أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - الإسلام السياسي ومعالجة مخلّفات الدكتاتورية














المزيد.....


الإسلام السياسي ومعالجة مخلّفات الدكتاتورية


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من خلال استقرائنا لما يجري في الساحة السياسية العربية وبالاخص البلدان التي كانت مرتعاً لما يسمى بالربيع العربي والتي رزحت سنين طوال تحت انظمة موغلة في الدكتاتورية ، لاحظنا ان هذه الشعوب التي ابتليت بالنهج الدكتاتوري تقبل بايّ حلّ من اجل خلاصها وقد يصل بها الحال الى الرضا بكل الوسائل التي من شأنها ان تخلصهم من براثن العهد الدكتاتوري المقيت وتحاول ان تتمسك بحبل النجاة الذي يمدّ اليهم حتى لو التفّ هذا الحبل حول رقابهم وأخذ بخناقهم كالذي حدث في العراق اثناء الغزو الامريكي والاحتلال البغيض الذي حدث في 9/4/2003 اذ لم يجابه الشعب المعتدين الغزاة ولم يقاومهم إلاّ بحدود ضيقة جدا بالاخص في الأيام الاولى للاحتلال بسبب الفرح الغامر لنهاية العهد الدكتاتوري دون الإلتفات الى ما سوف يسببه من ويلات وكوارث لاحقة
ولأن الدكتاتورية تورث الظلم والجور والاضطهاد والكبت وتستخدم اعتى انواع الاساليب دموية وقهرا وتمسك بخناق الرعية المغلوب على امرها ؛ نرى بان الشعوب ترضى باية وسيلة قد تنقذه من حالة الغرق في المستنقع الدكتاتوري .
قديماً صاح الاغريق صيحتهم المدوية : " أين الهمج البرابرة ؟؟ تعالوا اغزوا بلادنا " ؛ كل ذلك نكايةً بالدكتاتورية حتى اصبح الاحتلال اهون بكثير من نظم قاهرة ظالمة متعسفة مثلما درج في امثالنا العربية / حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض
اليوم يتشبث الشعب بطروحات الاسلام السياسي الذي أخذ يتصاعد مع التغييرات الجديدة رغم انها طروحات غائمة وضبابية لانكاد نرى فيها ملامح الخلاص والانقاذ والانتشال من حُفر البطالة والازمات الاقتصادية الجمّة ومعالجة الفقر والعوز وايجاد السبل الكفيلة والحلول العاجلة لمشاكل الناس في مجال الصحة والاسكان والتعليم والزراعة وغيرها الكثير الكثير مما يتطلب معالجته سريعا وهي معظمها - ولنقل كلها- نتاج العهد الدكتاتوري البائد
ويرى البعض ان هؤلاء الاسلاميين لايعوّل عليهم كثيرا اذ لايجب ان نرسم أملا كبيرا للخلاص طالما ان ايدلوجيتهم تركض وراء القشور وتعاف الجوهر فما يهمهم بالمرأة ان ترتدي الحجاب او النقاب اكثر مما يهمهم ان يرتدي الفقراء كسوة تقيهم برد الشتاء وحرّ الصيف وتترك البطالة تنخر في المجتمع ولاتضع حلولا اقتصادية ناجعة لمعالجة الازمات التي تعصف بالمواطن كالغلاء والتضخم ويظل البلد يعيش ظروفا قاسية وتدهورا صحيا وانعداما شبه كلّي بالخدمات العامة ويتفشى الفساد المالي وتزداد مظاهر الفقر كما نراها الان واضحة المعالم في بلادنا الثرية بخيراتها دون ان تظهر مظاهر الثراء على اغلبية السكّان وانما على أقلية ونخبة حاكمة ومسؤولين سياسيين ورعاة دين وقادة احزاب مع الملتفّين حولهم
ويبدو ان الاسلاميين اليوم يعيشون ازمة صراع بين المثل العليا التي نادى بها الاسلام والواقع المعاش المليء بالتناقضات والازمات التي تنخر البلاد والعباد ويبدو لنا ان البطالة الهائلة بين صفوف الشباب وزيادة نسبة العاطلين هي أمّ الازمات عدا عن الفروقات الطبقية الواسعة بين فئات المجتمع والاختفاء التدريجي للطبقة المتوسطة المحرّكة لدفّة التغيير وينتابنا الشك في استطاعة الاسلاميين وضع الحلول الناجحة السليمة لهذه الازمات واستئصالها من بنية المجتمع لكنهم قد ينجحون في التخفيف من وقعها وضررها من خلال منح هبات غير سخية ورواتب الحماية الاجتماعية وغيرها من المساعدات غير المثمرة وسدّ الرتوق بخرق بالية ؛ لكنها سرعان ماتظهر على السطح مجددا في سنين لاحقة . ولنضرب مثلا في المرأة التي صارت اكثر من نصف المجتمع وفق الاحصاءات الاخيرة ؛ كيف يتم فصل جنس الذكور عن الاناث في عصر اصبح من سماته الضرورية الاختلاط في معظم مرافق الدولة ان لم نقل كلها تقريبا وكيف يتم سلب حقوق المرأة كحق العمل والكسب والرغبة في الدراسة والسفر وتحقيق احلام الكثير من نسائنا وطموحاتهن للرقي للحصول على المراكز المهمة وتبوؤ مناصب حساسة وهامة
ترى كم هي مريرة وقاسية تلك النظم الدكتاتورية التي عشنا في دوّامتها حينما تجرنا الى اتخاذ " حلول " وأية حلول عرجاء سببت المزيد من الخراب وبمرور الايام يتضح ان هذه الحلول ماهي الّا أزمات تضاف الى أزماتنا المزمنة بحيث تصبح جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحلّ



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مضْغةٌ من حنين
- القصيدةُ الثانية لابن زريق البغدادي
- هكذا يفضحون الفاسدين
- فصلٌ مُتهتِّك في - الهوى -
- يدي في الكتاب ورِجْلي في الرِّكاب
- تجارب صحفية جريئة خلاّقة
- لحْسُ الكوعِ...وأشياءٌ أخرى
- مصيدةُ الوطن وانفلاتُ المنفى ومابينهما
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/ الجزء السابع
- القوّة الناعمة ..سحرُها وتأثيرُها
- الزيارة الأخيرة لمقهى اللوكسمبورغ
- بشرى وترتعشُ الشفاهُ...
- سودانيّون في -أرض الموساد-
- سيجار هافانا
- عشاءٌ عراقيٌّ في القاهرة
- نزلتَ وحلاً وحللْتَ قحلاً
- مقاطع شعريّة برفقة صيغ التفضيل
- ثلاث قصائد
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء السادس
- من قصائد الفتوّة - بشرى-


المزيد.....




- أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي الس ...
- إطلاق سراح ثماني رهائن إسرائيليين وتايلانديين من غزة، مقابل ...
- ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا ل ...
- بيسكوف: لا اتصال بين بوتين وترامب بشأن حادث تحطم الطائرة في ...
- القائد -الظل-.. من هو محمد الضيف؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
- إقبال كبير على المنتجات الروسية.. روسيا تشارك في معرض ليبيا ...
- مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
- الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة أم روابة بشمال كردفان
- تقرير يكشف معلومة -غريبة- عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي ...
- -الشبح- الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - الإسلام السياسي ومعالجة مخلّفات الدكتاتورية