|
الدولة الاسبانية: يوم 14 نوفمبر يدلنا على الطريق الواجب !
اليسار المعادي للرأسمالية- إسبانيا
الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 11:01
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
سيكون يوم 14 نوفمبر يوم إضراب عام بالبرتغال و بالدولة الاسبانية. و ستشهد بلدان عديدة جنوب أوربا تعبئة ملايين الأشخاص ضد بتر الأجور و الإنفاق الاجتماعي و قانون العمل، وضد تفكيك الخدمات العامة، وضد عمليات إنقاذ البنوك بالمال العام... سيكون هذا أهم فعل جماهيري يُخاض حتى الآن رفضا لسياسات التقشف و تشريك خسائر البنوك المطبقة بالاتحاد الأوربي ضد الطبقة العاملة.
يكتسي نجاح يوم التعبئة هذا أهمية أساسية لاستمرار النضالات ضد التقشف النيوليبرالي على الصعيد الأوربي، و من أجل الحؤول دون فرض الخروج من الأزمة على النحو الذي هندسته النخب الرأسمالية.
إن الاتحاد الأوربي النيوليبرالي أداة جبارة بيد الرأسمال الأوربي الكبير بقصد فرض سياسات اقتصادية و اجتماعية مطابقة لمصالحه، أي تقليص عام للأجور باسم "التنافسية"، وتصفية حقوق العمل لتسهيل التسريحات و الهشاشة، و تفكيك الخدمات العامة لخلق "جيوب" أرباح جديدة للرأسمال، و تحويل ديون البنوك إلى ديون عمومية على حساب النفقات الاجتماعية، و عودة النساء إلى البيوت و إلى المهام المنزلية، و تقليص الحقوق الديمقراطية و زيادة القمع البوليسي...
إن عواقب هذه السياسات على بلدان جنوب أوربا كارثية و تؤدي إلى تدمير للنسيج الصناعي و التجاري، و إلى إفقار متزايد الحدة للطبقة العاملة و ارتفاع التذمر الاجتماعي و رفض التقشف. إن نير الديون و أولوية سداد الفوائد على حساب تلبية الحاجات الاجتماعية الأساسية قد تحولا غلى عبء ثقيل يسحق شروط حياة الأجيال الراهنة و القادمة, و على العكس، في بلدان شمال أوربا تأثرت قطاعات عريضة من الطبقة العاملة و من الحركة النقابية بالتفسير النيوليبرالي لأزمة الديون الذي مؤداه أن الخطأ خطأ مجتمعات الجنوب المبذرة و غير المنتجة.
يستوجب إحباط خطاب الاتحاد الأوربي و سياسته توحيد الأهداف و الفعل لدى مجمل الطبقة العاملة بالقارة – و بالمقام الأول في جنوبها، و بالتقدم ببرنامج مشترك ضد سياسات التقشف و إتاحة امتداد له في تعبئة على الصعيد الأوربي.
يتطلب هذا رفض الميثاق الجبائي و إعادة رسملة البنوك بالمال العام، و المطالبة بافتحاص مواطني للديون و رفض ما ليس مشروعا، و توطيد التضامن و أواصر النضال بين من يقاومون اليوم في الخط الأمامي ضد التقشف: اليونان و البرتغال و الدولة الاسبانية. يستدعي هذا ، باختصار، وضع النموذج الراهن للاتحاد الأوربي موضع سؤال.
جلي أن ليست هذه أهداف الدعوة إلى يوم تحرك في 14 نوفمبر، و انه في هذا المضمار، مضمار البدائل للسياسات التشقفية تظهر أكبر أوجه ضعف هذا النداء. و مع ذلك كله، يدلنا يوم 14 نوفمبر على الطريق الواجب سلكه، أي طريق تنسيق النضالات و التجارب و البدائل على صعيد أوربي. كما يمثل هذا التاريخ الجواب الضروري على تكيف بعض القطاعات النقابية مع الخطاب النيوليبرالي: إذ يبين لها أيضا الطريق الواجب عليها نهجه. هذا ما يجعلنا نساند يوم 14 نوفمبر مساندة تامة.
هذا النداء إلى الإضراب ضروري على نحو خاص في الدولة الاسبانية ، ليس بوجه ترددات القيادات النقابية [ الاتحاد العام للعمل و اللجان العمالية] بصدد كيفية مواصلة التعبئة بعد مظاهرة 15 سبتمبر و حسب، بل أيضا لأن الحكومة تسارع، بعد الاستراحة الناتجة عن الانتخابات الإقليمية، إلى الشروع في طور جديد من التقشف (استراحة نسبية لأن غالاردون لم يضيع وقته بإطلاق إصلاح لقانون العقوبات من أجل تجريم العصيان المدني، و زيادة الغرامات القضائية، و كذا الإصلاح المعلن لقانون الوقف الإرادي للحمل).
في الحالة الحاضرة، يظل طلب عملية إنقاذ، التي تدعي الحكومة استبعادها، حتمية مع ذلك. وحتى لو جرى بقطع صغيرة، ستكون عواقبه على اقتصاد منكمش كارثة بكل تأكيد: ارتفاع الديون العامة، قضم كبير في نفقات الدولة، و إغلاق مقاولات عامة، و تسريح كثيف للشغيلة في القطاع العام و تقليص كتلة الأجور في الإدارات العامة. إنه ميدان خراب اجتماعي بكل معنى الكلمة.
بوجه هذا السيناريو، يجب أن يمثل 14 نوفمبر نهاية مرحلة و بداية أخرى. يجب طي الصفحة التعبئات الجزئية و المشتتة زمنيا، و الخطابات الخجولة التي تدعو الحكومة الى تصويب الرماية و الأوهام إزاء التشاور الاجتماعي و المفاوضات- التي لن تعود بجميع الأحوال، و التي أبانت، فضلا عن ذلك، ومنذ سنوات، عن لاجدواها للظفر بحقوق جديدة.
يجب أن يكون 14 نوفمبر بداية دورة جديدة من التعبئات وفق خطة و تنظيم، قادرة على ممارسة ضغط لا ُيحتمل على الحكومة من أجل إنهاء سياساتها. يجب علينا أن نبدأ من أسفل بناء عمل جبهة نقابية و اجتماعية و سياسية ضد الاقتطاعات و التقشف تدمج أيضا مطالب حركة الساخطين (15 –مايو و 25 –سبتمبر).
في هذا الاتجاه، يتعين على الحركة النقابية بوجه عام، و النقابات الأكثروية بخاصة، أن تتبنى المطالب الاساسية للحركات الاجتماعية، من قانون انتخابي جديد قائم على النسبية و المساواة، و افتحاص مواطن للديون، و احترام حق أمم الدولة الاسبانية في تقرير مصيرها.
يجب على الحركات الاجتماعية ، و اليسار المعادي للرأسمالية، و الحركة النقابية البديلة، أن تدفع سويا لجعل يوم 14 نوفمبر يسير أبعد مما تسعى إليه القيادات النقابية ( نقابة اللجان العمالية و الاتحاد العام للعمل) كي يشكل هذا التاريخ فعلا انعطافا. في هذا الاتجاه نحيي بوجه خاص قرار نقابة الاتحاد العام للعمل المشاركة في إضراب 14 نوفمبر بنداء خاص منها مع تأجيلها الإضراب الذي قررت ليوم 31 أكتوبر. أن الوحدة في النضال هي أيضا أمر أساسي اليوم.
إن المهمة الملحة هي بناء هذا الإضراب العام من أسفل، بخلق مساحات وحدوية في المقاولات و الأحياء و المدارس و الجامعات من اجل إضفاء طابع شعبي عليه، و جعله نجاحا، كي يكون 14 نوفمبر صيحة قوية ضد الاقتطاعات و التقشف و الحكومة، وكي تنمو القدرة على التصدي للتعديات. يجب أن يكون 14 نوفمبر يوم تعبئة عامة يضطلع فيها العاطلون و ضحايا هشاشة الشغل و ذوو المعاشات و المهاجرون و نساء البيوت بدور نشيط ويكون لهم بروز دال.
يجب أن تفيد تلك المساحات الوحدوية كأدوات بناء الإضراب، حيث تتعزز الأواصر بين المستعدين للمقاومة، و أن تفيد كذلك للمطالبة بأن يكون لها دور في القرار، أن تقرر فعلا " تسيير" الإضراب العام، و أن تقرر كيف و بأي شكل تواصل التعبئة، و أي بدائل يجب التقدم بها بوجه التقشف، الخ.
هذه هي المهام التي سيكرس لها مناضلو اليسار المعادي للرأسمالية ومناضلاته كل قواهم.
حزب اليسار المعادي للرأسمالية - الدولة الاسبانية
24 اكتوبر 2012
نقله عن الاسبانية موقع http://www.avanti4.be
تعريب المناضل-ة
الرجاء من كل مستعمل لهذا النص المعرب الإشارة إلى مصدره
#اليسار_المعادي_للرأسمالية-_إسبانيا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|