أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سجالية المعارضة في المغرب














المزيد.....

سجالية المعارضة في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤكد أن طبيعة الحكومات تؤثر في المعارضة,وتتأثر بها في الوقت نفسه,إيجابا وحتى سلبا,كما أن الحكومة تتحدد هويتها بطبيعة تركيبتها السياسية الحزبية,فكيف تأثرت حكومة العدالة والتنمية بتركيبتها,وكيف أثرت هي بدورها في المعارضة السياسية في المغرب؟؟
1 تركيبة الحكومة
إنها تشكيلة غريبة,فهي تجمع بين الطيف السياسي المغرب,المحافظ التقليدي,كحزب الإستقلال,والتقدمي الحداثي,التقدم والإشتراكية,ثم حزب العدالة والتنمية,كحزب سياسي ديني,محافظ في كل أطروحاته,والمتأمل لبرامج هذه الأحزاب,تنتابه الحيرة,ويسأل عن كيفية حدوث التقارب السياسي بين هذه المكونات,التي لا يمكن تصور أية صيغة للتقارب الإيديولوجي,وفق التجارب السياسية,في الدول الديمقراطية,حتى التي ليس لها تاريخ عريق في التجارب السياسية التمثيلية,أو التي لم تلتحق بها إلا متأخرة,مما يقود إلى الأحكام السابقة على نظام الحكم المغربي,الذي لا يمكن أن يطاله التغير,في نظر هذه التصورات,حتى إن غير الدستور,ووسع صلاحيات الحكومة,وسمح لها بتطبيق برامجها,كسلطة لها حق رسم السياسات العامة,بدون أية تدخلات من سلط أخرى,كان يعتقد انها المتحكمة في التسيير الإستراتيجي للمغرب,وبذلك بدت مكونات الحكومة,وكأنها تنفذ ما هو مرسوم مسبقا في برامج أخرى خفية,سمح لها بالإطلاع عليها,وهي فقط عليها السهر على تنفيذها,مما يجعل من الدستور,وثيقة شكلية,يؤول وفق الحاجات السياسية,وطبيعة التحالفات المشكلة للحكومة,مما يعني,أن تناقضات الأحزاب المشكلة للحكومة,لا يمكنها أن تعيق عملها,لأنه فعل تقني,وإجراءات اقتصادية وسياسية وإدارية,رغم ما يثيره رئيس الحكوم,السيد بن كيران,من تصريحات,قادته في الكثير من الأحيان,إلى الإعتراف بقوى أخرى,تحاول التحكم فيه,وتوجيه الحزب الأغلبي حسب ما تريد الدولة,وكانت عباراته,تحمل إشارات قابلة هي نفسها لتأويلات,لا تخلو من دلالات,فمثلا,تشبيه الخصوم بالتماسيح,يحيل على غريزة الإفتراس,التي يتميز بها التمساح,ولا يفرق بين الفرائس,فكل لحم قابل لآلتهامه,وبن كيران استعار ربما المثال المصري,المتحدي,والقائل,ما كل الطيور يؤكل لحمها؟؟؟
فهو يذكر,أن هناك صقور,غير قابلة للإفتراس وينبغي توقيرها,بصيغة سياسية,مفادها بالتعبير الواضح,النزول إلى الشارع,وقد أضاف رئيس الحكومة,صفة العفاريت,وهي مجازية,القصد منها,تلك الكائنات الفاعلة,لكنها لا ترى بالعين المجردة,ويرمز بذلك إلى الإستخبارات,بكل أصنافها,وربما حتى المستشارون,الذين يساهمون في نظره باقتراحات يمررونها بطرق أخرى,غير المتعارف عليها في الأنظمة التمثيلية الديمقراطية.
لكن من الملاحظ أن تأثيرات حزب العدالة والتنمية,لم تظهر,كما توقع الكثير,في فرض بعض الطقوس,أو التدخل الأخلاقي في بعض الممارسات,التي يعتقد الحزب الديني,أنها تتعارض مع قيم الإسلام,مدركا أن ذلك حتما,لن يحرجه أمام حلفائه,ولكن تجاه المعارضة,التي أعد لها الكثير من المقالب,لكنها هي نفسها,كتركيبة غير منسجمة,ولايمكنها التحالف مع بعضها,بفعل تأثيرات الحكومة عليها كما سوف نرى.
2تأثر المعارضة
أمام تركيبة الحكومة,وما خلفته من انطباعات,وجدت المعارضة نفسها في وضع مغاير لما كانت عليه من قبل,فالإشتراكيون,منقسمون,وهم موجودون في المعارضة,وحلفاؤهم,الحاملون للإيديولوجية نفسها متواجدن في الحكومة,وقد ينزلون إلى الشوارع,عندما تتحرك نقابات اليسار المغربي,ويحضرون في نقاش القضايا الإجتماعية,التي يوليها اليسار أهمية قصوى في خطاباته ونضالاته,كما أن الأحزاب اليمينية,هي الأخرى,لها من تتقاسم معهم برامجها في الحكومة,وصارت التعارضات,غير واضحة,ولم تجد المعارضة,ما به تقوي وجودها,اللهم,لعبة الإثارة والتحرشات السياسية,بما يقوم به وزراء العدالة والتنمية,بحيث بدت المعارضة,وكأنها معارضة للعدالة والتنمية,وليس للحكومة وبرامجها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية,فصارت معارضة سجالية,ظرفية,تتحين فرص التنديد,والتحامل,بعيدا عن أي تنسيق فيما بين أحزاب المعارضة,التي وجدت نفسها,تعيش صراعات في صفوفها,ارتكزت على طبيعة التحالفات,ومع من ينبغي أن تكون,فهناك في الإتحاد الإشتراكي,من يدفع باتجاه العدالة والتنمية,وهناك رافضين لهذا التقارب,مفضلين التوجه نحو قوى اليسار,بكل مكوناتها,وما ينطبق على الإتحاد يمتد للأحزاب الأخرى,في المعارضة,بما فيها حزب الأصالة والمعارصرة نفسه,فهو مشدود في اتجاه الإتحاد,بيسارييه,ومجرور نحو اليمين,وبقايا المجموعة ثمانية,وربما هناك من يدعو لتحالفات أخرى,مغايرة.
هنا يبدو أن طبيعة تحالف مكونات الحكومة,عطلت,فعل المعارضة,بوجود حكومة,لا ملامح لها في اختياراتها,فلا هي يسارية,ولا هي يمينية,ولا هي إسلامية,بالصيغة التركية,فهي حكومة تدبير مرحلي,لمواجهة الأزمات التي يعيشها المغرب,سياسيا واقتصاديا وربما اجتماعيا,إنها حكومة,ترياق لسموم التغيير التي مست العالم العربي,وحتمت حلولا غرائبية لوضع غريب,
لكن أليست هذه الأغلبية وليدة أغلبية حزبية اختار الشعب فيها الحزب الأول,وأراده أن يكون دينيا؟؟؟
هذه حقيقة لا يمكن نكرانها,ولا التشكيك فيها,غير أن الناخب نفسه,ليس معزولا عما عرفه العالم العربي من شعارات دينية,حتما تأثر الناخب بها,واستجاب لها,بهذا القدر أو ذاك,فأحدثت لديه اضطرابات حتى في اختياراته,وكانت نتيجتها هذه التركيبة,إذ كان من المفروض أن تصنف القوى السياسية وترتب,وأن يختار الحزب الأغلبي,القوى التالية له في الترتيب,لا أن يبحث عن الرتب الأخيرة,ليلحقها بالحكومة,وترفض أحزاب أخرى قريبة منها التحالف معه,بينما المناقضة له,وجدتها فرصة لتقفز إلى حكومة,غريبة في تركيبتها,وصيغ تحالفها السياسي.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة
- المغرب العربي والخليج
- السلفية السياسية وإسرائيل
- الوحدة العربية
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة
- حكومة العدالة والتنمية
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سجالية المعارضة في المغرب