بذور في البستان

ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 22:14
المحور: الادب والفن
    

قالها (عروة الصعاليك) من قبل :

"أوزّع جسمي في جسوم عديدة ، وأحسو قراح الماء والماء بارد"

لك الله يا (أم العيال) ! وأنت تحارب الأنانية التي وصلت مجتمع العصر الحديث . لن تلجم بلجام النار وأنت بهذه الشهامة والنخوة والغيرية .



ضباب ملأ الأفق هذا الصباح . الشمس تأخر ظهورها فشعرت بالفقد ؛ لا أقسى من الشعور بالفقد في الحياة .

أفتقد أشياء ، وأشخاصا ، وقيما . أفتقد حبا بين الناس الذين أتعامل معهم ! أضحت لغة الحب والعاطفة الإنسانية عملة قديمة أجدها في المتاحف .

النفوس الأصيلة متاحف القيم والجمال والقناعة . حين أضحى (الإنسان) عبدا للمادة و(الميكافيلية) التي تبرر له الوسيلة اقتربت الحياة من الغابة واختلطت القيم الغابيّة بالإنسانية فخرج مسخ غريب عجيب لئيم .

اليوم قلت لطلبتي : أرسلوا بطاقات معايدة إلى من تريدون وتختارون من الوالدين والأقارب والمعلمات والمعلمين ، ورسمت قلبين إلى جانب كلمتي (بطاقة معايدة) .

يسري اعتقاد خاطئ بين الشبان والشابات مفاده أن القلب لاستخدام خاص ! في ظرف خاص ! وعلاقة خاصة !

قلت : لنقاوم اللغة البلاستيكية الجامدة ، استخدموا لغتكم ، وأحاسيسكم ، وعواطفكم ، واشكروا من أسدى لكم معروفا أو جميلا .



اليوم بدأت أول لقاء لي مع طلبة الصف العاشر بهدف تقوية لغتهم ، وتفكيرهم ، وخيالهم .

التفكير باللغة ، وتنمية الخيال ، والابتعاد عن القوالب الجاهزة المعلبة هو ما ينقص طلبتنا . عندها سيفهمون المقروء والمسموع الذي أجد أن الجيل يعاني من هاتين المسألتين المهمتين .

المنهج التعليمي لا يراعي الأمر فيستمر الدوران في الحلقة المفرغة ......

بادر مدير المدرسة للتنسيق والتخطيط لرفع المستوى الإبداعي للمجموعة .

كتبت لي إحدى الطالبات المشاركات في اللقاء : " يوم إبداعي أكثر من رائع . على الأقل بالنسبة لي ." من الحسن المفيد أن أجد صدى لما أفعل ، وأكتب ، وأقول ... (تغذية راجعة ) للمراجعة وتلمّس الطريق ؛ هل أوصلت ( المتعة والفائدة ) ؟ أم أبحث عن طريق أخرى ؟

شكرا يا رهف السعد ، وأنت ذات قلم جميل .



ضباب ملأ الأفق . أحتسي قهوتي وأفكر بأي الفعاليات أبدأ لوضع الأقدام على طريق الخيال والإبداع والقراءة ....المهمة ليست يسيرة .



أفتقد في كل يوم أمرا ما ! ليت الأمور تسير كما أتمنى !



أوزّع جسمي ... قال عروة بن الورد ،

أوزّع عشقي للغة والتعبير ليكون لنا مستقبل أكثر جمالا من رجوم القبح المتناثرة المتكاثرة .

هل ستثمر بذوري ؟!!

#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات