|
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (9)
ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)
الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 13:14
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من الصعب الآن حد الحدث الثوري العربي بعبارة مقتضبة ودقيقة، وذلك لأنه ما زال يحتوي على إمكانيات واحتمالات متنوعة ومتعددة. ومن ثم فان الاستعداد للكمال فيه ما زال قائما. الأمر الذي يعطي له معنى رمزيا هائلا ومؤشرا في الوقت نفسه، بما في ذلك بالنسبة لإمكانية ونوعية تأثيره على طبيعة التحول التاريخي المتراكم في الوعي الاجتماعي والسياسي العربي. وسوف يضع هذا التحول إلى جانب مهمة إلغاء الأنظمة السياسية المتخلفة والبدائية في العالم العربي، مهمة إعادة النظر بتقاليد النخب الاجتماعية بشكل عام والنخب السياسية والحزبية بشكل خاص. فقد كشف التاريخ الواقعي للعالم العربي عن أن مقدمات صعود أزلام السلطة إلى سدة الحكم أصبح أمرا "مقبولا ومعقولا" بالارتباط مع تغلغل واتساع نفسية "الشرعية الثورية" والفكرة الراديكالية، اللتين شكلتا في الواقع أسلوب ومبرر انتقال الحثالة الاجتماعية بمختلف أصنافها وأشكالها من مواقعها الهامشية إلى مركز الوجود السياسي. ذلك يعني أن هذا الصعود ارتبط من الناحية التاريخية والسياسية بهيمنة فكرة وممارسة الحزبية المتخلفة، بوصفها التعبير "الحديث" عن نفسية وذهنية البنية التقليدية، بعد أن جرى رفعها إلى مصاف "الحركة السياسية". وقد ترتب على ذلك هيمنة تقاليد خشنة قلبت موازين الأشياء رأسا على عقب. بحيث جعلت من العامة خاصة ومن الخاصة عامة. من هنا غياب النخبة بالمعنى الدقيق للكلمة بوصفها القوة الروحية والفكرية لمشاريع البدائل والإبداع المتجدد. تماما بالقدر الذي جعل من هامشية الأمس نخبة "الساعة" السياسية والفكرية! مما أدى بدوره إلى حالة غريبة من الاغتراب والانحطاط وقلب الوقائع والحقائق، وابتذال للقيم. إن هذه الحصيلة القلقة للبنية السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية هي التعبير النموذجي عن قلق "التاريخ الفعلي"، أي عن عدم ثباته بمعايير المرجعيات المتسامية الخاصة. وهذا بدوره نتاج عدم حل العقد الكبرى التي واجهت وتواجه العالم العربي الحديث لحد الآن. وففيما لوا أجملنا هذه العقد الكبرى للمعاناة التاريخية للعالم العربي على امتداد القرن العشرين وبداية الحادي والعشرين، فان من الممكن حصرها في سبع قضايا كبرى متعلقة بسبع أفكار كبرى هي: • فكرة القومية • وفكرة الدولة • وفكرة النظام السياسي • والفكرة الدنيوية والمجتمع المدني • وفكرة البدائل الاجتماعية الاقتصادية • وفكرة الحداثة الثقافية الذاتية • وفكرة العلم والتكنولوجيا والتطور الديناميكي. فقد ظلت جميع هذه القضايا "مؤجلة" أمام الحل التاريخي السليم على مستوى النظرية والتطبيق، أي بالشكل الذي يستجيب لمتطلبات المعاصرة وتحدياتها الفعلية. والسبب الجوهري لهذه الحالة يكمن في طبيعة النظام السياسي المتسلط في الدول العربية. وذلك لأن الأنظمة السياسية جميعا تتشابه من حيث بنيتها الداخلية وأساليب عملها وغاياتها. فجميع الأنظمة السياسية المتسلطة تقليدية البنية والنفسية والذهنية والأسلوب والغاية. بمعنى أنها جميعا تعود إلى مرحلة ما قبل الدولة الحديثة والفكرة القومية الحديثة. والاختلافات الجزئية بينها بهذا الصدد تعود إلى نوعية التقليدية وموقعها في "منظومة" التخلف. فالدولة الخليجية ذات بنية تقليدية عائلية وقبلية. وفي الأردن والمغرب – بنية تقليدية عائلية (ملكية)، وفي سوريا والعراق– بنية تقليدية عائلية وجهوية وطائفية، وفي لبنان – بنية تقليدية عائلية طائفية، وفي ليبيا والسودان واليمن - بنية تقليدية قبلية متخلفة، وفي مصر وتونس - بنية تقليدية حزبية آخذة باتجاه العائلية. ذلك يعني، أن عقد العالم العربي تكمن في عقدة نظمه السياسية. وبغض النظر عن تباينها (ملكية وجمهورية وإمارات وسلطنات) وتنوع نسبي فيما بينها بهذا الصدد، إلا أنها تشترك جميعا وتجتمع على فقدان كل من الشرعية الفعلية وفكرة الإدارة الاجتماعية للدولة وجوهرية المصالح الوطنية والقومية. بمعنى أنها جميعا اغتربت عن مهمات الدولة الحديثة، بل وتعارضت معها تعارضا شاملا. أما الاختلاف فيما بينها هنا فيقوم فقط في قوته ومظاهره فقط. من هنا إبقاءها على حالة الخلاف والصراع غير العقلاني التام بين الدولة والقومية، والسلطة والمجتمع. وهو الشيء الوحيد الذي بلغ فيه "النظام السياسي" العربي حالة التمام، أي الفشل التام! الأمر الذي جعل من معاناة العالم العربي على امتداد تاريخه الحديث اقرب ما تكون إلى معاناة دفينة ومتناقضة وعدائية. السلطة تعاني بفعل ترهلها وموتها البطيء، والمعارضة (بمختلف أشكالها) تعاني من ثقل الانحطاط الشامل في الدولة والمجتمع والثقافة. وليس مصادفة أن يحدث كسر هذه الحالة للمرة الأولى في بداية هذا القرن في العراق، أي في البلد الأكثر تخريبا وانحطاطا ومعاناة. وان يجري ذلك بفعل تدخل خارجي واحتلال أجنبي. والسبب يكمن في تحلل القوى الاجتماعية والقضاء شبه التام على نواتها الحية. بحيث لم يبق في العراق غير مستنقع تتربع على طحالبه طفيليات الصدامية والبعث! غير أن كسر هذه البنية لم يؤدي بعد إلى القضاء عليها بصورة نهائية في التجربة العراقية. وذلك بسبب حجم الخراب والانحطاط الهائل فيه. من هنا طبيعة وحجم المعاناة الحالية فيه، والتي تتصف بقدر هائل من العنف والدموية. أما في تونس ومصر فقد كان كسره أيسر بسبب ضعف أو انعدام البنية القبلية والطائفية، أي أن العملية أيسر فيما يتعلق بتذليل البنية التقليدية للنظام السياسي، على خلاف الحالة الليبية واليمنية. وفي هذا تكمن قيمة ونموذجية الانقلاب التونسي والمصري في حال مسارهما السليم صوب تحقيق المشاريع الكبرى المجهضة للمعاناة العربية الحديثة في بناء الدولة والمجتمع والأمة بمعاييرها الذاتية، أي عبر تراكم تجربتها الخاصة. كل ذلك يشير إلى التعقيد الهائل والمتنوع في كيفية تذليل البنية المتخلفة في الظروف العربية الراهنة. ومن هنا أيضا تعقيد مسارها وصراعها وانغماسها في اشد الأشكال لاعقلانية وبدائية. وقد تكون حالة الفكرة العربية من بين أكثرها وضوحا، وذلك لأنها البؤرة او المرجعية التي تستقطب الصراع الدائر بين الماضي والمستقبل، بين البنية التقليدية ونظمها السياسية المهيمنة وقوى المستقبل الحية، بين أمعاء الإمعات وعقل الفتوة الناضجة. وهو استقطاب جلي ومستتر من حيث مقدماته وغاياته ووسائله أيضا. كما انه السبب الذي يفسر تعرض الفكرة العربية إلى مختلف أشكال الاغتيال الذي يمكن رؤيته في مظاهر ووسائل الهجوم العنيف والشرس والمتعدد المستويات والوسائل، بما في ذلك من خلال استغلالها لتفتيتها من الداخل وتخريب معناها الروحي والعقلي والعملي. وقد يكون تدخل القوى الكولونيالية والصهيونية والرجعية العربية بمختلف أصنافها والخليجية منها بشكل خاص، تحت يافطة "الحرية" و"حقوق الإنسان" و"الديمقراطية" من اجل طعنها المادي والمعنوي مثالا نموذجيا بهذا الصدد. بمعنى العمل من اجل "قيادتها" صوب الهاوية، او جعلها تبدو جزء من "مؤامرة" خبيثة! إضافة إلى محاولة حرفها صوب الطائفية المذهبية والسياسية، أي صوب أدنى وأرذل أنواع التخريب الاجتماعي والوطني والقومي، كما هو الحال في الموقف من "الثورة السورية" والبحرينية. وقد نجحت بصورة نسبية في جعل الثورة السورية، أي المساعي الحرة من اجل إرساء أسس نظام اجتماعي وسياسي وقومي عقلاني، فتنة سياسية واجتماعية، بينما أصيبت بالفشل في البحرين. كما كان يصعب توظيف هذه الأساليب في تونس وليبيا ومصر. مع أنها عملت وتعمل من اجل إضفاء الصفة الدينية الخالصة على جوهر الصراع المعقد فيها. وإذا شاءت الصدفة أن تصبح تونس بداية التحول التاريخي العاصف، ومن ثم تحول ما قامت به إلى مبدأ عربي عام، فان ذلك مجرد مؤشر على أن ماهية الحدث التونسي تقوم أولا وقبل كل شيء في كونه انقلابا تاريخيا وفكريا وسياسيا واجتماعيا كبير في الموقف من الدولة والنظام السياسي والقيم. الأمر الذي جعله منه حدثا أوسع من فكرة الثورة. وذلك لأنه كان يتعدى من حيث إمكانيته المادية والمعنوية والمستقبلية حالة الهياج الشعبي العادي، ويرتقي بالتالي إلى مصاف العقل الاجتماعي المنضبط. وهذه إحدى الفضائل الكبرى والخصائص المميزة للحدث التونسي. بمعنى انه جرى خارج إطار التقاليد "الثورية". الأمر الذي يعطي لنا إمكانية القول، بان الحدث التونسي جرى ضمن سياق الانقلاب المادي والمعنوي في الموقف من النفس والدولة والسلطة والنظام السياسي والقيم، أي انه جرى ضد دولة خانعة تابعة فاشلة، وضد نظام سياسي فردي استبدادي (دكتاتوري) وقيمه من قهر وتسلط وظلم وجور وانتهاك للحق والحقوق. مع ما يترتب عليه من هدر للقوى البشرية والطاقات الاجتماعية وسرقة الحاضر والمستقبل من المجتمع. وفيما لو تركنا الدولة، باعتبارها الحاضنة العامة للجميع وتاريخها الخاص، الذي يتجاوز من حيث مقدماته ونوعيته الحالة الأخيرة وما قبلها (نظام بورقيبة والاحتلال الفرنسي)، وانتقلنا إلى الحدث التونسي كما هو، فان ذلك يستلزم منا القول ما يلي: إن التجربة التونسية فيما يتعلق بالإصلاح السياسي والفكرة الاجتماعية لها أيضا تاريخها الخاص. ومن الممكن هنا فقط الإشارة إلى التراث النظري والعملي الذي يمكن رؤية حقيقته وصداه في الأثر الفكري والتاريخي الذي تركه خير الدين التونسي. وبالتالي، فان ما حدث ويحدث لم يكن وليد الصدفة، شأن كل حدث تاريخي كبير. بعبارة أخرى، إن الحدث التونسي كان يمثل كما هو الحال بالنسبة للبقية الباقية من دول العالم العربي، حالة الانتقال الطبيعية والضرورية من المرحلة الدينية السياسية إلى المرحلة السياسية الاقتصادية. وفيها ومن خلالها وعلى كيفية تجسد مهماتها الكبرى (القضايا والأفكار السبع المشار إليها أعلاه)، تتوقف نوعية المسار المعقد لإرساء أسس هذا الانتقال. وبالتالي كيفية ونوعية بناء الكينونة العربية الجديدة. فالتاريخ الحي للأمم الكبرى على قدر أطواره، ولكن ليس بوصفها زمنا، بل بوصفها تاريخا. فتاريخ الأمم هو حياتها. وتاريخ المرء أطواره أيضا. وما عدا ذلك مجرد أيام وشهور وسنين. تبدأ بولادة وتنتهي بموت. على عكس تاريخ الأفراد والجماعات والأمم فهو حياة بحد ذاته، لأنه لا يخضع لأطوار الزمن، بل يتراكم بمعايير وعي الذات وفكرة البدائل. وليس مصادفة أن تبدع اللغة في أحكامها عبارة "غريب الأطوار"، كما لو أنها ترى في هذا التحول مرحلة جديدة وعهدا جديدا لا يقاس بوحدات الزمن، بل بنوعية التحول العاصف. الأمر الذي يجعل من الأطوار حالة نوعية للمعنى. ويقف العالم العربي الآن أمام هذه الحالة كما لو انه "غريب الأطوار" لا يخضع لمعايير المنطق العادية وأحكام "الدراسات الإستراتيجية الشرق أوسطية" ومنهج "التحكم بالصراعات" وعلم المشاكل العصية وما شابه ذلك من اختصاصات علمية. والسبب يكمن في أن العالم العربي يصنع للمرة الأولى تاريخه الذاتي بعد غيبوبة قرون من الانزواء في دهاليز الزمن. بمعنى انه هو الذي يصنع أطواره الذاتية التي تجعله "غريبا" بمعايير الرؤية العادية. وذلك لأنه كسر للمرة الأولى حلقة الأفلاك الزمنية لمساره السائب، وتحول بالتالي إلى بؤرة الدوران الذاتي. ولا يعني هذا سوى بداية طور الرجوع إلى النفس. ومن ثم بداية التاريخ الفعلي بوصفه مسارا تلقائيا. ولا يغير من ذلك صعوبة أن تكون هذه التلقائية حرة وطبيعية بمعايير التجارب القومية في العالم المعاصر. فالتدخل المتعدد الأنواع وفكرة ونفسية الصراع تجعل من تدخل الاغيار أمرا محتوما. وهذه إشكالية. لكنها قدر أيضا. وهي هكذا كانت على الدوام. وقدرة الأمم على تجاوز وتذليل التدخل الخارجي هو معيار صلابتها الروحية وإرادتها السياسية الحكيمة. كما انه أسلوب عقلنة الجميع وتلاقي الأمم على المدى البعيد. فالعقل لم ولن يحكم العالم إلا حالما يتحول إلى أسلوب وأداة الحرية الفعلية بوصفها منظومة شاملة تحكم روح وجسد الأفراد والجماعات والأمة والدولة. لاسيما وأن حقيقة ومضمون وغاية المسار التلقائي للأمم على قدر همومها ومعاناتها. وقد كشفت حلقات الأحداث الدامية والدرامية في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن عن سلسلة المسار التلقائي الجديد للعالم العربي بوصفه روحا واحد وجسدا مشتتا. وهي المفارقة الغريبة والتاريخية أيضا لهذا الطور. فالوجود الطبيعي للأمم يبدأ بجسدها ليتكامل في روحها القومي، بينما يقف العالم العربي أمام معضلة من نوعية أخرى ومتميزة تقوم في بروز أولوية الروح القومي على الجسد الدولتي. من هنا معاناته الخاصة والكبرى. أما التوصيفات العديدة والدقيقة التي يمكن إطلاقها عن "معركة الخبز" و"معركة الحرية" و"معركة الكرامة" وما شابه ذلك من توصيفات إضافية، فأنها تشير إلى تلازم مكونات الاحتجاج السياسي والاجتماعي والقومي. وبمجموعها ليست إلا الصيغة العملية والسياسية المباشرة عما ادعوه بالطور الجديد في الصيرورة العربية وبروز كينونتها الجوهرية. خصوصا، إذا أخذنا بنظر الاعتبار، أن الكينونة الجوهرية للقومية العربية تكمن في طابعها الثقافي. وانحرافها التاريخي بفعل مسار الاحتلال الأجنبي لقرون عديدة وانحلال المراكز الثقافية العربية الكبرى (دمشق وبغداد والقاهرة والأندلس) وتلاشي مرجعيات الحضارة العربية الإسلامية قد أدى إلى انكماش ذاتها الجوهرية. لاسيما وأنها البؤرة الميتافيزيقية الكبرى لتحقيق ما فيه. والرجوع إليها، كما هو الحال عند الأمم الحية جميعا، يفترض تذليل بدائية الاثنية والتعالي على مختلف غرائز الجسد الفردي من اجل الارتقاء إلى وعي ذاتي اجتماعي وقومي. باختصار تذليل الحالة التي يتحول فيها الإنسان والمجتمع والسلطة إلى مجرد "كيس خراء" معطر! فالعالم العربي يقف الآن أمام ظاهرة كبرى يقوم فحواها في صعود وتحول الهموم الكبرى والصغرى إلى همة واحدة ومهمة واحدة، ألا وهي رمي زمن السلطة وإحلاله بتاريخ الدولة والأمة. الأمر الذي يجعل منه طور الوحدة الحية للروح والجسد العربي بوصفه تاريخا مستقبليا. وبالتالي، فإن تاريخ المستقبل الذي يجري تصنيعه بفعل صيرورة الهموم المتوحدة في همة اجتماعية سياسية وطنية وقومية كبرى هو الذي يشكل مضمون الطور الجديد في الكينونة العربية المعاصرة. وذلك لأنه يحتوي بقدر واحد على وعي الذات الاجتماعي والوطني والقومي. ففي مجال وعي الذات الاجتماعي تبرز أولوية الفكرة الاجتماعية السياسية الداعية إلى الانتهاء من مرحلة السلطة والانتقال إلى فكرة الدولة. وبهذا تكون قد قوضت بقايا الركام الهائل للزمن الراديكالي الذي تغلغل في كل مسام الدولة والمجتمع والثقافة ليحولها إلى كيانات خربة وهشة. وليس سقوطها المريع السريع سوى التعبير الرمزي عن انتهاء مرحلة وظهور أخرى. وفي مجال وعي الذات الوطني، تبرز أولوية الفكرة الوطنية الداعية إلى الانتهاء من مختلف أشكال البنية التقليدية وتوابعها من جهوية وقبلية وغيرها إلى فكرة المواطنة المحكومة بالشرعية التامة والشاملة. وفي مجال وعي الذات القومي تبرز أولوية الفكرة الداعية إلى أن العالم العربي كلا واحدا بمعايير المستقبل. ومن ثم يجعل من الفكرة القومية قوة سارية في الوعي والضمير الاجتماعي، وليست عقيدة متخشبة في الدعاية الأيديولوجية المزيفة. أما حصيلة كل هذا التحول العاصف، فإنها تشير إلى بداية الطور الجديد للعالم العربي، باعتباره طور الانتقال من الزمن إلى التاريخ. الأمر الذي يجعل من عام 2011 بداية طور وليس بداية عام، وذلك لأنه يتمثل الحقيقة القابعة في أعمق أعماق الضمير الاجتماعي والوطني والقومي عن مهمة تذليل حالة الدوران الفارغ للعرب في فلك اللعبة السيئة للمصالح الأجنبية. إن تذليل حالة الدوران في أفلاك الغير يعني العمل من اجل الرجوع إلى النفس. ومن ثم إرساء أسس التراكم الفعلي في صنع التاريخ السياسي والدولتي والقومي الجديد. وليس هذا بدوره سوى بداية مرحلة الانتقال من لعبة المصالح إلى لعبة الأمم. ولا يعني هذا بالنسبة للعالم العربي سوى مهمة الرجوع إلى مصادره الأولية الكبرى. وذلك لان كل حركة كبرى إلى الأمام هي رجوع إلى المصادر الأولى. وفيها تكمن إمكانية إرساء ما ادعوه باللحظة التأسيسية للتاريخ القومي الذاتي.(يتبع...) ***
#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)
Maythem_Al-janabi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي(8)
-
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (7)
-
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (6)
-
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (5)
-
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (4)
-
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (3)
-
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (2)
-
المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (1)
-
أعلام المسلمين في روسيا (3)
-
أعلام المسلمين في روسيا (2)
-
أعلام المسلمين في روسيا
-
الاستشراق والاستعراب الروسي (6-6)
-
الاستشراق والاستعراب الروسي (5- 6)
-
الاستشراق والاستعراب الروسي (4-6)
-
الاستشراق والاستعراب الروسي (3-6)
-
الاستشراق والاستعراب الروسي (2- 6)
-
الاستشراق والاستعراب الروسي (1-6)
-
منهج الشهرستاني في الموقف من الأديان
-
النقد الظاهري للدين النصراني عند ابن حزم
-
النقد الظاهري للدين اليهودي عند ابن حزم
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|