أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد النور إدريس - حلم شهريار














المزيد.....

حلم شهريار


عبد النور إدريس
كاتب

(Abdennour Driss)


الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 08:15
المحور: الادب والفن
    




حلم آخر للسواد

هب

أن الحلم بياض يسوِّد جسد الليل

أو رغبة عطشى

تحاول أن تستيقظ فيّ

أو شهادة سبحانها من سحَر..

/يقول فيها النهر/

هب

أني حلم سمكة

تبتهل استسقاءا للفيضان”


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للحفرة عمق المتاهة .. الثوب يحكي سجن الجسد .. وضع البذرة باسمه ذكرا ، وكان لا يتقن سوى إنجاب البنات، كانت كل البطون الجديدة تحمل له أملا في نهاية هذا البستان ..

راية الفتح لا تحملها أقدام تعشق الهاوية، إنه زمن اللهب الذي يسيطر على المشاهد التسع التي رقصت في فراغ البطن وبطن الفراغ..

إنها النهايات التي يحسها عميقة تمشي في عروقه أخاديدا ناشفة تجيء من الغيب لتحمل أقنعة يشدها ” العار” !!

” ملعون أبو البنات”….

اللعنة حيلته لتبرير العجز لقد أصبحت المساحيق رسالتهن إلى جيبه.. لقد أصبحت الأرغفة التي تخرج من الفرن كثيرة.. الفقر لا يقتل، إنه يصرع، يشل، يعبق الجو طاقة من فيض الانتحار والتلاشي…

يبدو أن استهلاك هذا الموضوع داخل حياته اليومية يضع بين يديه لحظات قاسية تزكي تلك السباحة الكلامية التي تتناسل في تساؤلاته التي لا تنتهي…

” ملعون أبو البنات”….

ذاك ما كان يردده كلما فاضت همومه وجراحه المحشوة بالملح، من أطول طريق مر به نحو أعشاب الشعوذة والتعاويذ…

لطفولته ماض لا يفهمه ولا يتذوق شقاوته إلا هو .. إنه ماضي حاطب الليل..

كان أكثر الصبيان حبّا وتعلقا بالدُّمى، كان يجد في اهتماماته فرحا ولذة.. كل الدمى بيده لا تمل السقوط على الأرض.. تنتهي الأحزان لتفتح الذكريات أفقا على الماضي، إن الحي لم يتغير.. ما زالت ملامح الذكرى واقفة ضد التبدل… الظلام والوحل هي الميزة الشاعرية التي ما زالت حاضرة في ابتهالات أطفال اليوم الذين يعبثون بالزوايا والأضلاع…

إنه ينغرس ولا ينهض إلا فراشة… له حكاية مجنونة مع الأنثى تبتدئ من عشق الدمى إلى عبادتها.. كان صاحيا فأسكرته تأوهات الأقداح.. بدت نظراته غير مستقرة.. شاردة..هشة..عابثة برياح أغنيته نحو عقم الهمس ومآقي الصراخ.. نحو سن اليأس الذي اقتات من رحم زوجته… إنه قانون الأنوثة…

..لم يوزع في حياته التحيات ” المستوردة” كما فعل يومها… ذاكرته واضحة التقليد.. ملأى بالوصف.. إنها أوسع بقعة للنوم… نوم الفُزَّاعة.

” ملعون أبو البنات”….

قافلة فريدة للضياع والهجر.. إنها متاهة الأنثى، لا وجود للذكر الذي يؤسس للخروج من هذه الذكرى – المتاهة.

قافلة فريدة للضياع والهجر..إنها متاهة الأنثى، لا وجود للذي يؤسس للخروج من هذه الذكرى- المتاهة..

ضاع في حنايا الشفاه..يعتصر أحلامه متجها بحماس نحو طبيبه الخاص.. إنه يستعجل قناعته في أن يحتفل بالدمى متألقة يغص بها ريقه ليعيش لحظات ممزقة فاضت بها ذكريات النساء..

قصة قصيرة بقلم عبد النور إدريس



#عبد_النور_إدريس (هاشتاغ)       Abdennour_Driss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة في وعي الثقافة الأمازيغية
- أسرار الكائن الرمادي: قراءة سيميائية في -أوراق ميت- بقلم د, ...
- بين الأنا الشعري والأنا الصوفي :قراءة سيميائية في ديوان -الع ...
- عندما ينتمي الاشتهاء إلى دوائر الصمت : قراءة جندرية في ديوان ...
- نساء القصيدة الرقمية : قراءة في ديوان -تمزقات عشق رقمي -للشا ...
- قراءة سيميائية في ديوان معلقة باريس للشاعر عبد الله الطني
- إصدار قصصي جديد للأديب عبد النور إدريس موسوم ب-جمجمتي.. وأنا ...
- المساحات الكاليغرافية للحكي في المجموعة القصصية ورثة الانتظا ...
- قراءة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين أو نهاية المدرسة
- إصدار جديد للدكتور عبد النور إدريس موسوم ب- النقد الأدبي الن ...
- عشيقة رقمية
- خريطة الأخضر-هايكو
- إصدار جديد للكاتب عبد النور ادريس بعنوان الثقافة الرقمية من ...
- بيت الأدب المغربي ينظم حفل توقيع ديوان الشاعر شنوف محمد
- التوازن المُختل بين البعدين السياسي والاجتماعي بالمغرب
- مشروعية الكتابة بالجسد
- فطنة ساردة رقمية
- رعشات عابر سرير
- جمجمتي…وأنا…
- مفهوم الفشل الدراسي مدلولات تعدد التسمية واضطرابها


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد النور إدريس - حلم شهريار