أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد حميد الموسوي - ليتذكر اللبنانيون.. ليتعظ العراقيون














المزيد.....

ليتذكر اللبنانيون.. ليتعظ العراقيون


السيد حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وانتم على شفا حفرة من حرب الاخوة الاعداء .. اذكركم ايها اللبنانيون .
وانتم على جرف هار .. اعظكم ايها العراقيون .
حرب الثلاثة والثلاثين يوما التي دارت رحاها واستعر أوارها بين "المقاومة اللبنانية وإسرائيل"، وضعت أوزارها مؤقتا وكشفت ما كشفت، وتركت ما تركت من دروس وعبر تستحق الاقتفاء والاقتداء والتأمل، إذ برغم اشتداد الهجمة الإسرائيلية برا وبحرا وجوا وما خلفته من هلع ورعب وما سببته من دمار وخراب وما أشاعته من فوضى واضطراب في جنوب لبنان وضواحي بيروت خاصة.. وأرجاء لبنان عامة، برغم ذلك وغيره لم تسجل حادثة مدانة واحدة!، ولم يرصد سلوك شائن او تصرف معيب.. وعلى كافة المستويات ومختلف الصُعد!.
ألوف القذائف والصواريخ والأعتدة التي أطلقتها "المقاومة" لم تصب المساجد والكنائس والحسينيات والمعابد. لم تستهدف الأسواق والمدارس وتجمعات العمال والمخابز والحلاقين وعمال النظافة. لم تخرب شبكات الماء والكهرباء والمجاري.
لم تدمر أنابيب وصهاريج نقل النفط. لم تحرق دوائر الدولة ومؤسساتها ومصانعها. لم تقتل الأطباء والأساتذة والمعلمين. لم تخطف الأجانب لغرض الابتزاز. ولم تنل من البعثات والسفارات والقنصليات. لم تتعرض للإعلاميين والصحفيين وشبكاتهم. لم تطل الرياضيين وملاعبهم وأولمبياتهم. لم تسط على المصارف والمتاجر. لم تعبث بالمال العام. ولم تعث في البلاد فسادا. هذا على مستوى المقاتلين.
أما على مستوى المسؤولين: فقد كانو في أتون النار هم وأبناؤهم وأخوانهم.. لم يختبئوا بحجة واهية.. لم يفروا بذريعة رسمية.. لم ينهزموا مع أول شرارة، لم يهربوا على دراجة بخارية، ولم يختبئوا في أعشاش عنكبوتية. وعند انقشاع الغبرة سارعوا بجمع المساعدات والتبرعات الإنسانية وباشروا بتوزيعها على العوائل المتضررة فورا وتولوا الإشراف على بناء ما تهدم وإعادة إعماره من أول يوم توقفت فيه النيران. لم يعقدوا صفقات وهمية.. لم ترصد حالة فساد مالي واحدة.. ولم يهرب أحدهم بالجمل بما حمل!.
وأما على مستوى الناس الاعتياديين.. المتضررين المنكوبين الذين سويت بيوتهم بالأرض ودفن تحت أنقاضها من دفن ونجا من نجا.. وفروا يبحثون عن ملاذات آمنة.
فلم يقتحموا دائرة أو مؤسسة أو مصنعا لنهب ما فيهم واقتلاع الأبواب والشبابيك والبلاط. لم يهاجموا المتاحف والمعارض والمنتديات ويستولوا على أثاثها ومقتنياتها. لم يستبيحوا المتنزهات والساحات العامة ويشيدوا عليها بيوتا وأكشاكا. لم يحرقوا المصارف والمتاجر والمحلات ولم يسرقوا المال العام والخاص. لم يهربوا الآثار والمخطوطات واللوحات والتحف والمقتنيات القومية والوطنية. لم يحوروا سياراتهم الخاصة بجعلها صهاريج لخزن أكبر كمية من الوقود وبيعه على الرصيف بسبعين ضعفا. لم يزوروا أرقاما فردية وزوجية لسياراتهم لتتزود بالوقود على مدار الساعة. ولم يزوروا بطاقات تموينية إضافية ولا شهادات جامعية. لم يخلطوا الطحين بالجص. ولم يبيعوا شاحنات المواد الغذائية مع حمولتها الى دول مجاورة، لم.. ولم.. ولم يذبحوا بعضهم بعضا ولم يخربوا بيوتهم بأيديهم. وحين عادوا بأيديهم الخالية باشروا برفع الأنقاض والنفايات وشق الطرق وتفقد الناجين وتشييع الشهداء!.
جمعتهم مصيبة الحرب. ووحدهم حب لبنان. فمزقوا بطاقاتهم الشخصية. وألغوا هوياتهم العرقية واستعاضوا عنها بنخلة.. عفوا أقصد شجرة أرز!!.
إن حصادا بهذه الوفرة المباركة. وحصيلة بهذا السمو.. وإحصائية بهذا النقاء.. وسلوكا هذه نماذجه.. لجدير بالتقدير والاحترام، وأدعى للفخر.. وأوجب للتقليد والاقتداء.



#السيد_حميد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللعيد همومه
- افضل من الخير فاعله
- سلطات الاستبداد
- متى تفعلوا قوانين حماية الفقراء ؟.
- صناع الحياة .. مضوا
- وقود الزمن الرديئ
- لحس الكوع
- ديمقراطيتكم في خطر
- ارثنا المضاع
- عاشر النياسين
- العراقيون جديرون بقيادة العالم العربي
- العراق بين علل الداخل وطعنات الخارج
- طائفية وشوفينية المعارضة السورية
- رواد الثورات ومختلسو ثمارها
- من اعطى لأميركا حق الوصاية على العرب ؟!.
- تسمع منظمات حقوق الانسان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد حميد الموسوي - ليتذكر اللبنانيون.. ليتعظ العراقيون