ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 25 - 00:52
المحور:
الادب والفن
الأربعاء 24 تشرين الأول : ........... يومية : إبراهيم جوهر - القدس
الزعتر يريد أرضا
الصباح الملفّع بغيوم زائرة أجبرني على ارتداء ما يقي البرد ؛ لم أعد أحتمل لسعات البرد النهارية فما بالك بلسعات الفجر الأكثر برودة !
سألني صديقي المثقف العنيد مستغربا : كيف تحتمل لباس الشتاء هذا ؟!
لم أقل له : صرت أخشى لسع البرد ! أنا لا أحتمل اللسع أيا كان مصدره ! لم أقل : لا شحم يقيني في الجسم ! الشحم ربما أذابته الهموم !
احتفلت المدرسة صباح اليوم بالعيد ؛ الطلبة بمساعدة مسؤولة الأنشطة احتفلوا بالعيد والمناسبة ، فكانت كلمات ،وفقرات تقليد ، وقصيدة ، وألعاب .
كنت أتمنى أن يكون في المدرسة قاعة تقي الطلبة حرّ الصباح أو برودة الأرض ! لا قاعة للأنشطة الطلابية في المدرسة .
( أمس طلب رئيس لجنة أولياء الأمور أن أتحدث مع طلاب الصف التوجيهي في إحدى مدارس المقاولات التي انتشرت مؤخرا بشكل مقلق ! عدد الطلاب 150 طالبا لا مكان واحدا يجمعهم ؛ لا قاعة في المدرسة !)
الحمد لله لوجود غرف صفية ! لا داعي للقاعات !
هل كان للزعتر دور في حالة الاكتئاب المفاجئة التي اعترتني ضحى اليوم ؟!
لست أدري ، لكني شعرت بغربة ، وحزن ، وضيق وسوداوية بعد تناولي (ساندويشة) الزعتر !
( الزعتر الأصلي ينشّط الذاكرة والدماغ وينير الذكاء . الزعتر المقلّد ؛ المغشوش " الصيني" له آثاره ومضارّه ...كيف لي بالحصول على زعتر بلدي ولا أرض باقية ، لا جبال تحضن الزعتر ، ولا قوانين تسمح بجمعه !)
أريد زعترا حقيقيا مع زيت بلدي يعمر مائدة الصباح ، وساندويشات الطلبة .
اليوم شهد ازدحاما مروريا ملحوظا أثار الأعصاب . الطرق لم تعد تتسع للسيارات متزايدة العدد . في حيّنا الطرق شقّت لتسير سيارة واحدة أو حافلة على أكثر تقدير . اليوم قبيل العيد والوقفة وجنون التسوّق والازدحام مثير الأعصاب تذكّرت مقولة (التدافع بالمناكب) بين البشر .
هنا تدافع بالمقاود ! والإطارات !
ليت الزعتر يجد مكانا لينمو ! ليت الصفاء يدوم
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟