بوبِزْ ..!!

أكرم الصوراني

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 09:52
المحور: الادب والفن
    

".. بدون إحراج ، وعلى مسؤوليتي .. بوبـز !!"

بوبز يعني بوبز ! يعني سياسة ، فن وذوق وقلّة أدب ، بوبز يعني فهلوي مُدرك طبيعة المرحلة ، بوبز يعني عادي ، يعني ماشي ، يعني كيف ، ويعني ليش ، يعني طُـز ..!! بوبز يعني هيك ، لن نختلف ولن نعترف ، بوبز تحت الطاولة ، فوق الحوار في سرعة اتخاذ القرار ، هذا قائد الثّوار باعَ رصيده النضالي في الأغوار والآن يعمل حلاقاً يُصفف شَعرة معاوية بالسيشوار ، تبَّت يَداك أبا السَّمكة حتى في الشبكة وأنت فريسة .. بوبـز ..!!
بوبز ليست فعلاً فاضح ، بوبز موقف ، وفي بعض الظّن ردٌ على كثيرٍ من المواقف ، يريدون أن يعالجوك ، يعطوك الجرعة الدوائية ، لا تفتح فمك ، ليست شراباً ، لا تفتح أنفك ، لا تفتح عينيك وأذنك ليست قطرة ، مارس رياضة الهدوء ، ارفع رجليك ، لا تقلق ، أنت مواطنٌ صالح في ظل الحكم الصالح ، بوبـز ..!!
بوبز بدون كلام ، بدون أوهام ، في وجه النظام أياً كان ، لكن بوبز بطريقة حضارية ، بوضعية مشرّفة تليق في وجه بيت القصيد ، والحزب الفريد ، والقائد العنيد احتجاجاً أكيد .. وليس من باب السفالـة ..!!
بوبز عن عمد ، عن قصد ، بمحضِ إرادتك السُفلى ، تجاهل تعديل الجلسة لو دخل عليك صاحب الدكان وصاحب التنظيم أو حتى صاحب البلد ، واصل قراءة البيان الأخير ، وأتمنى عليك البقاء والصمود في وضعيتك ، بوبز على اليمين قليلاً ، على اليسار أكثر ، أُدرك كم تَكره نفسك ، و أَشْتَـمْ ، لا تَهْتَمْ ، لا تُفَكِّر برائحتك ، هذا الذي ترفع صورته أوسخ منك ، تمدد ، تقلّص ، استرخي إذا سمحت ، بوبـز أكثر فأنا الآن أحاول قراءتك وأبحث عن الضوء في نهاية النفـق ..!!
بوبز عَ المنبر ، علبة كوكا كولا ، اشرب ، صودا الخطاب قوية تحررّية ، الصوت حاف جهوري ، بالمايك تاريخي حقيقي يشفط مشاعر الجماهير ، الليلة سأنام بعمق وأنا مُطمئن على الوطن ، وغداً سأستيقظ من جديد بوضعيةٍ قديمة ، بوبز .. هناك حاجز إسرائيلي !! وعلى المعبر البرّي بوبز لم يتغير شيء ، العلاقات مستمرة بين مصر الاخوانية و"إسرائيل" العظمـى ..!!
بواقعية بوبـز ، في المفاوضات بوبز ، تريد المُمارسة بوبز ، في حُكم البانيو من رفح إلى بيت حانون بوبز ، تريد استقراراً في المنطقة بوبز ، تريد حقيبة وزارية بوبز ، من فضلك بوبز عن الطريق موكب صاحب الفخامة وفي استقباله لفيف من المسؤولين ، بوبز بأدب الفضائيات تنقل الحدث على الهواء مباشرة ..!! تريد دولة تحت العورة ولو أقل شبر من غزّة بوبز ، المهم بتوافق وطني بوبز ، للدعم الدولي بوبز ، رُز ولَحِمْ اليسار ملتحم مع الجماهير بشكل ديناميكي بوبـز ، في الأخبار الآن سقوط رشقة صواريخ مجهولة المصدر .. بوبـز !!
بوبز باسم المشروع الوطني ، باسم الحكومة ، باسم الشعب العربي الفلسطيني ، قد يَتَفَّهم ، وقد يَختلف معكم ، لا ضير ، بوبز .. لكن بطريقة مُقنعه أكثر وطنية ، أقترح مثلاً أن نقرفص معاً وسوياً بصيغة وطنية جديدة ، لكن بوبز عَ الحامي وعَ البارد ..!؟ الفصائل في وضعية لا يعلم فيها إلا الله ، لا تختلف كثيراً عن وضعيتكم المُخجلة ، الشارع مَسووخ .. ربما يُدرك حساسية البشرة الحاكمة في غزّة ورام الله وعمق المأزق والحفـرة وفشل التجربة ، لكنـه ما عاد يستوعب هذه الوضعية في النضـال ..!! لماذا لا يُفكر "أصحاب البيارة" بكيفية الخروج من الحفرة بدلاً من هذا الحفر الفئوي الواهم الساقط بالمعنى الوطني ..!؟
بعد أن اعتزلت الكتابة عن الانفصال ، والانقسام ، والانقلاب ، وضرورة ترتيب البيت الفلسطيني ، قررت أن أساعد زوجتي في مسح الغبرة ، والحرص على وضع فردتي حذائي في مكان والجرابين في مكان آخر .. الآن أُقلِّم أظافري وأكوي بدلتي وأفكاري الرديئة ، أتابع زيارة الشيخ الأمريكي لدولة الشبر ونص الإسلامية ، وأبحث في الصُحف عن وظيفة رئيس وزراء رغم شعوري بقرفٍ وقلق ، وجُملة أمراضٍ مُزمنة ، الآن وصلني الطبيب ، مع أنني كُنتُ طلبتُهُ البارحة ، قال لي سأصارحك : الأعراض الأوليّة تشير إلى أن مرضك نادر وغريب ، درجة حرارتك مرتفعة جداً ، الحالة غير مُطمئنة أنت ربما بدأت تُهلوس ، وربما تحتاج أكثر من تحميله .. بوبـز يا بطـل ..!!

#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات