|
العنف احترازاً
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 10:59
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
العنف احترازاً......... إلى فرهاد وجوان وبقية القافلة إلى مسعود ومسعود و كل من سالت منه قطرة دم أوكل من نال منه كرباج جلاد وضيع ثمة استعراض يوميّ لآلة العنف ,بات يشهدها ابن منطقة الجزيرة ,وذلك من خلال توسّع عدوى دائرة الرعب التي تحاول السلطات خلقها ,ونشر هالة مزورة لأفعال وردود أفعال هي في دائرة المظنّة ,في ما يتعلق بالخوف من الكرديّ ,وهو يلعق بعض جراحاته المفتوحة منذ سنة كاملة ! لقد اقتربت الذكرى الأولى ل12 آذار –تلك العلامة الأكثر وضوحا, والوشم الأكثر تجذرا على جسد الكرديّ الذي وجد نفسه في مواجهة أبشع صورة للحقد الذي راح يسترخص أرواح بنيه في البازار الوطنيّ ,من خلال هدر دم فلذات الأكباد ظلماً ,والزجّ با لآلاف المؤلفة من الشباب الكرديّ وراء قضبان السجون,وممارسة أفظع صور التعذيب معهم لدرجة قتل بعض منهم تحت سياط جلاوزة الجلادين الذين راحوا يسمعونهم أقذر الشتائم ، والصفات القذرة – متوهمين رجولتهم أمام السجناء - بعد أن أطلقت أيادي صنف ضدّهم ، انتقاماً وكمداًوهستريا على عهد الطاغية صدام حسين ، لا أعاد الله – أمثاله – على مسرح التاريخ..! ولعلّ هاجس استعراض القوّة الذي ظهر مع أول تصريح إعلاميّ رسميّ لممثل الإعلام السوري الذي رأى الكرد دخلاء على المنطقة ، مارقين، مرتبطين بالخارج ،مدبري مؤامرة ..!!!.الخ...النعوت التي افتضح أمرها ،وبدت زائفة لا أصل لها ،وإن كان مثل هذا الكائن – الببغاويّ- راح يتوعّد الكرد ، على أنهم سوف يأتون طالبين الصّفح من " سادتهم !" ، وهو وعيد لا يليق بإعلام رسميّ لبلد ضدّ جزء مهم من مواطنيه، كماإن هذا الهاجس- لمّا – تتخلّ عنه السلطة حتى الآن ، فهي لما تزل تتعامل مع هذا الملفّ الكردي ملفّ" الشغب!" بلغتها – على نحو – أمنيّ بربريّ ، بدائي،معتقدة أن أيّ لجوء إلى الحكمة والعقلانية والقانون بخصوص هؤلاء ،إنما هو تنازل لا أكثر ، وانتقاص من الشوكة التي لا بدّ منها في مواجهة المواطن كي يرعوي رغماً عن أنفه ، ليكون ببغاء – هو الآخر – يردّد لغةً واحدة ً، ويكرّر حركات واحدة ،ويستظهر شعاراً واحداً ، ما دام أنه في الدولة ذات الرأي الأوحد ....الأوحد...الأوحد.... حقيقة ،إن سوريا – بعامّة – تحاول – وعلى أصعدة شتى ، ورغم ما في داخل النظام من ضغوطات بعض أصحاب مراكز القوى التي تمارس ما يتناسب ومصالحها ، تتراجع على نحو ملحوظ عن أيّ غيّ على صعيد السياسة الخارجية ، أو تحاول التمظهر بمثل ذلك – مكرهةًً- من خلال ترجمة تنازلات بينة ، بيد أنها تتنكر الإقدام على مثل هذه التنازلات إزاء مواطنها ، معتقدةً في قرارتها أن مثل هذا السلوك هزيمة ، لا تعقل،كما هوفي ديدنه ، بل كما هي مصلحة المواطن والوطن في آخر المطاف سياسة القوة ، واستعراضها على نحو "تخبطويّ" ،والتلويح بأغلظ العصيّ التي تحمل رائحة العقليّة القروسطّية – المقيتة التي امّحت ، عالمّياً، وتكاد تجرّ آخر ما لها من أذيال في كلّ مكان ،تستعرض في مواجهة المواطن المسكين ، البائس ، اللاّهث وراء الهواء والخبز ، دون جدوى ، ناهيك عن صنوّه – الكردي – الذي باتت هويته تشكّل صليباً على ظهره ، وهي الأثفية الإضافيّة قياساً إلى صنوّه،آنف الألم ، مهمل الذكر في حساباته . كلّ ذلك – أجل – ليشكل ممارسات مكانها متاحف التاريخ التي لا يمكن أن تزار إلا من قبيل قراءة لحظة الاستبداد في الإطار الزماني المندرس،بيد أن هذه اللّغة – للأسف – لما تزل مفردات السلطة في مواجهة الداخل – عموماً – والكرد – بخاصة . أجل، لقد مرت سنة كاملة – ما أشد وطأتها- على أحداث – قامشلي – الدامية، وأكدت السلطة السياسية في سوريا عجزها عن معالجة الأمور ، بل إنها باتت تمعن في إطلاق أيديها وأرجلها، و أنفها ، بأكثر من خلال ارتكاب المزيد من الانتهاكات يوماً وراء يوم،إذان ّ شريط الاعتقال التعسفي لم ينقطع حتى هذه اللّحظة ، وهو يؤكد أن مبدأ مراجعة الذات ، لا يزال مهمّشاً خارجا ًعن قاموس هذه السلطة ، فكلّ ما قام به مجرموها من آمرين وقناصة وجلاوزة مأمورين غلاظ بحق الكرديّ ، إلى درجة إزهاق روحه ، وهدر دمه ، لهو في عرفها المعلن أمر عاديّ، بل أن أحداً من هؤلاء – لما يقدّم – إلى المحاكمة ، ولم يعلن عن اسم أحد من هؤلاء القتلة الحانقين ، كي يكون المجرم بحقّ ابن الوطن معروفاً من قبل جميع أبناء الوطن، وهو ما لم يكلف به هؤلاء أنفسهم البتة حتى حدود هذه اللّحظة...!! إن من يزر منطقة الجزيرة – في هذه الأيام – يجد كيف أن مرتدي الثياب المبرقعة قد كثروا ، وأن مظاهر استعراض العسكر المدجج بالأسلحة سواء أكان في الشوارع ، أو على مداخل المدن بات على نحوٍ مكثف ، وهو ما يعطي صورة على أننا إزاء فيلم سينمائيّ جديد، ومقدّمات مؤامرة مطلوبة من قبل بعض السفاكين وأن أرواحاً أخرى قد تكون في مرمى هؤلاء الرجال الذين ينبغي أن يقوموا بحماية المواطن وحدود الوطن، لا تصويب رصاصهم إلى صدريهما ، في آن واحد ، وهو شأن الدخيل الذي لا علاقة له بالوطن أرضا وإنسانا وإحساساً وهوية . إن استقدام هذه القوى الفائضة ،ليوحي وكأن الكرديّ – وهو ابن هذا الوطن – موضع شكّ، ناقص الانتماء ،متآمر ، إلى آخر ما هنالك من مصطلحات من هذا القبيل ، نشأت في ظل ثقافة الريبة والتخوين ،فهو بهذا مشروع خائن، أو ضحية ، ما دامت الحدود تمحى بين هذين الكائنين في ظلّ لا صوابية الأحكام على نحو كاريكاتيريّ، خاصةً ،إذا أدركنا أنّ الخائن الحقيقي يبقى في حرز ، وهو في عرشه يمارس الطّعن في جسد الوطن ، واستفزازه في واضحة النهار! إن مسافة ساعات زمانيّة ، فحسب ، تفصلنا عن ذكرى الأحداث الدامية التي انطلقت شرارتها الأولى في الملعب البلديّ في قامشلي، وحبل الانتهاكات على غاربها ،بل إن الجرح لمّا يزل – نازفاً دون معالجة فعليّة ،وإن كنا نجد غيارى لم تنطل عليهم الحقيقة في كل مكان، بيد أن هؤلاء – مهمّشون – في الغالب – غير قادرين على تشكيل قوة فعلية للتنطع للإشكال ، ومعالجته،وطنياً، والاعتراف بحقّ الآخر في العيش على أرضه، وتهيئة ممارسته لكامل حقوقه القومية ، ناهيك عن أنه لم يبدر – حتى الآن- أي اعتذار فعلي عن أولي الأمر عن الجريمة النكراء بحق أبناء هذا الوطن ، ومحاسبة الأيادي الآثمة – أنّى كانت مواقعهم في سلم التراتيبية السلطوية – كما أنه "كان" من واجب – السلطة – أن تهيئ مناخاً ديمقراطياً لكي يحيي الكرد السوريون ذكرى شهدائهم ،وذلك بالتوافق مع تقديم – كلّ – الجناة لمحاكم ميدانية فعلية ،وإطلاق سراح هؤلاء السجناء الذين تمِّ اعتقالهم على خلفية تلك الأحداث الدامية ، بالإضافة إلى كافة سجناء الرأي ، والاعتراف بارتكاب الجريمة الفظيعة وما تبعها من اعتداء سافر على كرامة لكردي...! إن الاحتكام إلى القبضة الحديدية مع الذات ،بغرض هدمها،لم يعد – ونحن في بداية الألفية الثالثة – أََََسلوباً ناجعاً لمواجهة أسئلة الداخل ، لا سيما وأن القوة الفعلية باتت عبر دورة الانزياح الطبيعية تسجّل لصالح العقلانية التي لا نجد لها من أثر في سوريا بعد، رغم المناداة بها – في حدود الشعار – وأصدائه ، فحسب ، بعد أن أثبت في محطات كثيرة فشلة، ووبائيته ، وكان آخر درس وطنيّ أليم في هذا المجال – أحداث 12/آذار – التي لمّا يزل يدفع الكرديّ ضريبتها على نحو سيزيفي ، ضمن مخطط محكم لاستعراض هيبة آلة العنف، وهي ممارسة تضمن السيرورة المؤقتة لأعداء – سوريا – من داخل حرم السلطة ، على حساب الوطن ، وإنسانه، كي يكون الكرديّ أكثر من يدفع فاتورة الدم والألم والضياع والزوال والتذويب في بوتقة الآخر خلافاً لسنن الطبيعة التي انبنت في الأصل على التمايز والتعدد...! - ماذا وراء كل هذه الحشود ؟... - ماذا وراء كلّ هذا العتاد والعدة والعديد ...والوعيد.... - عسكريّ في مقابل أبيه وأخيه.... - لماذا اللجوء إلى مثل هذه الترسانة الاحترازية لمعالجة المسألة ، رغم وجود طريق أسهل ، وأقصر ، وأكثر سلامةً، ونتاج حرص على الوطنية ، وهو ما لم يتمّ حتى الآن...ولو في أبسط الحدود ...أبسط الحدود....!؟ مئات الأسئلة تندلع ،إزاء هذه اللحظة الأكثر خطورةً ، وفي انتظار المعالجة الحكيمة لكل ما أفسده الجلاوزة ممّن تهمهم هذه الحالة من اللا استقرار ، لتمرير مصالحهم ،ومضاعفة صفقاتهم ، والتحكم بأدواتهم وعملائهم وتوجيههم كأحجار شطرنج ليتصرِّفوا كما يحلو لهم وفق مخطّط ٍ مرسوم بدهاءٍ ، وحنكة ، وخبث، للفتك بالآخر ، للفتك بالمواطن ،للفتك ب.........الوطن........ وهي أم كلّ جريمة فظيعةٍ....طرّ اً.......
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربا- 6: د
-
تفكيك الأعجوبة...في جوانب من مغامرة الرّحلة إلى أوربة مائدة
...
-
في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة - 6:ب - أهواء وهوية :
-
6في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة
-
في جوانب من مغامرة الرّحلة إلى أوربا -بين باريسين!..- 5
-
مروان عثمان
-
تفكيك الأعجوبة - في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة في مطار
...
-
تفكيك الأعجوبة 2
-
تفكيك الأعجوبة
-
بدلاً عن دمعة :في رثاء الكاتب الكردي حمزة أحمد ....!...
-
في خطوة .............. شوفينية..!مأمون الحلاق ……..و-جامعته
-
تفكيك الأعجوبة ... في جوانب من مغامرة الرحلة إلى أوربة !!!؟؟
...
-
شهوة الرنين *
-
شهوة الرنين
-
سنة مختلفة في رثاء ضيف ثقيل
-
في رثاء الصديق الأديب ميخائيل عيد
-
ممدوح عدوان ..روح في مختبر خاص
-
طه حامد..... حرية-طائر الباز-
-
ياسر عرفات لقد صفعني غيابك حقّا ً ...........
-
مرشدة نفسية متزوجة من مواطن كردي أجنبي – تستنجد :ا
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|