فؤاد المدينة

كرم صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 12:19
المحور: الادب والفن
    

فى ندوة دار وعد ..
رواية "فؤاد المدينة "
كابوس عام مفزع يراهن على الحب
أحتفى الدكتور: مدحت الجيار أستاذ الأدب العربى بالرواية الأخيرة للكاتب كرم صابر" فؤاد المدينة " ،وقال انها أجمل الروايات التى قرأها خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتبشر بان الرواية العربية لازالت بخير، مما دعاه لترشيحه للترجمة ضمن أفضل مائة رواية عربية 0
وأكد الجيار بأن الرواية كابوس عام مفزع يذكرنا بأعمال (كافكا ) ، فرغم أسلوب الراوى العليم (ضمير الأنا ) لكن الكاتب أصر على لغة التهكم والسخرية التى أدهشتنى ، حتى أن الأسماء التى تزيد عن المائة جاءت كلها بمدلولات لها علاقة بطبيعة الشخصية مثل ( فهيم وفهيمة وعز وعزيزة وهانى وأمجد ونضال وشريف ) ، كما أن عنوان الفصول جاءت ضد محتواها مما أربكنى وأدخل الأسى لقلبى ، خاصة قسم عادى والذى يلخص كل الجرائم التى دمرت أحشاء المدينة (فؤاد المدينة ) .

وجاء النهر فى الرواية كملخص رغم قذارته ، لكن البطل كان يلجأ اليه كلما مر بأزمة حتى عندما حاول الانتحار لم يجد إلا النهر سبيلاً لذلك .

ورغم أن بطل الرواية "فؤاد " شخص ملتزم عاش فى الجنة كما وضح القسم الاول ، لكن باقى الأقسام تؤكد على أن "فؤاد المدينة " قد تشوه ، وربما لا يمكننا أن نعيده لبراءته بعد أن أغلقت الدنيا أبوابها أمام البطل ، الذى حاول أن يستظل بأخيه وأخته وأصدقاءه وزملاء المصنع وحبيبته وزوجته وجيرانه ، لكن الجميع أظهروا الكراهية رغم طهارته وعشقه لهم.

أكد الجيار أن الرواية بنيت على جرح مشاعر البطل بشكل مؤذى ، ولم يكن هناك حل سوى هذا العالم المجنون الذى أبدع كرم لينقله لنا كإختيار وحيد للخلاص ، والذى ظهر فى نهاية الرواية كالحلم وجزيرة لم تتلوث ، وبشر مفعمين بالبراءة أمل البطل أن يسترجعها عندما عاد مرة أخرى للمدينة .

ثم تحدث : أحمد عادل المخرج والكاتب المسرحى عن رواية "جبر الرضا " التى تتشابك علاقات الأجهزة بمؤسسات المجتمع عبر بطل الرواية "حمدى " الذى أضطر فى النهاية بسبب رسالة عدولة أن يعاشر الخدام العشرة الذين قاوموا القبح عبر مشوار طويل لشخصيات زادت عن خمسين شخصية ، حاول الراوى أن يظهر علاقاتهم بالأحداث المثيرة فى عالم المدينة والريف ، ومن جانب آخر أشار القضابى الى العناوين الكثيرة المجانية بأقسام الرواية الثلاثة بالاضافة إلى السرد التلقائى الحالم الذى يبعد القارئ عن الأحداث .

وقارن القضابي بين عوالم الروايتين الاخيرتين لكرم وناقش الابعاد المختلفة المتعلقة بالرسالة والأحلام والنور والقبح والخير واللغة والمكان والزمان فى كلا الروايتين وأكد على أن " فؤاد المدينة" جاءت خالية تقريباً من الثغرات الكثيرة التى ظهرت فى "جبر الرضا ".

كما جاء بمداخلة القضابى أن رواية "فؤاد " أتسمت بالعبثية ، وكان هناك بطئ للايقاع ، وأحتوت لغة الرواية على نفس لغة الروايات القديمة للكاتب رغم التجديد فى المضمون والعناوين التى حيرتنا بسبب علاقاتها بالأحداث

وأكد ان فكرة تعدد الأصوات فى الروايتين أعطى للكاتب مساحة كبيرة فى سرد وبناء عوالم جديدة لم تكن فى الروايات السابقة ، وأشار الى أن الرسالة فى "فؤاد المدينة " كانت كالسيف الجارح لقلب البطل الذى كافح لينجو ، وربما كانت النهاية لطيفة لكنها لا تؤكد على نجاته وشفاءه ، رغم أن الكاتب حاول أن يخلق من "غاليه "بطلة الرواية شخصية أسطورية ، لكننا فى النهاية لم نحسها وكأنها شخصية وهمية حتى أن رسالتها وقعت بإمضاء "لا شىء " .

وأنتهى اللقاء بمناقشات الحضور التى أظهرت تآلفاً مع أعمال الكاتب ، وناقشوا الناقدين فى مدارس الكتابة المختلفة وعلاقاتها بروايات كرم صابر خاصة روايته الأخيرة "فؤاد المدينة".

والجدير بالذكر أن هذه الندوة عقدت بدار وعد للنشر والتوزيع يوم الخميس الموافق 18/10/2012 وأدار اللقاء الاستاذ : الجميلى أحمد مدير الدار ، الذى أكد على العوالم الغربية لكتابات الروائى كرم صابر خاصة رواية "جبر الرضا " التى صدرت عن الدار عام 2010 ورواية "فؤاد المدينة " التى صدرت عام 2012 وفى الختام شكر الجميع على أمل اللقاء من أجل دعم الثقافة والفن والابداع ..
خالص الود والتقدير
دار وعد للنشر والتوزيع
الجميلى احمد
ت / 0225745871
العنوان : 3 ش محمد حلمى ابراهيم – متفرع من شارع شمبليون – وسط البلد

#كرم_صابر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات