ناطوري كارتا ......وصوت المرأة

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 20:54
المحور: كتابات ساخرة
    

ناطوري كارتا...وصوت المرأة
في احدى الدعايات لحمالة الصدر النسائية (الصدرية)،تسير فتاة جميلة ،فتاة اعلانات طبعا، وهي في قمة الراحة ، وتقول :تسير مع(الصدرية) ،وتشعر بدون (الصدرية)!!
هذا هو حال المعسكر الحريدي في اسرائيل بغالبيته العظمى ، ففي الحقوق هم مواطنون ،اما في الواجبات (الخدمة العسكرية )فهم متدينون ،مهمتهم في الحياة ان يكونوا طلاب علم ،او على وجه التدقيق ،طلاب الحاخاميين ،اي الذين يجلسون الى حاخاماتهم ويستمعون الى دررهم السنية ،ومصطلح طلب العلم يتكرر كثيرا لدى السلفية الاسلامية ايضا.
سلوك الحريديم يثير عليهم موجات غضب في اوساط الاحزاب القومية الصهيونية والعلمانية ، واطلق عليهم قائد حزب علماني في حينه لقب "الطفيليون"، لأنهم يعتاشون على مخصصات من الدولة الكافرة في نظرهم! لكن قسما منهم بدأ يؤدي الخدمة العسكرية ولكن بشروطهم . ولقد تفجرت قضية اثارت واشغلت الرأي العام ،وهي خروج الجنود الحريديم من احتفال رسمي ،عندما قامت جوقة من المجندات بالغناء في الاحتفال !! ويعود سبب غضبتهم وخروجهم ،الى نصوص الشريعة اليهودية والتي تعتبر" صوت المرأة عورة "،وهذه ترجمة حرفية لفتوى دينية من الشريعة اليهودية . وفتاوى المرأة كثيرة في الشريعة (تغطية الرأس ،وتحريم لبس البنطلون وما شابه ذلك ) حتى قال الرمبام ،بأنها من المواضيع الأكثر تداولا ونقاشا في الشريعة اليهودية بما فيها احكام الحيض واعتزال النساء اثناءه!
والرمبام او بأسمه العربي هو الراب موسى بن ميمون ،الذي نال شهرته كطبيب في بلاط خلفاء الأندلس ،لكنه في اوساط الفكر الديني اليهودي ،الحاخام الأكبر بلا منازع على الاطلاق ،وكتابه "شولحان عروخ" او لو طاوعتنا الترجمة ،المائدة الممدودة ،هو الكتاب الأصل في الشريعة اليهودية ، ويحظى باجماع كل المدارس الدينية الارثوذكسية اليهودية ، وله كتاب اخر بأسم " موريه نبوخيم " او مرشد الحيارى !!!!!
لكن هناك بعض الاختلافات بين التزمت الاشكنازي (الغربي) والسفارادي (الشرقي) ،منها ان الشرقيين يقبلون بمناصب سيادية في الحكومة (وزراء) بينما الغربيون يرفضون تسنم مناصب وزارية ،ويقبلون بمنصب نائب وزير!!!!! ولهذا سبب سنأتي عليه ،ويقود حركة الشرقيين وحزبها شاس الراب عوفاديا يوسف ،العراقي الأصل ، والذي افتى ان مرور رجل بين امرأتين ،مثله كمثل المرور بين حمارين !!! وله فتاوى غريبة عجيبة !! الراب عوفاديا او كما يطلقون عليه من باب التندر "عبدالله يوسف " ،يعتبر من كبار المفتين في هذه الايام ،او بمصطلحاتهم مفتي العصر!
وتناولت وسائل الأعلام في السنة الماضية ،ظاهرة اطلقت عليها "نساء طالبان " وهي مجموعة من النساء اليهوديات المتزمتات يغطين جسمهن باللباس الاسود الكامل ولا يظهر منهن اي شيء،بناء على فتوى دينية يهودية من الأكثر تشددا .
وعلى الرغم من أن كل المجموعات المتزمتة تؤمن ان من سيعيد بناء الهيكل هو المسيح الحق "مشيح تسيدقينو" ،فأن الغالبية من الحريديم تتعاطى مع الدولة الصهيونية ، حسب اقوالهم ، الا ان من بينهم ،من يرفض الاعتراف بالدولة ،ويعتبرها كارثة على الشعب اليهودي وتمردا على الارادة الالهية ،وهم مجموعة يعيش غالبية اعضائها في الولايات المتحدة وبريطانيا ،ال أن لهم تمثيلا في اسرائيل ،والمجموعة الأشهر من بينهم هي مجموعة ناطوري كارتا ،او بالعربية حراس المدينة !!
وهم لا يعترفون بدولة اسرائيل ،ولا يتعاملون مع مؤسساتها ،بل ويرفضون تلقي المخصصات والمعونات التي تقدمها الدولة!!! واحدهم عضو في البرلمان الفلسطيني ،الراب هيرش ،الذي كان صديقا للرئيس عرفات والتقى احمد نجاد ، مرات عدة !ويشغل منصب وزير خارجية الجماعة !
هذه المجموعات تنتظر المسيح الصدق او بتعابيرنا ،المهدي المنتظر ،وهو فقط الذي سيعيد بناء الدولة ،دولة الشريعة ،وستأتيه الوفود من كل الامم والديانات ،لتقدم له واجبات الطاعة والولاء!!
ولهذه المجموعات مؤسساتها "السيادية " ،ولا تعترف بسيادة القانون ،ويعتبرون قانون التوراة "الشريعة " فوق اي قانون وضعي ، وصرح نائب رئيس الحكومة من حزب شاس ،قبل ايام ان حركته تتلقى "رأي التوراة " اي رأي الشرع من مجلس الحكماء ورئيسه الراب عوفاديا يوسف ،في كل شأن!!وهو ما يلزمها !
وللتلخيص ،فحينما توجه مجند بسؤال الى احد الحاخامات ،حول الموقف ،اذا حصل تعارض بين اوامر الدولة واوامر الشرع ، فلمن سينصاع ؟؟؟؟؟ كان الجواب غير مفاجيء ،فقد اجابه الحاخام ،ان عليه ان يرفض اوامر الدولة والانصياع لاوامر الشرع!!!!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات