شريف الغرينى
الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 13:06
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
يمكن التنبؤ دائما بالثورة من حيث المكان والزمان ، فلكل ثورة أسبابها ،التى تتمثل فى غياب العدل من جانب الدولة وزيادة الوعى الوطنى للشعوب ، ولكن الهزة الأرضية لا يمكن التنبؤ بها ؛ لا من حيث الوقت ولا من حيث المكان .
الثورة دائما تعود بفوائد على الشعوب التى هبت طالبة للتغيير وخاصة الطبقات الفقيرة ، أما الهزة الأرضية فتقوم بتخريب وهدم البيوت القائمة وخاصة بيوت الفقراء تلك المبنية شقاء من أحجار اقتطعت من جبال الظلم ورصت فوق بعضها بالعرق والتراب.
الثورة تتحيز للفقراء وتحارب الظلم ، و تحاكم الفاسدين، و تطاردهم حتى لا يكون لهم مأوى غير شقوق ضيقة تحت الأرض؛ أما الهزة الأرضية فتخرج للناس أسوأ مافى باطن الأرض من حيوانات بشعة كانت تعيش مجهولة فى الظلام، وفى نفس الوقت تقوم الهزة الأرضية بدفن الشعب المسالم فى غياهب الظلمات بعد أن كان يعيش من قبلها فى النور .
الثورة تجمع القلوب على هدف واحد وتعيد المهاجرالمبعد وتطلق سراح المظلوم ، أما الهزة الارضية فتعزل الناس وتجعلهم حائرون ،منقسمون على أنفسهم، لأنهم يعيشون كوارث متعددة ؛ لذلك يرتجلون حلولا تصادمية وهم إذ ذاك ، فرادى كل يحاول أن ينجو بنفسه من الهلاك ، ومن إستطاع أن ينجو منهم لا يتردد أبداً فى الهجرة .
مع ما عرض لنا من فروق بين الثورات والهزات الأرضية ، ومع إيماننا العميق بما وصلت اليه مصر من فساد، وما ضربنا من تدهور فى عصر مبارك الطويل، ومع إيماننا الذى لا تشوبه شائبة بأننا كنا فى أمس الحاجة لقيام ثورة كبرى ؛ يبقى لدينا سؤال :هل ما حدث فى 25 يناير كان ثورة أم هزة ارضية ؟
#شريف_الغرينى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟