أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - صدق أو لاتصدق : جمود العملية السياسية في العراق !!!!















المزيد.....

صدق أو لاتصدق : جمود العملية السياسية في العراق !!!!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل يوم نستمع أو نشاهد أو نقرأ التصريحات العديدة التي يطلقها الساسة ومن مختلف الكتل والقوى السياسية في العراق، الحكومة وحزبها وإتلافها الحاكم أم الكتل الأخرى المشاركة في العملية السياسية ولكنها لم تتمكن بعد من حيازة حصتها من الكعكة كاملة، كعكة السلطة وامتيازاتها. تصريحات لكل شيء وفي أي وقت. تصريحات غاضبة وتصريحات غامضة، تصريحات تدفع لليأس والاحباط وتصريحات تحمل التهديد والوعيد.

اصبح مطلقو التصريحات السياسية الرنانة جزءا من المشهد اليومي الذي يعيشه المواطن العراقي فهم يحتلون الشاشات وصفحات الجرائد ونوافذ الانترنيت. وإنهم ولشدة الزوابع التي يثيرونها فان هناك من يصنفهم حسب حساسية الموقف ومقدرة هذا النائب أوذاك على ايصال رسالة كتلته وقائمته وبات ظهور بعضهم في مناسبات معينة يرتبط بحدة الصراعات السياسية وانعدام أفقها. حتى ان المتتبع بات يعرف، تحديدا، لماذا يتم دفع هذا النائب او ذاك الى الظهور أمام وسائل الإعلام ؟

حين يتم تشبيه تلك التصريحات بالسيل الذي لا يتوقف وبالمطرقة التي يتواصل صخبها وأذاها على رأس المواطن العراقي، فإننا قد نخطئ في التوصيف. هي ليست سيلا ولا مطرقة ولكنها مزيج من كل ذلك، إنها كارثة حقيقية وتعبير عن أزمة تعصف بحياة المواطن المغلوب على أمره وبأمنه وسلامته وتجعله عرضة للمزيد من الأزمات والتوترات.

من الواضح إننا ازاء فيلق من السياسيين الذين يجيدون اطلاق التصريحات على عواهنها وعلاتها وبكل ما تحمله من سأم وإفتعال وإثارة للسخرية حتى بتنا نجد ان اليوم -الذي تقل فيه التصريحات وينخفض زخمها- لن يمر بسلام على العراقيين، إنه ينذر بأمر خطير.

المتحدثون بأسم الكتل والقوائم البرلمانية تقاسموا الادوار فيما بينهم، فكل واحد منهم يحمل في جعبته الكثير من التصريحات والأسرار والاتهامات وكذلك إدعاء البراءة له ولكتلته.

الازمة السياسية المتواصلة في العراق لم تكن وليدة اليوم ولم تكن وليدة وصول المالكي وفريقه الى الحكم. بل هي وليدة مسار خاطئ ومنذ سنوات ما بعد التاسع من نيسان 2003. نقول خاطئ لأنه بني هكذا، على خطأ حتى تجد ان من يشكك في نوايا ومزاعم من شيد هذا البناء المهلهل وفي أدعاءاته وتصوراته، فإنه لن يجانب الحقيقة. حين تطلق عملية سياسية وفق أسس خاطئة ودون أفق واضح المعالم فإن الفشل سيكون مصيرها الأكيد.

وحين يتحدث البعض عن حلحلة الوضع وانبثاق الضوء في آخر النفق فإن هذا دليل على ان كل ما يقومون به، أي الساسة، لا يعدو ان يكون سلسلة من المزايدات التي تهدف الى ترسيخ مصالح هؤلاء الساسة وأحزابهم، وإن كل ما يقومون به عبارة عن مزايدات ومساومات تهدف الى التستر على ما يقومون به من فساد وسرقة للمال العام وتلاعب متواصل بأمن وحياة العراقيين وتحولها الى ساحة للمزايدات وتصفية الحسابات وفرض التراجعات على بعضهم البعض.

يوم أمس خرج علينا احد هؤلاء الساسة بتصريح اقل ما يقال عنه انه تصريح ساذج وبعيد كل البعد عن قراءة الوضع السياسي في العراق. انه وبكل بساطة يقول بجمود العملية السياسية في العراق وانها بحاجة الى حراك ينقذها من الجمود !!

لا ندري عن أي جمود يتحدث هذا السياسي ،النائب عن التحالف الكردستاني محسن السعدون؟ هل هو جمود الصفقات والفساد والتستر على الجرائم؟ أم هو جمود الانفلات الأمني والقتل والتفخيخ المتواصل؟

هل هناك حراك سياسي تتطاير بسببه الجثث المحروقة ويتشرد الأبرياء وتترمل فيه اعداد متواصلة من النساء في العراق ويحرم بسببه الأطفال من المدارس أكثر من الحراك الموجود في العراق؟ هل هناك حراك سياسي جعل من سرقة المال العام وتهريب النفط والثروات والتزوير أمرا مباحا تقوم به مافيات ومليشيات محمية وتقودها شخصيات وقوى نافذة في السلطة وفي البرلمان، أكثر من الحراك السياسي في العراق؟

الا يعلم هذا النائب أن الملايين من العراقيين يتمنون إنبثاق عصر جليدي جديد يجمد كل شيء ويتمنون وقوع كارثة طبيعية تقلب أعلى العراق الى أسفله وتخلصه من هذا الحراك السياسي الاشد قتامة وبؤسا ومن هذه القوى والكتل السياسية ورموزها ؟ الا يعلم هذا النائب أن ما يحدث في العراق ليس حراكا سياسيا فقط، بل هو كارثة سياسية حقيقية يدفع فاتورتها الباهضة المواطن العراقي الباحث عن لحظات آمنة في يومه المشحون بالقلق والذعر من صراعات الساسة التي حولت حياته الى جحيم؟

الا يعلم النائب السعدون ان الحراك السياسي في العراق ما توقف وما أصيب بالجمود كما يدعي ولكنه، كان وما زال، يسير في اتجاهات متعاكسة وكل طرف يغني على ليلاه، ليلاه التي تعني مصالحه وممارسة أكبر قدر ممكن من الأستغفال والأستخفاف بحق العراقيين وبعقولهم وإن كل طرف يبحث عن أسانيد ودعم سياسي وقدرات مالية وإعلامية تمكنه من أخضاع الخصوم داخل العراق وكشف الملفات وإزاحة الغطاءعن المستور والدسائس والأتفاقات التي تجري في الخفاء؟ وإن تبجحهم المتواصل بحكايات "العملية السياسية " و "الشراكة الوطنية " و"حكومة الأغلبية " و"القوى الوطنية"...الخ باتت تصيب المواطن العراقي بالقرف وانها لا تعنيه من قريب أو بعيد لأنه وبكل بساطة يكتشف يوما بعد آخر انه خارج حسابات تلك القوى وانه الصفر في خاتمة المعادلة.

ما نعلمه يا سيادة النائب ان هذا الحراك الذي تدعي جموده الان كان السبب الاساسي لكل الصراعات الطائفية والقومية التي حدثت في العراق وتمكنت من زرع إسفين الفرقة والتشتت والكراهية والتعصب الطائفي المقيت في العراق، وجعله دولة ومجتمعا، عرضة للمزيد من الصراعات وحولته الى نموذجا للتعصب والكراهية والانعزال الطائفي.
قد نصدق حين يقولون انهم لم يتوصلوا الى شيء وانهم يتحاورون لإنهاء الأزمة فيما بينهم. قد نصدق انهم تدارسوا سبل الخروج من عنق الزجاجة التي حشروا المواطن وحرياته وحقوقه وكرامته فيها.

قد نصدق انهم يكونون بطاقتهم القصوى حين يتعلق الامر بصفقات وشبهات وفضائح فساد وتقسيم للغنائم؛ ولكننا لن نصدق مطلقا ان يتحدث احدهم عن جمود للعملية السياسية وانها بحاجة لحراك ما لأننا نشعر بهذا الحراك المتواصل مع كل طفل يقتل ومع كل مدرسة تتهدم ومع كل إمرأة تتسول او تعيش مع أطفالها في كوخ مهلهل ولا يليق بآدميتها.

اذا كانت كل هذه الخسائر والضحايا والأزمات نتيجة جمود العملية السياسية فكيف سيكون حراكها إذن؟



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة : رموزها ونُصبها
- مناقصة مجلس النواب وشذاذ الدملوجي
- صحف ومجلات مجلس النواب العراقي : الفضائح تتواصل
- عن المثقف والسلطة والمصالحة الوطنية
- الأمر وبكل بساطة : إنها حريتنا وحياتنا الشخصية
- مهرجانات وزارة الثقافة : محاولات لتلميع الخراب
- الفلم الدنماركي الثأر - HÆVNEN - :هل يمكن أن نعيش دون ...
- سيرة حرب.......2 ، قسوة تل الخراء
- عن الإيمو والحرية وكراهية الحياة
- سيرة حرب ...1 .حين أضعت الطريق الى بيتنا
- قراءة في مشاهد أعتقال وقتل دكتاتور
- المالكي ومجالس الإسناد : حكاية التاريخ المستعاد
- الإعتقالات و الإتهامات لا تحجب الحقيقة يا حكومة نوري المالكي
- عدو ما بعد القتل : عن صور جثة بن لادن
- البديل السياسي في العراق : مقاربة أولية
- حكومتنا وحكوماتهم: الأختلافات والتشابهات
- درعا في مواجهة الأسد
- بوتين والقرضاوي : فجر أوديسا أم الحرب الصليبية ؟
- إزالة الدوار أم إزالة الرمز ؟
- لنحارب المحاصصة أولا


المزيد.....




- ماكرون يدعو نتانياهو لإنهاء محنة المدنيين في غزة
- وزير خارجية فرنسا : العلاقات في وضع مؤسف للغاية
- وزير الخارجية الفرنسي يؤكد أهمية استئناف -حوار صريح وواضح- م ...
- عامان من الحرب ولا نهاية في الأفق.. كيف -امتدت- الحرب الأهلي ...
- ماذا يريد ترامب من كندا؟
- هيئة كبار علماء الأزهر تهاجم محمد رمضان
- روسيا.. الحكم بالسجن 15 عاما على أسير أوكراني أدين بترويع ال ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي تعمد قتل المسعفين في القطاع ودفنهم ...
- لمواجهة ضغوط الاحتكار.. زوكربيرغ يبحث فصل -إنستغرام- عن -ميت ...
- عون يبحث مع عبد الله الثاني نتائج التحقيق مع خلية تصنيع الصو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - صدق أو لاتصدق : جمود العملية السياسية في العراق !!!!