطن كثيره حتى لاختلطت علينا الاوراق حتى عدنا لانميز بين طاعة الله وطاعة رسوله لكن وفي احيان كثيره باتت طاعة رسول الله اكثر ضرورة واهميه ، لذا فقد اعتاد المسلمون على جر الصلوات عند ذكر محمد ولم تجر العاده على ذكر شيء حين يذكر الله ، وهذا ناتج بالتاكيد من المبالغه الاسلاميه لشخص محمد .
مه انه كافر لاعقل له ، نعم يارسول الله انهم كفره وقردة وخناوير اخزاهم الله وهم مجموعة من المهابيل اللذين لاعقل لهم ولادين ، وما صنّعهم الرب وصنعهم وابقاهم على الارض الا ليخدمو المسلمين ويدفعو لهم الجزيه وينساقو كالقطيع امامهم وعبيدا مطيعين وعلى ان لايعفيهم ليكونو حطب جهنم وفكاك للمسلمين يوم تقوم الساعه ، فهم لم يخلقو الا ليكونو عبيدا في دنياهم وفكاك في الاخره من النار للمسلمين .
بهذه الرؤى وبهذا العقل وبهذه التخاريف يفكر المسلمين ، لابل يعيشون ويعتاشون معها ، ويتصرفون افقها ويدفعون الاحداث باتجاهها حتى ليكون ذلك سلوكهم العام ، ووفق هذا المنهج وهذا التفكير وهذه المعطيات يتحرك المسلمون في محاولة لاخضاع العالم وتطلعاته وافكاره الى سلوكيتهم الدمويه والى تغيير قوانينه التي تدعو للحريه وحقوق الانسان كما انهم يحاولون جاهدين تحجير العقول وادانة كل ما من شانه ان يؤشر باتجاه توسيع مساحة الحريات .
انهم اليوم يطالبون المجتمع الدولي بتشريع قانون ازدراء الاديان والذي هو بحد ذاته كاف لتجريمهم والاساءة الــــيهم بحسب الافكار والمعتقدات المدونه في كتبهم ومايصدر عنهم من تصرفات تسيء للاخرين وللانسان بشكل عام ، وهم يسعون الى توجيه الاتهام بالاساءه للاخرين كي يشدو انظار العالم باتجاه اخر بعيدا عن سلوكيات المسلمين وممارساتهم واخلاقياتهم .
امر عمر بن الخطاب بهدم كل كنيسه لم تكن قبل الاسلام ومنع من ان تحدث كنيسه ، وامر ان لايظهر صليب خارج من الكنيسه الا كسر على راس صاحبه ، وشدد عمر بن عبد العزيز بان لايترك في دار الاسلام بيعة ولاكنيسه بحال قديمه اوحديثه
وقال الحسن البصري : من السنه ان تهدم الكنائس التي في الامصار القديمه والحديثه ، ويمنع اهل الذمه من بناء ماخرب
واما الامصار التي مصرها المسلمون كالبصره والكوفه وبغداد فلا يجوز احداث الكنائس فيها ولو وجدت واحدثت وجب هدمها حتى لواختار الامام ان يقر اهل الذمه فيها فلو اقرهم مع الذمه ( على ان يحدثو فيها بيعه او كنيسه او يظهرو فيها خمرا او خنزيرا اوناقوسا لم يجز ) وان شرط ذلك وعقد عليه الذمه كان الشرط والعقد فاسدا وهو اتفاق من الائمه لايعلم بينهم فيه نزاع .
احكام اهل الذمه -- ابن القيم الجوزيه -- الجزء الثاني -- الصفحه 120
هكذا يامر خلفاء العدل امراء المؤمنين في الدولة الاسلاميه ، ولو خرج احد الامراء او الخلفاء عن هذا النص ليضع شرطا لاحداث كنيسه اوماشابه مقابل عقد الذمه فعلى المسلمين ان يفهمو بان هذا العقد فاسد وملغي ولايعمل بموجبه وهو اتفاق من الائمه لايختلفون بينهم ولايتنازعون .
هكذا هي الاوامر الاسلاميه ، وهم يتحدثون عن احترامهم للحريات وعن ايمانهم بالديمقراطيه وفق هكذا شروط ، انهم مازالو يصرون على ان الاسلام وشرائعه هو الضمانه الاكيده والوحيده لحريات الاخرين ، انهم مازالو يتصورون بان العالم في غفله ويمكن خداعه والضحك عليه وتمرير المخططات الدمويه التي في اذهانهم عليه .
ايها المسلمون الافاضل .. انظرو الى تخلفكم .. تبعيتكم .. همجيتكم .. رعويتكم .. عليكم ان تعو بان افكار الصحراء ماعادت قادره مطلقا على اختراق المدنيه ولايمكن بحال من الاحوال الغاء العقول الانسانيه التي تفاعلت مع العلوم والفنون والابداع بكل اتجاهاتها وتربت عليه وعلى كل ادواته وتقنياته .. لم يعد ممكنا اخضاع هذه العقول للسيف والدمويه التي تنفذها عقارب الصحراء ، ان العالم يعيش مرحلة الرقي ، انه قطع اشواطا عديده عبرت به افاقا بعيده وبعيده جدا حتى لاصبح مستحيلا ايقافه او اخضاعه للرعوية والتخلف .
ايها السادة الافاضل .. هذه مجموعه من الاحاديث الاسلاميه المقدسه التي تحمل قدرا عاليا من المحبة والموده والاحترام للاخرين ، تمعنوا فيها لتعرفو مقدار الحرية التي يمكن ان يتمتع بها الاخرون لوشاء الله وقبض الاسلاميون على السلطه ومقاليد الحكم .
روى السكوني عن جعفر بن محمد عن ابيه عن ابائه عليهم السلام ان المرتد عن الاسلام تعزل عنه امراته ، ولاتؤكل ذبيحته ، ويستتاب ثلاثا فان رجع والا قتل يوم الرابع ...... من لايحضره الفقيه -- الجزء الثالث -- الحديث 334
روى حماد عن الحلبي عن ابي عبدالله عليه السلام في المرتدة عن الاسلام قال : لاتقتل وتستخدم خدمه شديده وتمنع عن الطعام والشراب الا ماتمسك به نفسها ، وتلبس احسن الثياب وتضرب على الصلوات
من لايحضره الفقيه -- الجزء الثالث -- الحديث 335
وقال الامام الصادق عليه السلام : لاتستعن بمجوسي ولو على اخذ قوائم شاتك وانت تريد ان تذبحها .
من لايحضره الفقيه -- الجزء الثالث -- الحديث 391
قال الامام الصادق عليه السلام لابي ربيع الشامي : احذروا معاملة اصحاب العاهات فانهم اظلم شيء
من لايحضره الفقيه -- الجزء الثالث -- الحديث 390
حتى اصحاب العاهات الذين يجب علينا ان نهتم بهم ونرعاهم وندعمهم من اجل ان يكونو فاعلين ومؤثرين ومنتجين لمجتمعاتهم ، يحذر الاسلام من الاختلاط والتعامل معهم لابل يعتبرهم اظلم شيء .
كفاكم عهرا فكريا ومساومات واستهتار بقيم الانسان ، كفاكم تهريجا وثرثرة وعبثا بالانسان وحريته وكرامته ، ولّى زمنكم من غير رجعه ياخفافيش الظلمه الا ممن مازالت عقولهم تعتاش على جيف الموتى والفضلات وافرازات عصور الخرافة والخلافه والجحور الرطبه ورائحة الدم وقصاصات السحره والشعوذات والخزعبلات الدينيه .

#ابو_الحق_البكري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات