أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - حراك التغيير في الكويت.. فرصة تاريخية














المزيد.....

حراك التغيير في الكويت.. فرصة تاريخية


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل الظروف السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، يطل علينا حراك التغيير، بوصفه فرصة تاريخية لتثبيت قواعد جديدة للحياة، والعمل في إطاره لبناء المستقبل. هو لن يكون مجرد شعار فقط، بل يجب أن يؤسس، في ظل أهداف وآليات واضحة، لمرحلة مهمة من مراحل بناء الواقع. فظهوره يبدو طبيعيا في ظل استمرار عقود من الانسداد السياسي وفي ضوء تقوقع سيطرت عليه مختلف صور الهيمنة باسم الديموقراطية.
ويبدو البعض، اصحاب الدفع بنوايا التغيير، الخائفون من تفاصيله "الشيطانية"، يترددون في الانضمام إلى الحراك، لأنهم يفتقدون العزم اللازم، بسبب الغشاوة التي يفرضها معادو التغيير على رؤيتهم، بعدما وضعوا لها ثلاثة عناوين غير واقعية، الأول: انه يهدف إلى الانقلاب على الحكم، الثاني: انه سيؤدي إلى هيمنة "الاخوان المسلمين" عليه وعلى تفاصيل الحياة، الثالث: انه سيزيد في تأخير عجلة التنمية المتأخر أساسا.
إن الخوف من "شيطان" التفاصيل يجب أن لا يجعلنا نخشى من أن نخطو صوب التغيير، فالتفاصيل لا يمكن أن تبدأ، ولا يمكن أن تأخذ حيزا في التشكيل، من دون مشاركة مسبقة فاعلة في تثبيت "أسس" التغيير، فهي - أي الأسس - ستفتقد قيم الحرية والتعددية واحترام حقوق الإنسان إذا تخلى عنها أصحابها، وذلك لا يعني أنها لم تكن مفقودة فيما قبل التغيير، لكنها تعني ضرورة عدم التخلي عنها في مرحلة حساسة راهنة من تاريخ الكويت.
إن هدف التغيير ومساره يحتّمان تجاوز أطروحات البعض الهادفة إلى تصوير المشهد الكويتي وكأنه اختيار جبري بين ثنائيتين هما: الهيمنة الفردية أو الهيمنة الجماعية، وإعطاء الأولى بعض التأييد خوفا من نوايا الثانية. فلتلك الثنائية عنوان آخر واضح وصريح فرضته تطورات الأوضاع، وهو: إبقاء الوضع السياسي على ما هو عليه دون إدخال آلية تحرك الإنسداد، أو الدفع بالتغيير والاستفادة من أي نتائج يمكن حصدها من الانفتاح من أجل أن تقرر الشعوب مصيرها.
إنه لأمر غريب أن يعتبر البعض التغيير هو حق يراد به باطل، حيث جعل الكفة السياسية والثقافية للمتغيرين في جانب واحد، فيما هو متعدد ومتباين لا يملك التفاصيل المفصلة جدا بل يستند إلى بعض "الأسس" المتفق عليها بين المختلفين. كما عجيب أمر هؤلاء حينما يتجاهلون حق الديموقراطية الذي يراد به باطلها لعشرات سنين مضت من قبل الحكومات، ويصرون على استمرار ذلك دون أن يحركوا ساكنا إلا لنقد التغيير الجديد والقائمين عليه والمشاركين فيه. وكما تقول السعودية مضاوي الرشيد: "يخوفونكم ان المعارضات ستصادر حقوقك و حرياتك، لكن التهويل لن يفيد.. ثنائية الراعي والرعية انتهت بعد ان جردها الحكام من مفهوم رعاية المصالح الوطنية.. فنحن نستحق ان نعيش كباقي الامم و ليس كرعية بل كمواطنين يتمتعون بحقوقهم في تقرير مصيرهم.. من يخاف من تدني الحريات الشخصية (بعد التغيير) لن يقنعنا انه كان يعيش في ربوعها".
ما يحذر منه البعض من أن الكويت مقبلة على حل ثوري سينتهي إلى اختطاف نظام الحكم، هو تضليل متعمد ضد ما يحمله الحراك من أهداف، وضد ما تشهده البلاد من أحداث. هو تحذير ينافي هدف التغيير الساعي إلى فتح أفق الإصلاح السياسي. فشماعة الحل الثوري لا تتفق مع مختلف صور الخلافات السياسية، ولا مع حلولها المطروحة بكل شفافية على الطاولة. فالبلاد لا تعيش هاجس تغيير النظام، كالذي حدث في دول عربية عدة، والشعب يعيش على طموح الإصلاح المتأمَّل من عملية التغيير. ونقد الصورة التقليدية غير الديموقراطية في إدارة البلد، هو عنوان التغيير، وهو ديدن الحراك الشبابي، وهو ما تطالب به، أو ما يجب أن تطالب به، مسيرة كرامة وطن.
إن من يعتقد بأن آلية العملية التغييرية تخالف الكثير من مواد الدستور وقوانينه، عليه أن يعي بأن جل الحراكات التغييرية في الدول ذات الديموقراطيات الحقيقية، وحتى الناقصة، سواء في أهدافها أو في آلياتها، يجب أن تنبع من القيم التي بات العالم الحر متفقا عليها وعلى وسائلها التعبيرية. تلك القيم وآلياتها أصبحت كونية وباتت لا تستوعبها الكثير من دساتير دول العالم الثالث ومنها الكويت، وإذا ما استوعبتها فإنها قد تتعرض لقراءة تغاير غايات تلك القيم وتتفق مع أهداف قلة تعارض التغيير.

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقف العالي للإصلاح.. في الكويت
- -الرقيب- السياسي والديني.. في الكويت
- قرار الأغلبية -غير الديموقراطي-
- -تحديات- مرجعية الشاهرودي في النجف
- المساس بالنقد
- أسلمة القوانين
- الصنمية
- النسوية الإسلامية
- مشروع -الأمّة- الشمولي
- المعادلة الطائفية في مجلس الأمة الكويتي
- الفردانية.. و-الربيع- العربي
- علمانية التيار الوطني
- التعددية.. وتعديل المادة الثانية
- الحلال والحرام
- -كونا- وما أدراك ما...
- الحقوق.. حينما تتسيّس
- العقلانية والأخلاق
- الأربعاء -الأبيض-
- -الربيع-.. ونقد المثقف
- الله وغرضية العالم


المزيد.....




- رد فعل غريزي مدهش.. فيلة تشكّل -دائرة تأهب- لحظة وقوع زلزال ...
- -يشمل نزع سلاح غزة-.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإس ...
- مؤتمر دولي حول السودان في غياب طرفي الصراع، وارتفاع الانتهاك ...
- الزائر الأحمر يربك سماء العراق وأكثر من 1800 حالة اختناق
- شركة يابانية تكشف عن ذئب آلي (فيديو)
- عريضة إلى نتنياهو من وحدة السايبر الهجومي والعمليات الخاصة ب ...
- مقتل 19 مدنيا وإصابة 85 آخرين بهجمات أوكرانية على مناطق روسي ...
- غوتيريش يعرب عن قلقه البالغ إثر استهداف مستشفى الأهلي في غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل قصف غزة.. قتلى وجرحى وتدهور غير مسبوق ...
- الخارجية اللبنانية: المحادثات مع الرئيس السوري كانت بناءة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - حراك التغيير في الكويت.. فرصة تاريخية