ارتفاع الطلب على سلة العنب

مصطفى الخيكاني

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 05:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

(والله ما كانت لي في الخلافة رغبة , ولا في الولاية إربة، ولكنكم دعوتموني إليها، وحملتموني عليها) هذا اقتباس من كتاب نهج البلاغة عن قول رجلٍ لهُ في المناقب جمعها وفي المثالب عقمها انهُ الإمام علي (علية السلام) في معرض رده على موقفه من الخلافة في زمنٍ كثرت فيه الفتن وارتفع فيه الطلب على سلة العنب ( سدة الحكم ) متناسين إن لهذا المنصب مقومات واستحقاقات وترى في رجالهم الباطل يصارع الحق والجاهل يزاحم العاقل وأما علاقة زمننا هذا بذلك الزمن فهي علاقة الناسخ والمنسوخ وما أشبة اليوم بالبارحة.وعلى ضوء ما تقدم يمكن القول, إن الرداء يجب إن يناسب قياس صاحبه إلا انه في زمننا هذا وفي العراق تحديداً ظهر لنا حزبان متضادان : هما حزب المطرقة والسندان تفكيرهم مستنبط من ارضٍ جرداء يحبان العنب بشكل مفجع وهم لا يعرفان عن الزراعةُُ شيئا ولا حتى كيف يُلبس الرداء تقاسموا العنب فيما بينهم فاختار حزب المطرقة العنب الأصفر المُترب لأنة باهت يُشبه صنيعهم بينما اصطفى حزب السندان العنب الأحمر القاتم لأنة يُشبه طبيعتهم الدموية , وذات يوم لم يكن للمزارعين من خيار فسلموا حزب المطرقة أرضهم بعنبها فحول شتلات العنب إلى أرضه الجرداء وبعد انتهاء الموسم لم يجنِ المزارعين من العنب شيئاً وعادت الكلمة للمزارعين مرةًً أخرى فكرروا خطئهم واختاروا المطرقة ليس حباً بل خوفاً وحرصاً منهم على إن لا يعمد السندان على إفراط عنبهم في مياه الخليج العربي والنتيجة ماذا ؟ عادت الأحزاب بنفس برامجها وكذلك لم يجنِ المزارعين من العنب شيئاً ! كفى مضيعةًً للوقت فقد علمتنا الأيام إن لكل زمان رجال فأين رجال زمننا هذا أما آن الأوان لصاحب الرداء بان يفصح عن نفسه والله لقد مللنا ضوضاء الحديد بين المطرقة والسندان وبالطبع لا يخلو بلد عظيم مثل العراق من رجل حكيم قادر على قيادة العراق إلى بر الأمان واني أطالبك أيها الرجل الحكيم أن تزاحم وتجتاح السفهاء لا تعتبره نزولاً إلى مستوياتهم ولكن هنالك أيتام يحدون الأمل لهم رعاية كريمة وانه لتكليف شرعي ووطني بان تعاد شتلات العنب إلى ارض العراق الخصبة ليأكل المزارعين من خيراتها .

#مصطفى_الخيكاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات